في عام كورونا هذا الفيروس الذي قهر العالم انشغل كل بلد بنفسه وكل قائد بشعبه سوى قائد واحد كان مهموما بشؤون الشعوب الأخرى.
في فترة الأزمات تظهر معادن الرجال، ويتمايز القادة، وتظهر قدرات القيادة الجبلية التي قد تحتجب في أوقات الرخاء، حيث ينشغل الناس عن متابعة بعض التفاصيل، فلا نستطيع أن نميز بين الغث والسمين وبين الزبد الذي يذهب جفاء وما ينفع الناس ويمكث في الأرض.
في عام كورونا، هذا الفيروس الذي قهر العالم انشغل كل بلد بنفسه، وكل قائد بشعبه، سوى قائد واحد كان مهموما بشؤون الشعوب الأخرى، فكانت اتصالاته الهاتفية بجل قادة العالم تملأ الدنيا وتشغل الناس، وكانت مساعداته الإنسانية تصل للجميع دون استثناء وبدون مَنٍّ ولا أذى.. إنه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، هذا القائد الذي أبهر العالم في هذه الأزمة.
في عام كورونا، هذا الفيروس الذي قهر العالم انشغل كل بلد بنفسه وكل قائد بشعبه سوى قائد واحد كان مهموما بشؤون الشعوب الأخرى، فكانت اتصالاته الهاتفية بجل قادة العالم تملأ الدنيا وتشغل الناس، وكانت مساعداته الإنسانية تصل للجميع دون استثناء وبدون مَنٍّ ولا أذى
تابعتُ كلماتِ أطفال سوريا المؤثرة وهم يوجهون رسائلهم الشاكرة إلى سموه؛ لأنه تذكر سوريا في هذه الأزمة وتجاوز الحسابات السياسية الضيقة، وقال مقولة سيخلدها التاريخ بأحرف من ذهب: "لن نترك سوريا العربية وحدها في مواجهة كورونا" .
بادرت الإمارات إلى رسم سياسة استباقية لمواجهة هذا الوباء، فنجحت في أن تكون سباقة في كثير من القرارات، وسارعت إلى مَدِّ يد العون لكل العالقين من عرب وغيرهم في مدينة ووهان الصينية، حين تخلَّتْ عن بعضهم دولُهم وتركتهم يواجهون مصيرهم المحتوم.
في تلك اللفتة الإنسانية ظهر المعدن الإنساني والإيماني للشيخ محمد بن زايد الذي حرص على إرسال رسالة موقعة باسمه لكل الطلاب العرب الذين وصلوا إلى أبوظبي، مرحِّبا بهم ومتعهدا برعايتهم إلى حين عودتهم لبلدانهم.
حاولت جهات إقليمية معروفة وبذلتْ ملايين الدولارات وسخرت قنواتِها الإعلامية وأبواقها المأجورة من أجل هدف واحد ووحيد هو استهداف صورة الإمارات وقيادتها، خصوصا سمو الشيخ محمد بن زايد لدى المواطن العربي، لكن كورونا كشفَهم، وأبانَ أن القائد الوحيد الذي وقف مع العرب في هذه الأزمة هو الشيخ محمد بن زايد الذي استجاب لنداء مواطنين عرب تقطعت بهم السبل في مواجهة موت محقق.. ضاعت أموال تلك الجهات المعروفة هباء منثورا، واتضح الفرق بين قائد يساعد العالم وآخر يحتجز مساعدات طبية عن دولة أوروبية تعيش أزمة خانقة، فشتان بين اليزيدين مذهبا.
يتابع الشيخ محمد بن زايد قيادته للإمارات في ظل هذه الأزمة العالمية، ويتفاعل بشكل يومي مع هموم المواطنين والمقيمين الذين شعروا في هذه الأزمة أنهم في بلدهم الأول، وأن الإمارات لم تميز بينهم وبين أبنائها.
زرت الإمارات مرات عديدة وشاهدت بأم عيني حجم التطور الحاصل، وسألت مرة أحد الشباب الإماراتيين عن سر هذا التطور، فقال: "لقد رزقنا اللـه بقادة يعدوننا أبناءهم، ويعملون بجد واجتهاد من أجل هذه الدولة"، كان هذا في زمن الرخاء، واليوم يرى العالم ذلك الجهد وتلك الحركة الدؤوبة والإنجاز المستمر في زمن الشدة.
حين كنت صغيرا كنت أسمع دوما إلى الشيخ الوالد الشيخ محمد الحافظ النحوي الذي تبوأ مناصب حكومية وتشريعية عديدة في موريتانيا، يتحدث بإسهاب وبثناء كبير على الشيخ زايد رحمه اللـه الذي التقاه، كما يثني على أبنائه، خصوصا سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، فزرع فينا جميعا حب الإمارات وقادتها، وهو شعور يتقاسمه معنا الشعب الموريتاني الذي يحفظ الود والإحسان لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها، ولعل المتتبع لخطوات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي يدرك فعلا، وكما قال الدكتور علي النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، في مقابلة إعلامية وهو يتحدث عن مواقف سموه في هذه الأزمة، فقال عبارة تلخص الكثير: "الشيخ زايد لم يمتْ".
هذه العبارة تلخص كثيرا، وفعلا الشيخ زايد على روحه شآبيب الرحمة، لم يمت لأنه خلَّفَ الشيخ محمد، هذا القائد الذي يقتفي أثر أبيه في خطواته، وقديما قالت العرب: ".. ومن يُشابهْ أبَهُ فما ظلمْ".
شكرا لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولدولة الإمارات باسم كل شاب عربي أسهمت الإمارات في إنقاذه، وباسم كل أسرة عربية كان سببا في إدخال السرور عليها، وباسم كل فقير وصلته مساعدات الإمارات دون مَنٍّ ولا أذى ولا طلب.
الشيخ محمد بن زايد قائد استثنائي أبهر العالم في أزمة بلغت فيها القلوب الحناجر، وقال كل قائد فيها "شعبي.. شعبي"، بل قال بعضهم فيها: "نفسي.. نفسي".
سينتصر العالم على كورونا بإذن الله، وسيذكر التاريخ مواقف خالدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وللإمارات وشعبها، الذي أبهر قائدها العالم في زمن كورونا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة