الإمارات اليوم أصبحت قوة سياسية واقتصادية وثقافية مؤثرة ليس في محيطها العربي والإسلامي فقط وإنما في العالم أجمع
كانت أول زيارة لي للإمارات مطلع العام الجاري بدعوة كريمة من مجلس حكماء المسلمين ممثلا لرئيس التجمع الثقافي الإسلامي، وكانت تلك الزيارة فرصة للاطلاع على الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات في ترسيخ قيم التسامح والاعتدال والوسطية.
الزيارة الثانية كانت في إطار ملتقى تقني يسلط الضوء على ما أنجزته هذه الدولة العظيمة في مجال التطور الصناعي والتكنولوجي والتقني.
إن الزائر للإمارات سيعرف ببداهة أن هذه الدولة الفتية قطعت أشواطا كبيرة في مجال التنمية والصناعة والتكنولوجيا وفي مجال الاستثمار في الإنسان وفي استقطاب الكفاءات العربية وغير العربية؛ لهدف واحد هو خدمة الدولة وتطويرها وجعلها تنافس دولا كبرى عريقة، وتتجاوز بسنوات ضوئية دولا أخرى قدمت قضايا سياسية على الاهتمام بالتعليم والصحة والتكنولوجيا والتحول الرقمي.
يحدثني صديقي، الذي يعمل في مجال التحول الرقمي، بأن "الإمارات الآن تصنف من أكثر الدول التي تقدمت في هذا المجال، فقد أصبحت الحكومة الرقمية واقعا معيشا في هذا، المواطنون والمقيمون يمكنهم إجراء معاملاتهم في دقائق محدودة ودون الحاجة إلى الانتظار في طوابير طويلة أو البحث عن وساطة قد لا يجدها إلا المحظوظون لتسريع معاملة أو لأخذ موعد أو لتسديد فاتورة مستعجلة".
ليت بعض دولنا اقتدت بالإمارات في مجال اهتمامها بالإنسان، فهو أساس كل نهضة وعمران.. تحية للإمارات قيادة وشعبا ومزيدا من النماء والازدهار
البنية التحتية من المجالات التي استثمرت فيها الإمارات، فتجد كبريات الشركات العالمية تتخذ من دبي مقرا لها، لتدخل دبي بذلك عالم منافسة المدن العالمية الكبيرة مثل نيوريوك وباريس وطوكيو وغيرها.
سألت أحد الأصدقاء الإماراتيين عن سر هذا التقدم، فأجاب لقد حبانا الله بقادة مخلصين يحبون شعبهم ويسعون لخدمتهم، وقد ترك فينا المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيّب الله ثراه- إرثا عظيما وحلما كبيرا بأن تكون الإمارات دولة متقدمة في جميع المجالات، وأن تخدم الإنسان والإنسانية، وعلى نهجه سار رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الذي يتابع ويتفقد المشاريع بنفسه ويحث الجميع على العمل دون الالتفات إلى المثبطين أو المشككين.
وكذلك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي بعث برسالة في مطلع العام الهجري تعكس شخصية القائد المحبوب الملهم الذي يريد أن يرى وزراءه ينجزون ويعملون داخل الميدان ولا يكتفون فقط بالعمل من داخل المكاتب المغلقة والغرف المكيفة.
بجانب التطور الصناعي والتكنولوجي والنهضة الاقتصادية هناك اهتمام أيضا بالثقافة وبدعم اللغة العربية؛ يتجلى ذلك في المبادرات الرائدة التي يقوم بها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعم كل الجهود الثقافية، حتى صارت الشارقة عاصمة قولا وفعلا للثقافة الإسلامية والعربية في زمن تحتاج لغة العرب إلى الدعم والرعاية وهي لسان حالها يقول:
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية
وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة
وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
الإمارات اليوم أصبحت قوة سياسية واقتصادية وثقافية مؤثرة ليس في محيطها العربي والإسلامي فقط وإنما في العالم أجمع.
ويشكل التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وتشارك فيه الإمارات أبرز الكيانات التي تواجه مخاطر التطرف والإرهاب والأطماع في العالم العربي والإسلامي.
ليت بعض دولنا اقتدت بالإمارات في مجال اهتمامها بالإنسان، فهو أساس كل نهضة وعمران.
تحية للإمارات قيادة وشعبا ومزيدا من النماء والازدهار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة