بحلول 2030 يدير الذكاء الاصطناعي العالم، وتنتهي تقريباً المعاملات الورقية، وتصبح شاشة جهاز الموبايل هي البطاقة التي تلعب دور الهوية.
يجب أن يسعى الإنسان العربي والحكومات العربية إلى فهم وإدراك واستيعاب حجم التطورات المذهلة في عالم الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي الذي سوف يغيِّر كافة قواعد وأشكال الحياة اليومية للبشر في غضون سنوات معدودات.
في الوقت الذي تصبح فيه مسألة توفير كوب ماء نظيف وتأمين كيس دقيق خبز في أفريقيا هي الأولوية، نجد التحدي في سويسرا هو زيادة نسبة تنقية الهواء، وفي الإمارات تدعيم الذكاء الاصطناعي، وفي ألمانيا تطوير التأمين الصحي ليشمل الاسترخاء والاستشفاء في المنتجعات والغابات
مَن لن يلحق بهذه الثورة العلمية المذهلة التي يتحكم فيها الذكاء الاصطناعي على المنطق الإنساني، وتصبح فيه أي معلومة متوفرة تحت يد مَن يطلبها، وكل مرض هناك عقار معين لشفائه، وتنهار فيه سدود وحواجز السفر والمسافات بفضل ثورة الاتصالات، سوف يفوته -إلى الأبد- قطار الانضمام لعضوية نادي صناع القرار في هذا العالم.
الآن ونحن نتحدث معاً هناك 80٪ من سكان أوروبا يستخدمون وسائل التواصل، و72٪ في الولايات المتحدة، و54٪ في آسيا، و38٪ في أفريقيا.
ويبلغ عدد المستخدمين للإنترنت في العالم العربي 50٪.
بحلول 2030 سوف يدير الذكاء الاصطناعي العالم، وسوف تنتهي تقريباً المعاملات الورقية وتصبح شاشة جهاز الموبايل هي البطاقة الذكية الشاملة التي تلعب دور الهوية، والبطاقات المالية، وجواز السفر، والهوية المحلية، ورخصة القيادة، والبطاقة الصحية.
سوف يصبح الإنسان، أي إنسان، أمام الجهاز الإداري الحكومي مجرد رقم كودي مسلسل «على النت»، يمكن من خلاله التعرف على كافة تفاصيل بياناته الخاصة والعامة بشكل دقيق غير قابل للاختراق أو التغيير.
وفي الوقت الذي تصبح فيه مسألة توفير كوب ماء نظيف وتأمين كيس دقيق خبز في أفريقيا هي الأولوية، نجد التحدي في سويسرا هو زيادة نسبة تنقية الهواء، وفي الإمارات تدعيم الذكاء الاصطناعي، وفي ألمانيا تطوير التأمين الصحي ليشمل الاسترخاء والاستشفاء في المنتجعات والغابات.
نحن في عوالم مختلفة بقضاياها، وترتيب الأولويات الحياتية بينها هوة سحيقة.
أقول لكم ذلك بعدما شاركت في مدينة دبي في القمة العالمية التاسعة للحكومات، واكتشفت حجم التباعد بين العالم الأول والعالم العاشر.
شيء مخيف، وتحدٍّ يبعث على القلق الشديد.
نقلا عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة