يحل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ضيفا كبيرا على الأردن، وهي زيارة امتدادا لتاريخ عميق من العلاقات التاريخية الأصيلة المتجذرة بين عمان وأبوظبي.
فالطريق بين أبوظبي وعمان كان ولا يزال معبدا بثقة عميقة ورؤى مشتركة ومصالح قومية استراتيجية تخدم الأمتين العربية والإسلامية، فقيادة البلدين لا تألو جهدا في استمرار رعاية تألق وتميز هذه العلاقة الاستثنائية.
لقد تجاوزت العلاقة الأردنية الإماراتية الرسميات والبروتوكولات إلى علاقة أخوية تجمع القيادتين والشعبين، حتى أضحت أنموذجا من حيث قوتها ومتانتها في العلاقات الدولية والعربية، وتعكس حجم التنسيق الرفيع بأعلى مستوياته حد التماهي في موقف البلدين الشقيقين إزاء القضايا والملفات الإقليمية والدولية.
العلاقة بين البلدين اليوم فوق هام السحاب، فلا تكاد تقلع طائرة ابن زايد مودعة عمّان وأرض النشامى، حتى تحط طائرة ابن هاشم في أبوظبي، فلا يغيب أسبوع أو أسبوعان إلا ونشهد اتصالا هاتفيا أو زيارة شخصية لأحد الزعيمين للآخر، وسط أجواء غير بروتوكولية تتجاوز الرسميات، لا بل إن هذا التقليد الأخوي والعائلي لمسناه في أكثر من محطة ولقاء وزيارة لأولياء العهود في أبو ظبي والأردن أيضا.
صاحب السمو الشيخ أبا خالد وأنت في ديرتك وبين أهلك وربعك، نستذكر نحن الأردنيين بامتنان وتقدير واعتزاز يطاول حد السماء المواقف الأصيلة والراسخة والثابتة لدولة الإمارات العربية المتحدة عامة، ولكم شخصيا في الوقوف دوما إلى جانب الأردن في كل منعطف أرهق الأردن اقتصاديا، وفي كل أزمة أثقلت كاهل النشامى، وفي كل كرب مر به الأردن والأردنيون، ولا غرابة وأنت أهل الفزعة والنخوة والشهامة ومنبع الطيب وراعي الشومات.
شكرا لدولة الإمارات العربية المتحدة على حسن ضيافة الأردنيين الذين يشعرون دوما أنهم في بلدهم وبين أهلهم، شكرا على ما يلقونه وغيرهم من ترحيب وتقدير.. أكثر من 200 جنسية تقيم على أرض التسامح والمحبة، أرض الإمارات وجميعهم يقرأون من نفس الصفحة بفضل حكمة القيادة الرشيدة في الإمارات.
اليوم تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة بهمة عالية وعزيمة لا تلين لرئيسها كتابة صفحات تاريخها الزاخر بالمجد، ومستقبلها الواعد بالأمل والإبهار والريادة والقوة. والحقيقة الثابتة أن الإمارات اليوم أكثر قوة وأكثر صلابة وأكثر حضورا، فإرثها العتيد وتناغم مؤسساتها وتواضع قيادتها وعمق رؤيتها جعلت منها نموذجا استثنائيا كدولة عصرية زاهرة آمنة في إقليم لا يعرف الاستقرار.
في الختام، يبقى التأكيد أن العلاقات الأردنية الإماراتية ليست وليدة اللحظة، فقد وُلِدت صلبةً منيعةً تليدة متجذرة، وكَبُرت راسخةً ثابتةً، واستمرت قويةً متينةً ضاربة في خدمة المصالح العليا للدولتين. أهلا وسهلا بعيال زايد في ديار النشامى، فحللت أهلا ووطئت سهلا أبا خالد.
*نقلا عن وكالة "عمون"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة