قمم الإمارات.. محطات فارقة في تعزيز التعاون الخليجي
منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي، قبل 40 عاما وحتى اليوم، وضعت الإمارات بصمات مضيئة في دعم وتعزيز مسيرته بشكل ملموس.
فمنذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي، عقدت 40 قمة اعتيادية، إضافة إلى القمة المقررة الثلاثاء في العلا شمال غرب السعودية، استضافت الإمارات منها 6 قمم ترأس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان 4 منها، كما ترأس رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان قمتين.
وترأست الإمارات الدورة الأربعين لمجلس التعاون التي تنتهي اليوم، فيما استضافتها السعودية، 10 ديسمبر/كانون الأول 2019، وترأسها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وعلى مدار العقود الأربع الماضية كانت قمم الإمارات محطات فارقة في تاريخ دول الخليج، بما نتج عنها من قرارات لصالح دعم الأمن والازدهار والاستقرار في المنطقة وتحقيق الرفاهية لشعوبها.
ومنذ أول قمة خليجية عقدت في أبوظبي مايو/أيار 1981، تم خلالها الاتفاق رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحتى الدورة الـ40 التي ترأستها الإمارات، وقامت خلالها بجهود استثنائية للحفاظ على مجلس التعاون وتعزيز مسيرة التضامن الخليجي.
ورغم انتشار جائحة كورونا، قادت الإمارات أكثر من 733 اجتماعا خليجيا، معظمها عبر تقنية الاتصال المرئي، لمواجهة تلك الجائحة وتداعياتها على دول مجلس التعاون، وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وعشية انعقاد القمة الخليجية في العلا شمال غرب السعودية اليوم، وفيما تستعد الإمارات لتسليم رئاسة الدورة في تلك القمة، أثمرت الجهود الكويتية الحثيثة لرأب الصدع بين الأشقاء في الخليج العربي، بوادر إيجابية، تنبئ بأن قمة العلا ستكون الانطلاقة لتعزيز الحوار الخليجي.
القمة الخليجية الأولى
عقدت القمة الخليجية الأولى يومي 25 و26 مايو/أيار 1981 في أبوظبي تلبية لدعوة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
واتفق خلالها قادة دول الخليج الست (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر)، رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقام القادة خلال القمة بالتوقيع على النظام الأساسي للمجلس الذي يهدف إلى تطوير التعاون بين هذه الدول، وتعميق وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات.
وأكدوا خلال البيان الختامي، أن "ضمان الاستقرار في الخليج مرتبط بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي يؤكد ضرورة حل قضية فلسطين حلا عادلا".
وأصدرت القمة الخليجية الأولى إعلان أبوظبي الذي أكد أن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو استجابة للواقع التاريخي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والاستراتيجي الذي مرّت وتمرّ به منطقة الخليج.
كما أكد الإعلان أن التضامن الطبيعي الذي يربط البلاد العربية في الخليج حري به أن يظهر في إطار مشترك يجسد كل الخطوات الإيجابية والفعالة الثنائية والجماعية التي اتخذت حتى الآن لصالح شعوب المنطقة.
قمة أبوظبي عام 1986
تعتبر قمة أبوظبي 1986 هي القمة الخليجية الثانية التي يترأسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث احتضنت دولة الإمارات القمة السابعة التي عقدت خلال الفترة من الثاني إلى الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1986 وأصدرت قرارات مهمة لتحقيق المواطنة الخليجية في الأنشطة الاقتصادية والتجارية.
خلالها، أكد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في كلمته أن مجلس التعاون الخليجي هو درع يقي جسد الأمة العربية وتعبير عن مصيرها المشترك.
وتم خلالها إقرار توصيات التعاون العسكري، والسماح للمستثمرين من مواطني دول المجلس بالحصول على قروض من بنوك وصناديق التنمية الصناعية في الدول الأعضاء.
قمة أبوظبي عام 1992
القمة الثالثة التي ترأسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عقدت عام 1992، وتم خلالها الإشادة بالقرار الدولي رقم 773 الذي أكد ضمان مجلس الأمن لحرمة الحدود الدولية بين دولتي الكويت والعراق، والترحيب بالخطوات التي اتخذتها لجنة الأمم المتحدة لترسيم الحدود على الأرض بين البلدين.
وفيما يتعلق بالجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من إيران، استنكر قادة الخليج الإجراءات التي اتخذتها إيران في جزيرة أبو موسى واستمرار الاحتلال الإيراني لجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى.
وطالب القادة إيران بإلغاء وإزالة كل الإجراءات التي اتخذتها في جزيرة أبو موسى وإنهاء احتلالها لجزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى، وأكدوا تضامنهم التام وتأييدهم المطلق لموقف الإمارات.
قمة الإعداد للقرن عام 1998
وخلال الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر/كانون الأول 1998، عقدت رابع قمة ترأسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بحضور إقليمي ودولي كبيرين تمثل في مشاركة الرئيس الراحل نيلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا وقتها، وكوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك والدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية والدكتور عز الدين العراقي الأمين العام الأسبق لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
وبحثت هذه القمة التي أطلق عليها "قمة الإعداد للقرن المقبل" مجمل تطورات الأوضاع السياسية والأمنية على المستويين الإقليمي والدولي وسبل دعم وتعزيز مسيرة مجلس التعاون في المجالات كافة.
وفي خطوة مهمة في مسيرة مجلس التعاون الخليجي، تم خلال تلك القمة الاتفاق على عقد لقاء تشاوري نصف سنوي لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فيما بين القمتين السابقة واللاحقة، كما تم اعتماد قرارات تطوير قوة درع الجزيرة.
الشيخ خليفة.. ومواصلة المسيرة
وواصل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، نهج المؤسس في تعزيز العمل الخليجي المشترك؛ فبعد أن انتخبه المجلس الأعلى للاتحاد في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2004 بالإجماع رئيسا للإمارات، حرص على أن تكون أولى زياراته الخارجية لدول مجلس التعاون.
وأكد في أول خطاب له في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2004 بعد توليه رئاسة الإمارات حرصه على مواصلة العمل مع إخوانه في مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتعزيز العمل الخليجي المشترك وزيادة فعاليته في استكمال بناء صروح التكامل الاقتصادي والأمني والاجتماعي.
وبعد عام من توليه الحكم، ترأس الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان القمة الخليجية التي عقدت يومي 18 و19 ديسمبر/كانون الأول 2005 .
كما ترأس الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مجددا القمة الخليجية التي عقدت في العاصمة أبوظبي يومي 6 و7 ديسمبر/كانون الأول عام 2010.
وتم خلال هذه القمة، إصدار حزمة من القرارات لدعم التكامل الاقتصادي من أهمها اعتماد المجلس الأعلى استراتيجية التنمية الشاملة المطورة بعيدة المدى لدول المجلس "2010/2025"، والإطار العام للاستراتيجية الإحصائية الموحدة.
وقررت القمة السماح للشركات الخليجية بفتح فروع لها في دول المجلس، وتطبيق المساواة التامة في معاملة فروع هذه الشركات معاملة فروع الشركات الوطنية.
القمة الـ40.. شراكة سعودية - إماراتية
ترأست الإمارات الدورة الأربعين لمجلس التعاون الخليجي، في حين عقدت القمة الخليجية للدورة نفسها بالعاصمة الرياض، في 10 ديسمبر 2019، لتبرز العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية ووحدة المصير بين البلدين، وأهمية التعاون بينهما في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي.
وترأس القمة الخليجية الـ40 خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وشارك فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وصدر عن القمة الخليجية بيان ختامي مطول من 91 بندا تضمنت رؤية دول الخليج لتعزيز العمل المشترك ومواقفها من مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد قادة دول الخليج في البيان حرصهم على "قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون ووحدة الصف بين أعضائه"، مشددين "على وقوف دولهم صفاً واحداً في مواجهة أي تهديد تتعرض له أي من دول المجلس".