الإمارات وسقطرى.. شلال إنسانية يغرق "متحري الإخوان"
امتنان وتقدير يرد به أهالي أرخبيل سقطرى اليمني على الافتراءات التي تضمنها فيلم "الأطماع المبكرة" المعروض على قناة الجزيرة مؤخرا.
وفي مقابلة لـ"العين الإخبارية" مع أحد أعيان جزيرة سقطرى اليمنية، وأحد أبرز شخصياتها الاجتماعية، يؤكد ناظم قبلان، على الجانب الإنساني والخيري الذي قدمته دولة الإمارات للأرخبيل.
وينفي قبلان أن يكون ما قدمته الإمارات لسقطرى في أي يوم ذا طابع عسكري، كما زعم فيلم قناة الجزيرة، بل إن الإمارات هي الدولة الوحيدة في العالم التي التفتت إلى أبناء الأرخبيل، وانتشلتهم من عزلتهم، وربطتهم بالعالم.
واتهم قبلان "تنظيم الإخوان الإرهابي" بالعمل على إعاقة العمل التنموي الذي كانت وما زالت الإمارات تقدمه لأبناء الأرخبيل.
دعم لا نظير له
يقول ناظم قبلان، إن "سخاء الإمارات لا يخفى على أي إنسان عنده ضمير حي ويعطي لذوي الفضل مقامهم"، مؤكدا أن هذا البلد حكومة وشعبا وقفوا مع أبناء محافظة أرخبيل سقطرى، وقفةً قل نظيرها من أي دولة عربية أخرى.
ويضيف في هذا السياق: "الإمارات من خلال مؤسساتها الخيرية كالهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية قدمت لأبناء الأرخبيل التنمية والخدمات، وكل ما حُرم منه المواطن السقطري البسيط".
قبلان تحدث عن طبيعة الوجود الإماراتي في سقطرى، ووصفه بأنه "وجود إنساني خدماتي" ليس إلا، متحديا أي شخص أو جهة، أن تثبت أي وجود عسكري إماراتي في محافظة أرخبيل سقطرى.
وحول طبيعة تواجد إماراتيين في الجزيرة أكد أن هناك موظفين إماراتيين تابعين لجمعية الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، ينفذون ويشرفون على أعمال إنسانية وإغاثية.
ولفت الرجل إلى أن جزيرة سقطرى كانت في طي النسيان قبل دخول الإمارات، ولم تكن أي وسيلة إعلامية أو قناة تذكرها أو تتحدث عنها، مشيرا إلى أن هدف قناة الجزيرة وغيرها وشغلها الشاغل ليل نهار إعاقة العمل التنموي والخدماتي المقدم للمواطن السقطري.
ونوه إلى أنه "أثناء الحرب اليمنية لم تهتم الحكومة بسقطرى؛ نظرا لما تمر به البلاد".
وذكّر قبلان بفترة الأعاصير التي ضربت سقطرى بشكل متتالٍ خلال السنوات الأخيرة، ودمرت البنية التحتية بالجزيرة، وخاصة المطار والميناء وصارت سقطرى منعزلة وشعبها منعزلا ومحكوما عليه بالموت.
وفي الوقت الذي غض العالم طرفه عن مأساة السقطريين جراء الأعاصير -يقول قبلان- لم تتواجد سوى الإمارات لتقدم عونها الإنساني وخيرها لأبناء الجزيرة.
نجدة عربية
تحدث قبلان عن افتقار سقطرى في السابق، لمستشفى متكامل ومجهز بكافة المستلزمات الصحية، في ظل عدم تحرك الحكومة أو أي دولة شقيقة لسد هذا الاحتياج.
لكن الحس العربي -كما يقول- عند أشقائنا في دولة الإمارات وبحكم ترابطنا مع هذه الدولة الإنسانية، أدى بها إلى بناء مستشفى عام بالمحافظة، يضم كل التخصصات ومجهز بأجهزة حديثة.
المستشفى المقصود كان مستشفى خليفة، الذي يتلقى فيه أبناء الأرخبيل علاجا ورعاية صحية عالية الجودة، ومن استعصى علاجه يتم تسفيره إلى دولة الإمارات، لاستكمال فترة علاجه ثم يعود إلى الأرخبيل، بحسب قبلان.
ويتابع: "لم يقف الأمر عند المستشفى، بل عملت أبوظبي على تشييد البنى التحتية، وأعادت ترميم المطار وهيأت الميناء، لاستقبال السفن العملاقة وحرّكت المياه الراكدة في التنمية، ووسعت المدارس ورممتها وأثثتها".
مشاريع حقيقية
الشخصية الاجتماعية ناظم قبلان يؤكد في حديثه أن مشاريع مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي، لم تترك سقطرى للضياع.
مؤكدا أن المؤسستين قدمتا الكثير لأبناء الأرخبيل، بالعمل على تغيير الشبكة الكهربائية بالجزيرة، واستبدال الخطوط الهوائية بشبكة أرضية "ما كنا نحلم بها، حتى أصبحت الطاقة متوفرة على مدار 24 ساعة مجانا لأبناء سقطرى".
مضيفا أن المؤسستين الإنسانيتين نجحتا في استقطاب معلمين، والتعاقد معهم في كل التخصصات، من داخل اليمن ومحافظات حضرموت والمهرة، وحتى من مصر؛ للتدريس في المدارس الأساسية والثانوية.
مشيرا إلى أن الإمارات فتحت باب التأهيل العلمي لمواصلة أبناء سقطرى الدراسات العليا خارج المحافظة، قبل إنشاء جامعة خاصة بالأرخبيل في طور الإنشاء حاليا، وتنوي الإمارات أن تضم كل التخصصات النظرية والتطبيقية، ومهيأة بأحدث وسائل التعليم الحديثة.
فقط.. الإمارات
وفي رده على الاتهامات التي طالت الإمارات، عبر الفيلم الذي بثته قناة الجزيرة، قال ناظم قبلان: "إن هناك أطرافا لم يعجبها ما تقوم به الإمارات، وما يتمتع به أبناء الأرخبيل من حياة مستقرة ورفاهية يتمناها الإنسان البسيط".
وقال: "أتحدى قناة الجزيرة أن تثبت وجود مشروع خدمي أو إنساني واحد قدمته أي دولة أخرى في سقطرى، غير الإمارات، على مدار 150 عاما".
وأكد قبلان أنه لا توجد هناك مدرسة أو وحدة صحية أو أي مشروع خيري قدمته أي دولة في سقطرى، سوى الإمارات، والحكومة اليمنية تدرك ذلك.
أصوات "نشاز"
واعتبر قبلان أن "قناة الجزيرة ومن يروج لها ليست سوى "أصوات نشاز"، لم يهنأ لها أن ترى الإمارات سبّاقة في العمل الخيري داخل سقطرى أو حتى في العالم، كونها دولة الإنسانية".
منوها إلى أن "على الإمارات إدراك أن شعب سقطرى لا ينكر من يقدم له الخير، ويرد الجميل بالجميل والوفاء لأهل الإمارات، ونقول لهم أنتم تاج رؤوسنا وسند لسقطرى".
وفي نهاية حديثه، قال ناظم قبلان: "من لا يريد الخير لسقطرى فلا مقام له بيننا، وستظل قافلة الإمارات تسير إلى الأمام والكلاب تنبح".
واختتم: "سقطرى تنادي الإمارات وتفتح لها أذرعها ونحن منكم، وأنتم سندنا بعد الله سبحانه وتعالى وجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم ورحم الله أباكم الشيخ زايد".