مقتدى الصدر: الإمارات أكثر الدول قدرة على التواصل في حل الأزمات
زعيم التيار الصدري أكد أن المرحلة القادمة ستشهد تطوراً كبيراً في العلاقات الإماراتية العراقية على كل المستويات، وفي كل المجالات
قال مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري في العراق، إن الإمارات أكثر الدول قدرة على التواصل من أجل حل أزمات بلاده والمنطقة، وذلك بعلاقاتها الطيبة وانفتاحها على الجميع.
وأكد الصدر أن المرحلة القادمة ستشهد تطوراً كبيراً في العلاقات الإماراتية العراقية على كل المستويات، وفي كل المجالات.. جاء ذلك في حوار قصير أجرته معه صحيفة "الاتحاد" الإماراتية ونشرته الأربعاء عقب زيارته إلى الدولة.
ولأن الصدر لا يجري حوارات إعلامية مطولة، فقد استكمل المقابلة مع الصحيفة، الناطق باسمه صلاح العبيدي، ليوضح مواقف زعيم تياره حول الملفات العراقية والعربية.
ووصف العبيدي لقاء الصدر بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأحد الماضي، بأنه كان "أخوياً بامتياز، وذلك بسبب التلقائية التي تميز بها".
وركز اللقاء بين الجانبين، بحسب العبيدي، على وضع العراق وكيفية إعانته على الخروج من أزمة الحروب، ودور الإمارات في ذلك، خاصة وأن أساس الحروب في العراق "طائفي"؛ وهو ما فجر صراعات أخرى في المنطقة.
وأرجع أهمية الإمارات في هذه النقطة إلى أنها "منفتحة على كل المحيط أكثر من انفتاح دول الخليج الأخرى، ولعل السبب هو الانفتاح التجاري والاقتصادي الذي تتمتع به دولة الإمارات مع الكل".
كما لفت إلى أن الحكومة العراقية الآن "تختلف عن سابقاتها في تجاوبها مع العالم العربي المحيط بها، كما تدير دبلوماسية ناعمة تختلف عن دبلوماسية الصقور التي أدارتها الحكومة السابقة وسببت تشنجات كبيرة جداً في المنطقة".
مفاتيح الحل العراقي
وعن مفاتيح الحل الداخلي في العراق، لخصها المتحدث باسم الصدر في حصر السلاح بيد الدولة؛ أي القضاء على ظاهرة المليشيات التي تعمل بشكل منفرد، وإعادة الهيبة للجيش والشرطة، والضرب على المفسدين بيد من حديد، خاصة أولئك الذين ينزحون بأموال العراق إلى الخارج.
وعن موقف التيار الصدري من مليشيا الحشد الشعبي، لم يبدِ اعتراضا على الحشد ذاته، ولكنه رفض ما أسماها بـ"المليشيات الوقحة" أي التي تبتز الحكومة ليكون لها نفوذ سياسي ومالي، ولذا دعا الرجل إلى إدماج الحشد كليا في الجيش وقوات الأمن.
كما دعا لـ"إعادة إعمار الإنسان" إلى جانب إعادة إعمار المدن في مرحلة ما بعد تنظيم "داعش" الإرهابي، لأنه بعد أن تم القضاء على تنظيم القاعدة ظهرت مرة أخرى باسم "داعش"؛ لذا فالضمان لعدم عودة داعش باسم آخر هو بناء الإنسان البعيد عن التطرف، والذي يثق بدولته.
استفتاء كردستان
أما عن الاستفتاء الذي دعت إليه حكومة إقليم كردستان للاستقلال، فقال إن موقف التيار الصدري الثابت هو "رفض أية محاولات لتقسيم أو تجزئة العراق بعنوان انفصال أو عنوان تقسيم أو ما إلى ذلك".
لكنه استدرك أنه إذا كان هذا الاستفتاء بالأطر الدستورية والقانونية، ويكشف عن رغبة الأكراد فلهم ذلك، غير أن الصدر أكد لهم أن أكثر المتضررين سيكونون هم؛ لأن هذه الرغبة في الانفصال مرفوضة من دول المنطقة.
وفيما يخص عودة العراق إلى حاضنته العربية، لفت إلى أن الشكوك بين الطرفين التي تعززت منذ الغزو العراقي للكويت 2003 تحتاج لتبادل خطوات بينهما لإنهائها، ولا ينتظر طرف الطرف الآخر أو يلقي عليه المسؤولية وحده.
وحول ما دار من حوار بين الصدر وبين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذه النقطة بالذات قال: "واحدة من الكلمات اللطيفة التي سمعناها من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حيث قال نحن نعاتب أنفسنا على أخطاء سبقت قبل أن نعاتب العراقيين على أخطاء صدرت منهم، وهذا تشخيص دقيق للمشكلة ومنهجية صحيحة للخروج من المشكلة".
وضرب مثلا يساعد في التقريب بين العراق والدول العربية، وهو ذهاب فريق أردني للعب على أراضينا، رغم حظر "الفيفا" اللعب على الملاعب العراقية، مشيراً إلى أن هذا "قوبل بترحيب أخوي وتفاعل كبير من العراقيين منقطع النظير، وهذا يساعد في عدم استفراد دول مثل إيران وتركيا بالعراق".
النفوذ الإيراني
وعن موقف التيار الصدري من تزايد النفوذ الإيراني في العراق، قال العبيدي إن مقتدى الصدر ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ونائب رئيس الجمهورية إياد العلاوي لا يقبلون تمدد هذا النفوذ، ويعلنون هذا صراحة، لكن في نفس الوقت لا يريدون قطع العلاقات، ولكن تسير بشكل مقبول.
من ناحية أخرى، جدد المتحدث باسم التيار الصدري الدعوة إلى الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي "فورا" حفاظا على مصالح شعبه، ولقطع الطريق أمام الدول الأخرى التي تتدخل بحجة إزاحة أو دعم الأسد.