الإمارات والسودان.. تعاون يجهض مخططات قوى الشر الإخوانية
قبيل أن تستفيق "الإخوان" الإرهابية من صدمة المباحثات الإماراتية السودانية الأخيرة كانت مشاورات سعودية سودانية تجري من الناحية الأخرى.
في الوقت الذي ظلت تروج فيه عناصر التنظيم الإخواني وأبواقها الدعائية لشائعات بسحب القوات السودانية من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن، كانت دول التحالف ترتب بوعي لانطلاق أوسع في آفاق التعاون وتوطيد العلاقات بمختلف المجالات.
- 60 ألفا يستفيدون من مكرمة رئيس الإمارات في السودان
- جنوب السودان.. إنسانية الإمارات تُنقذ بلاد الأبنوس
فكان وصول مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الاقتصادية والتجارة محمد شرف على رأس وفد رفيع المستوى إلى العاصمة السودانية الخرطوم بمثابة مسمار أخير في نعش مخططات الإخوان الساعية لضرب التحالف، حسب ما يراه مراقبون.
وقبيل أن تستفيق أذرع الإخوان الإرهابية من صدمة المباحثات الإماراتية السودانية الأخيرة، وما أفضت إليه من تفاهمات لتعزيز أوجه التعاون المختلفة، كانت مشاورات سعودية سودانية تجري من الناحية الأخرى لمد الخرطوم بالوقود على مدى 5 أعوام قادمة، لتنتهي معها الأحلام والتطلعات لزعزعة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
ويرى فاعلون في المشهد السياسي بالسودان، تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، أن زيارة الوفد الإماراتي الرفيع للخرطوم، وما شهدته من تفاهمات، تؤكد متانة العلاقات وصدقيتها، حيث إنها جاءت في وقت يعاني فيه السودان من الأزمات الاقتصادية والسياسية".
واتهم عضو لجهة العلاقات الخارجية ببرلمان السودان، مبارك النور، جهات لديها مصالح مع تنظيم الإخوان الإرهابي عمدت في ترويج شائعات، مردها هز الثقة داخل دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقال إن من يتبنون الأطروحات المضرة بمصلحة البلاد هم قلة يحسبون بأصابع اليد، وليس لهم أي تأثير في اتخاذ القرار السوداني.
وشدد النور، خلال تعليق لـ"العين الإخبارية"، على أن زيارة مساعد وزير الخارجية الإماراتي ووفده الرفيع في هذا التوقيت تعكس مدى عمق العلاقات بين البلدين وتؤكد ترابط وتماسك دول التحالف، وصولاً إلى تحقيق الأهداف والغايات المنشودة.
واعتبر أن مشاركة السودان في التحالف العربي كانت بدافع الدين والإخاء، والتزامه تجاه أشقائه في اليمن، مشدداً على أن المصلحة تقتضي مواصلة المشوار إلى أن تتحقق أهداف المشاركة، التي تمت بلا مقابل، خلافاً لما تروج له دوائر إخوانية.
وعلى مدى أسبوع مضى ظلت قناة الجزيرة القطرية، الآلية الدعائية لتنظيم الإخوان الإرهابي، تنشط بكثافة في ترويج الأكاذيب بشأن القوات السودانية باليمن، قبل أن تخرسها دول التحالف العربي بآفاق جديدة من التعاون الاقتصادي والسياسي مع الخرطوم.
ووصف السفير السابق بوزارة الخارجية السودانية، علي يوسف، زيارة مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارة محمد شرف بأنها مهمة للغاية، خاصة أنها أتت في ظروف بالغة الأهمية بالنسبة للخرطوم، التي تعاني من أزمة اقتصادية ونقص في الوقود.
وقال يوسف لـ"العين الإخبارية" إنه على الرغم من أن سيطرة الجانب الاقتصادي على زيارة الوفد الإماراتي، إلا أنها تحمل مدلولات سياسية تؤكد استمرار شراكة البلدين في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، لافتاً إلى أن ابتعاث الإمارات وفدا عالي المستوى إلى الخرطوم في هذا التوقيت ليس بموقف جديد عليها، "فأياديها ظلت ممدودة على البلاد منذ بداية العلاقات الثنائية بسبعينيات القرن الماضي".
ويشير الدبلوماسي السوداني السابق أن اتجاه الرياض لمد الخرطوم بالوقود تم بالتنسيق مع أعضاء التحالف العربي، باعتبار أن السعودية والإمارات والسودان تقاتل في خندق واحد ضد العدو الحوثي في اليمن، دعماً للشرعية ووقفاً للتغلغل الإيراني.
وتوقع أن تسفر الزيارة عن تسهيلات وإزالة العقبات مع المستثمرين وزيادة التبادل التجاري.
بدوره، يرى السياسي السوداني رئيس حزب الأمة الوطني عبدالله علي مسار أن ما تبنته جهات معادية بشأن القوات السودانية باليمن لم يزد دول التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن إلا قوة وترابطاً، مما يؤدي إلى تحقيق الغرض بأن يعم الأمن والاستقرار في اليمن، بعد احتثاث مليشا الحواثي الإرهابية.
واعتبر مسار خلال تعليق لـ"العين الإخبارية" أن زيادة التعاون وتبادل الزيارات بين دول التحالف العربي من شأنه إحباط كافة المخططات المعادية، وسد الذرائع أمامها، لافتاً إلى أن زيارة وفد إماراتي رفيع للخرطوم والتفاهمات السعودية السودانية حول الإمداد النفطي، تعزز أواصر الإخاء ومتانة العلاقات.
وكانت المباحثات الإماراتية السودانية، حسب وكيل عبدالغني النعيم، قد ركزت على الجانب الاقتصادي، نسبة للفرص الكبيرة المتاحة للبلدين في هذا المجال، ووقفت على العقبات والتحديات بغرض تذليلها أمام المستثمرين بالبلدين، للقيام بنشاطهم التجاري والاقتصادي على أفضل وجه.
كما اتفق الجانبان على تفعيل كافة الآليات المشتركة، بما في ذلك آلية التشاور السياسي، حيث يكون هناك تواصل مستمر وتبادل الزيارات لتذليل العقبات والتعرف على الفرص المتاحة.