الدور الإماراتي في الصومال.. ذراع البناء وصمام الأمان ضد الإرهاب
على مدار سنوات، لعبت الإمارات دورا أساسيا في الصومال على الصعيدين العسكري والإنساني، بجهد محوري مخلص في بناء الأجهزة الأمنية.
بناء جيش.. وأد الإرهاب.. دعم الأمن والاستقرار.. 3 محاور رئيسية ارتكزت عليها استراتيجية الإمارات في الصومال، مستهدفة بناء الأجهزة الأمنية لردع الجماعات المسلحة المتطرفة.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، الأحد الماضي، إنهاء مهمة قواتها التدريبية لبناء الجيش الصومالي، على خلفية حادثة احتجاز السلطات الأمنية الصومالية لطائرة مدنية خاصة مسجلة في الإمارات بمطار مقديشو.
وعلى مدار 4 سنوات، لعبت الإمارات دوراً مهماً في الصومال على الصعيدين العسكري والإنساني، مؤكدة أهمية بناء الأجهزة الأمنية وتدريب جنود صوماليين.
بناء الجيش
ومنذ 2014، حرصت الإمارات على تقديم الدعم لبناء الجيش الصومالي. ولعبت قوة الواجب الإماراتية دوراً بارزاً في تدريب الآلاف الصوماليين، بهدف بناء الجيش وتشكيل أجهزة أمنية صومالية قوية، تمتلك القوة للرد على هجمات الجماعات المتطرفة.
ويقول العميد خالد عكاشة، الخبير العسكري ومدير المركز الوطني للدراسات الأمنية. إن "الدور الإماراتي في الصومال تركز على تقديم التدريب والدعم اللوجستي لقوات الجيش الصومالي، خاصة أن القوات الصومالية هي قوة حديثة النشأة تحتاج لدعم ومساندة".
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "الإمارات ساندت الحكومة الصومالية في بناء وتشكيل قوة عسكرية حكومية بتقديم دعم مالي ومنح مادية طيلة الفترة الماضية".
قوة الواجب
مهمة قوة الواجب الإماراتية أسهمت في تحجيم شر قوى الإرهاب في الصومال، خاصة أن هناك جماعات مسلحة مدعومة بشكل مباشر من دولة قطر؛ من بينها تحالف إعادة تحرير الصومال، وحركة الإصلاح في القرن الأفريقي، حركة عشيرتي هارتي ودارود، جيش الرحنوين، حركة قبائل البانتو، حركة قبيلة كيسمايو.
بناء وتشكيل جيش نظامي قوي قادر على حماية أمن واستقرار الصومال، كان هدف الإمارات الرئيسي، نظراً لأن القرن الأفريقي جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة العربية.
كما تكفلت الإمارات بدفع رواتب نحو 2407 جنود صوماليين، إضافة إلى إقامة تدريبات منتظمة. وأسهمت الدورات والتدريبات في إخراج آلاف الصوماليين المدربين على إدارة الأجهزة الأمنية وتشكيل قوات عسكرية مختلفة.
مكافحة الإرهاب والقرصنة
وأوضح عكاشة أن هدف الإمارات من بناء جيش صومالي قوي، هو حفظ الأمن وحماية السواحل من الجماعات المتطرفة، خاصة بعد رصد تحركات وأنشطة للجماعات المسلحة والخارجين عن القانون ضد الشعب الصومالي.
الدور الإماراتي في الصومال لم يتوقف عند التدريب وبناء جيش نظامي، بل امتد إلى إعداد برنامج لمكافحة عناصر الإرهاب والقرصنة.
وتشرف الإمارات على برنامج "قوات الشرطة البحرية" في إقليم بونتلان، والمعنية بمكافحة الإرهاب ووأد حركات القرصنة، وساندت الجهود المتواصلة من قوة الواجب الإماراتية المؤسسات العسكرية الصومالية في تعزيز قدراتها الأمنية ضد الجماعات المسلحة المتطرفة.
وفي الوقت نفسه، كان للإمارات دور كبير في دعم التعاون بين الأجهزة العسكرية بالصومال وعدة أطراف دولية والقوات التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال.
وأكد الخبير العسكري أن جهود الإمارات في مكافحة الإرهاب والقرصنة، أثارت حفيظة وغضب داعمي الإرهاب بالمنطقة، ما يدلل على نجاح الإمارات في مهمتها بالصومال.
يد الخير والإغاثة
وحرصت الإمارات على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الصومالي، بجانب دعمها المباشر للجيش الصومالي، وفي منتصف 2011، كانت الإمارات أولى الدول التي انتفضت لمساندة الصوماليين في محنتهم، بعد أن ضربت المجاعة بلادهم.
وتركز الدور الإماراتي، وقتها، على إرسال مساعدات إنسانية عاجلة للمناطق المتضررة من المجاعة والجفاف، إضافة إلى فتح جسور جوية وبحرية مع مقديشو.
وأطلقت الإمارات بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات حملة إغاثة بعنوان "لأجلك يا صومال"، من أجل إنقاذ الشعب الصومالي من المجاعات، خلال العام الماضي.
وبنحو 165 مليون درهم قدمت عدة مؤسسات إماراتية الدعم للشعب الصومالي، وعملت وسائل الإعلام في أبوظبي ودبي والشارقة، إضافة إلى مؤسسات حكومية وخاصة على تكثيف الحملة لإغاثة الصومال من المجاعة.
وسعت الإمارات تقديم يد العون وإنقاذ أطفال ونساء الصومال من المجاعة، وبلغ حجم المساعدات الإنسانية من أغذية وأدوية نحو 283 مليون درهم خلال عامي 2012 و2013.