عندما نقرأ سيرة الإمارات التي لا تخلو من المعجزات منذ عهد المؤسس الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)، وصولاً إلى عهد التمكين والازدهار والقوة والمنعة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله)..
عندما نمر على هذا السجل المشرف لا نستغرب الإنجازات العالمية، والأرقام القياسية التي تحققها الإمارات في كل زمان ومكان، وأمام أي تحدٍّ أو أزمة، أو أمر طارئ.
إن الإنجاز المعجز الذي حققته مؤسسات الإمارات المختصة لمواجهة تداعيات المنخفض الجوي المطير العنيف، الذي اجتاح الإمارات، وأسفر عن هطول أكثر من 250 ملم من الأمطار في يوم واحد، أي ما يعادل ما يهطل على مدينة لندن على مدار 6 أشهر، يثبت هذا الأمر أن رؤية الإمارات، وخططها الاستباقية، والحكمة التي تتحلى بها قيادتها الرشيدة، وإمكانات أبنائها، وإصرارهم على قهر المستحيلات، قد أسهمت كلها في تجاوز هذا التحدي في وقت قياسي لا يتعدى 24 ساعة.
بنية تحتية حديثة
لقد أرست حكومة الإمارات العربية المتحدة بنية تحتية حديثة على امتداد خارطتها وزودتها بالإمكانات والتجهيزات الحديثة، ورفدت كل ذلك بأطقم متخصصة من الفنيين والمهندسين، والعمالة الماهرة، التي أثبتت ميدانياً كفاءتها وحرفيتها وسرعة استجابتها لمتطلبات مواجهة التقلبات الجوية، وتقليل آثارها على البنية التحتية، وعلى استمرارية الخدمات والأعمال، وكذلك حرص هذه المؤسسات متضافرة على توفير مظلة من الأمن والسلامة لجميع أفراد المجتمع، والعمل ليلاً ونهاراً من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها.
وبالفعل عادت إلى أفضل من السابق، في ملحمة تكاد تكون درباً من الخيال، لكننا نتقبل الأمر، لأننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد مثالا يحتذى في جميع خطواتها وسياساتها ومشروعاتها وقراراتها في مواجهة التحديات والكوارث والأزمات، بكل شجاعة وكفاءة واندفاع وإخلاص في العمل، وإبداع في طرح الحلول الفعالة، من أجل إسعاد المجتمع، وبفضل الله تعالى وجهود هذه الفرق، لم تسجل الإمارات أي حالة وفاة أو إصابة على الرغم من الرياح العاتية وكميات الهطولات المطرية الهائلة.
إنجاز مشرف
وعلى الرغم من الإنجاز الكبير، والنجاح الباهر في تخطي آثار المنخفض الجوي العنيف، فإن الإمارات، وكما عودتنا قيادتنا الحكيمة، لا ترضى بأي ثغرة في أي جانب يهم المجتمع وإسعاده، ولا تقبل إلا بالرقم واحد في جميع مرافقها وخدماتها، ولهذا جاءت توجيهات قيادتنا الحكيمة بإعادة دراسة إمكانات البنية التحتية في كل إمارات الدولة، بهدف تطويرها، والارتقاء بكفاءتها، وتعزيز إمكاناتها، لمواجهة أي طارئ جوي، أو تبدل مناخي، أو استحقاق بيئي، الأمر الذي يبشر بمشاريع عملاقة ستشمل كل مكونات البنية التحتية من خطوط تصريف، ومضخات ضخ، ومحطات ضغط، ومصبات، وإمكانات ستجعل من أي تغير مناخي يمر على الإمارات مجرد حدث عادي تستوعبه ويمر عليها بسلام.
إننا أمام هذا الإنجاز المشرف، لنقف بكل فخر واعتزاز وامتنان أمام طواقم خط الدفاع الأول، متمثلا بمؤسسات البلديات، والدفاع المدني، والشرطة، والأمن، والأجهزة الطبية، والإسعافية، والجمعيات البيئية، والمؤسسات التي حرصت على أمن وسلامة المجتمع، وإعادة الحياة إلى طبيعتها في وقت قياسي، كما نقدر عاليا الوعي المجتمعي الذي تفاعل مع رسائل التحذير والتوجيهات التي ضمنت سلامتهم وأمنهم، مما خفف كثيرا من أي احتمالات لوقوع أي حالات إصابة أو وفاة.
في وطن السلام الإمارات، الأزمة تتحول إلى خير، والطارئ إلى درس، والتحدي يصبح قوة لنا، دامت إماراتنا تحت ظل قيادتها الحكيمة، وشعبها في أمن وسلام وازدهار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة