تبنت الإمارات نهج التسامح والتعايش على أرضها؛ إذ استحدثت وزارة للتسامح تُعنى بتأصيل مفهوم التسامح ليكون نمطاً للحياة في الدولة.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة -منذ تأسيسها- سباقة في إرساء قيم التعايش والتسامح حول العالم من خلال استضافة ورعاية المبادرات الداعية إلى هذه القيم النبيلة، وقد حرصت دولة الإمارات في غير مرة على إظهار الوجه الحقيقي لسماحة الإسلام والدعوة إلى نبذ كل أشكال التطرف والعنف التي هزت العالم من خلال مشاركاتها في المحافل الدولية والإقليمية.
يعيش اليوم في الإمارات الملايين من أصحاب الديانات والعقائد المختلفة بأمنٍ وسلام تحت ظل دستورٍ يرعى لهم حرية العبادة والاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية ضمن نطاق القانون دون تعدّ على عقائد الآخرين
لقد أخذت القيادة الإماراتية على عاتقها مسؤولية استرداد الإسلام المختطف من قبل الجماعات الإرهابية التي تدعي زوراً تمثيلها الإسلام من خلال فتاوى التفجير والترهيب وجز الرقاب دون تفريق بين كهل وطفل أو رجل وامرأة، مما أدى إلى انتشار الظلام ورائحة الموت في الكثير من الأقطار العربية والإسلامية على حد سواء.
وتتطلب عملية استرجاع الإسلام المختطف من قبل الجماعات الإرهابية وسائل عديدة تتماشى وحجم المسؤولية العظيمة التي تتولاها الدولة؛ لذا كان للقلم وحمامة السلام والبندقية وجود دائم في تحركاتها وسياساتها؛ فالقلم لمواجهة الفكر المتطرف من خلال نشر الأفكار الوسطية والمعتدلة الداعية إلى السلم العالمي وتبني مشاريع تنويرية وتثقيفية حول العالم، أما البندقية فهي لرد الحق لأصحابه أرضاً وديناً ووطناً دون تفريق بين عرقٍ ولونٍ أو دينٍ وطائفة، وأخيرا حمامة السلام الإماراتية هي لكل محبي السلام والتسامح والتعايش على هذه البسيطة، خصوصا أولئك الذين تصدوا للإرهاب والتطرف وكانت صدورهم أهدافا لرماح حملات التشويه الممنهجة التي يشنها الإعلام الراديكالي المتطرف ضد كل دعاة الحب والسلام في العالم.
على الصعيد الداخلي تبنَّت دولة الإمارات نهج التسامح والتعايش على أرضها؛ إذ استحدثت وزارة للتسامح تُعنى بتأصيل مفهوم التسامح ليكون نمطاً للحياة في الدولة، وسنت قوانين تجرم كافة أشكال التمييز بين البشر على أساسٍ ديني أو عرقي أو مذهبي أو طائفي.
يعيش اليوم في الإمارات الملايين من أصحاب الديانات والعقائد المختلفة بأمنٍ وسلام تحت ظل دستورٍ يرعى لهم حرية العبادة والاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية ضمن نطاق القانون دون تعدٍّ على عقائد الآخرين وفي ذلك ترسيخٌ للقيم والمبادئ التي أسست من أجلها دولة الإمارات العربية المتحدة .
وأكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، عندما قال بأن "تعزيز السمعة الطيبة التي حققتها الإمارات عبر مد جسور الصداقة وبناء العلاقات الإيجابية مع البلدان والشعوب كافة، ترسيخ لنهج التسامح والتعايش والانفتاح الذي تقوم عليه الدولة، ورؤية القيادة الحكيمة في بناء علاقات متوازنة وفعالة مع الدول جميعاً، الأمر الذي أكسبها احترام وثقة العالم، وأصبحت قبلة لمختلف الزوار والسياح من مختلف البلدان والأقطار."
يأتي عام 2019 ترسيخاً لنهج دولة الإمارات في نشر قيم الوسطية والاعتدال؛ إذ يحمل هذا العام اسم "عام التسامح"، ودعت القيادة الإماراتية الشعب إلى الاحتفاء بهذا العام ووظفت كافة برامجها لإنجاح الخطة الحكومية فكانت أولى بوادر "عام التسامح" هي الزيارة الرسمية لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات بعد أيام قليلة من الآن، وتعد هذه الزيارة الأولى لقداسته إلى دول الخليج العربي مما يؤكد ثقل دولة الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي وأهمية الإمارات كدولة رائدة في نشر قيم الوسطية والاعتدال.
بالتزامن مع زيارة قداسة البابا فرنسيس التاريخية إلى دولة الإمارات سينعقد في العاصمة أبوظبي المؤتمر العالمي لحوار الأديان تحت مسمى "لقاء الأخوة الإنسانية" الذي سيحضره أكثر من 600 شخصية من مختلف القيادات الدينية المختلفة التي ستتحاور حول منطلقات الأخوة الإنسانية ومشتركاتها والمسؤولية المشتركة حولها، والتحديات التي تواجهها، وينظم هذا المؤتمر مجلس حكماء المسلمين الذي يرأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ويتخذ من العاصمة أبوظبي مقرًّا له .
ستبقى دولة الإمارات العربية المتحدة رائدةً في المجالات الإنسانية كافة، ومنارةً من منارات التسامح التي تضيء طريق الحق والحب والسلام بين الشعوب، ولعمري إن ذلك هو الطريق القويم لجعل حاضرة الإمارات حضارةً تتغنى بها الأجيال جيلاً بعد جيل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة