تنطلق الإمارات من أسس ومبادئ سامية ارتضتها بعقلانية، فكانت تأكيداتها بعمل دؤوب وصولاً إلى مبتغاها إنتاجاً وتنمية في سبيل مستقبل مزدهر.
والإمارات العربية، ببصيرة قيادتها، التي لا تكل في عملها ولا تتوانى عن الاستمرار في طريق التنمية والبناء الخلاق، أرست مجتمعاً قادراً على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وتجاوز الصعاب، وبتوجيهاتها أنجزت ما كان مستحيلاً.
والإمارات، ذات الآفاق الإنسانية الواسعة، تبوأت المكانة التي تليق بها، وما حققته خلال السنوات المنصرمة من إنجازات حضارية تظل كفيلة باستبقاء دورها الريادي، باعتبارها ثابتة على مبادئها، التي لا تحيد عنها، واقفة على أوطاد لا تميد.
وبهدف خدمة البشرية جمعاء لم تكتفِ الإمارات بإرسال أحد روادها إلى الفضاء، بل قامت بإطلاق "مسبار الأمل"، وتتحضَّر لإرسال دفعة أخرى من روادها، بينهم امرأة، في المستقبل القريب.
كانت الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة في العالم تحقق هذا الإنجاز، ونجح "مسبار الأمل" في الانتقال من مدار الالتقاط إلى مداره العلمي، وينتظر العالم من المسبار الإماراتي تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي.
واليوم تعتزم الإمارات تدشين خمسين مشروعاً اقتصادياً وطنياً على مدار شهر سبتمبر/أيلول انطلاقاً من أساسيات المبادئ العشرة، التي أعلنتها حكومة دولة الإمارات، التي تظل حريصة على استباق المستقبل بإنجازاتها الواسعة.
وفي هذا السياق، أوضح سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بقوله: "نبدأ موسمنا الحكومي الجديد في الإمارات هذا العام بطريقة مختلفة، وبعد التشاور مع أخي محمد بن زايد، نعلن عن خمسين مشروعاً وطنياً بأبعاد اقتصادية خلال الشهر الجاري، والإمارات لا تملك ترف الوقت ولن تنتظر الظروف العالمية أن تصنع مستقبلها، بل تصنعه بنفسها، والبداية الخامس من أيلول".
وقال سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: "خمسون مشروعاً وطنياً تم الإعلان عنها خلال سبتمبر/أيلول الجاري، ستشكل إضافة نوعية لمسيرتنا وركيزة للانطلاق نحو مزيد من التطور لصالح أجيالنا القادمة، وأدعو أبناء الوطن إلى المشاركة في إنجازها ومضاعفة الجهود لتعزيز المكتسبات والتعامل مع التحديات بإيجابية وتحويلها إلى فرص للابتكار والإبداع".
وتأسيساً على ذلك، بلغت دولة الإمارات شأناً راقياً، وإبداعاً خلاقاً في نهج وأطوار الحياة ومتغيراتها، ودون أن تؤثر عليها أي عثرات أو يطرأ على برامجها أي انتكاسات.
هذه القيادة الرصينة تجاوزت المشقات بإرسائها استراتيجيات تنموية واقتصادية ترتكز على جملة مشاريع كبرى لإنجازها خلال المرحلة المقبلة، ولم تشغلها الظواهر المتغيرة أو تؤثر عليها الأوضاع المضطربة في المنطقة، وبذلك تأهلت لأن تحظى بصناعة المستقبل والإسهام بأعم وأنجح الابتكارات بصناعاتها الناجحة والمتطورة.
ولعل المبدأ الثاني من الإعلان الحكومي الإماراتي للخمسين عاما المقبلة بالتركيز بشكل كامل على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، انطلاقاً من أن التنمية الاقتصادية للدولة هي المصلحة الوطنية الأعلى، وعلى مستوى جميع مؤسسات الدولة وفي تخصصاتها كافة وعبر مستوياتها الاتحادية والمحلية، سيكون لبناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية مع الحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها.
والحقيقة التاريخية، التي لا التباس فيها ولا غموض، أن مسيرة الإمارات امتلكت القيم الأصيلة في نهجها الحضاري وبعلاقاتها العالمية المبنية على تلك الأصالة التاريخية، لا تجامل في موقف لا تقتنع بأهميته، ولا تهادن بأي إطراء يخرج عن إطار العقلنة والسلوك الملتزم بتلك الأصالة المنبعثة من أعماق تاريخها وهدفها المنشود، وتبقى كلمتها راسخة بتأثيراتها، ومعانيها لا تضيع في مهاوي الانحراف، ولا تتقهقر، ثابتة لا تتزعزع، واضحة لا يتلبَّس بها الباطل، كما أنها تظل في حالة يقظة، دائمة الوجود لا تغفل عن مراقبة، ولا تتأخر عن متابعة، وفي وضوح وتبيان، لا يدخلها طامع ولا يتطاول عليها مخادع، نواميسها لا تختل وبرامجها لا تضمحل، دون اضطراب أو أي مشقة أو هوان تمضي قدماً وهي أكثر نفاسة وتصميماً على متابعة برامجها التنموية العالمية.
بذلك اتسمت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، برجاحة العقل ومبدئية النهج الإنساني والسير على دروب الحكمة المنبعثة من أصالة تاريخها المشرق، فحملت الأمانة وصانتها بكل همة ونشاط، وتمسكت بالرأي الحصيف السديد، ولم تدَع لليأس سبيلا ولا للجمود مكاناً ليتسلل إلى الناشئة وشباب المستقبل، فهي من أولي الفطنة والفراسَة وأصحاب الأذهان الصافية والأحلام الراجحة.. لذا فمن تسلق الشواهق لا يعبأ بالعوائق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة