الإمارات تشارك في اجتماع وزراء خارجية "التعاون الإسلامي" بطشقند
الإمارات تشارك في أعمال الدورة الـ 43 لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي في العاصمة الأوزبكية طشقند.
شاركت الإمارات في أعمال الدورة الـ 43 لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي التي اختتمت الأربعاء، في العاصمة الأوزبكية طشقند تحت شعار"التعليم والتنوير: طريق إلى السلام والإبداع".
ترأست الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي وزيرة دولة وفد الإمارات الذي ضم محمد سعيد محمد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية، ويعقوب يوسف الحوسني مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون المنظمات الدولية ومحمد عبيد المزروعي المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف وحمد عبيد الزعابي مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي والدكتور خالد الملا رئيس قسم منظمة التعاون الإسلامي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي وراشد المزروعي سكرتير ثالث في سفارة دولة الامارات في طشقند وفضيلة الشيخ د.أحمد الحداد كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي وعلي المرزوقي مدير ادارة شؤون الزكاة والصدقات في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي.
وهنأت الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي في كلمة الإمارات خلال المؤتمر الذي استمر يومين، جمهورية أوزبكستان عـلـى توليها رئاسة الدورة الـ43 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي وشكرتها على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، مؤكدة دعم دولة الإمارات للجهود التي ستبذل خلال فترة الرئاسة.
وأعربت عن تقدير دولة الإمارات العربية المتحدة لدولة الكويت الشقيقة وبشكل خاص معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بدولة الكويت رئيس الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي على الإدارة الحكيمة والناجحة لأعمال الدورة الـماضية، مثمنة جهود الأميـن الـعام ومساعديه وأعضاء الأمانة العامة على الـجهود المتواصلة المبذولة لتحقيق تطلعات وأهداف منظمتنا وخدمة مصالح شعوب الأمة الإسلامية.
وقالت "نجتمع اليوم ونرى من حولنا العالم الإسلامي يمر بظروف دقيقة فالتطرف والإرهاب والطائفية أصبحت آفة عالمية تسعى إلى تقويض بناء الدولة الوطنية وتمزق النسيج الاجتماعي والتوافق المجتمعي، وتهدد الأمن الوطني والأمن الإقليمي، وتهدد السلم والأمن الدوليين، فليس خافياً علينا ما تتعرض له دولنا من أخطار داهمة تنال من سيادتها وأمنها وتهز إستقرارها وسعيها نحو رفاهية شعوبها".
وأضافت "أن الأيام أثبتت عدم فاعلية الحلول القائمة على إدارة هذه الأزمات وأن جهودنا الـمشتركة وجهود الـمجتمع الدولي يجب أن تنصب علـى إيجاد الـحلول الناجحة هذه الصراعات، وأن تقوم منظمة التعاون الإسلامـي بتمثيل دور أكبـر ومؤثر فـي هذه الصراعات والأزمات من خلال طرح الـمبادرات والسعـي لبذل الـمزيد من الـجهود لاحتواء الأزمات والاحتقانات".
وقالت أيضًاً "إننا فـي دولة الإمارات تؤكد دائماً علـى موقفها الثابت بضرورة نبذ التطرف والإرهاب والطائفية ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأهمية أن تكون المحاور الثقافية والفكرية والإعلامية ركناً أساسياً من إستـراتيجية محاربة الإرهاب للتصدي للأيديولوجية الإرهابية ومنع الخطاب الدينـي المتطرف".
وأشارت إلى أن دولة الإمارات اعتمدت فـي هذا الصدد من الآليات والوسائل ما يسعى إلـى حماية شبابنا من الوقوع فـي براثن التطرف والعنف فأنشأت مركزاً لـمكافحة التطرف العنيف هو مركز "هداية" وتأسيس مركز "صواب" إلى جانب عرض الأليات على الأمانة الـعامة للمنظمة للاستفادة منها ".
وأشارت إلى أن دولة الإمارات تؤمن إيماناً عميقاً بقيم العدالة والقانون وتوفير مناخ متزايد من السعادة لمواطنيها والمقيمين فيها، ويقترن هذا الإيمان بسياسات واقعية قامت باعتمادها انطلاقاً من قناعتها بأن التنمية الحقيقية لا تعني الجانب الاقتصادي فقط، وإنما تعني وبالدرجة الأولـى الاستثمار فـي البشر استثماراً مبنياً علـى تطوير التعليم والاهتمام بمخرجاته فهو مصدر أساسي في ترسيخ قيم التسامح وقبول الآخـر، كما يعد تمكين المرأة في بلادنا يمثل سياسة جوهرية إيماناً بدورها الاجتماعـي الرائد وإسهامها الفاعل فـي بناء الأجيال.
وذكرت أن دولة الإمارات العربية المتحدة إذ تجعل من البناء السليم للإنسان وسيلة وغاية سياسة وتشريعاً، فإنها تؤمن بأن الإطار اللازم لتحقيق هذا الـهدف يتمثل فـي الـحفاظ علـى الدولة الوطنية وتحصينها من عوامل التطرف والطائفية وحماية مؤسساتها وكفالة الاستقرار فيها.
وقالت "لا يمكن أن تشغلنا أزمات المنطقة عن قضيتنا الوطنية الرئيسية الـمتمثلة فـي سيادة دولة الإمارات العربية الـمتحدة عـلـى جزرها الثلاث "طنب الكبــــرى وطنب الصغرى وأبو موسـى" والـتـي تمت السيطرة عليها من جانب جمهورية إيران مخالفة لأحكام القانون الدولـي وميثاق الأمم الـمتحدة".
وأشارت إلى أن الإمارات دعت ولا تزال الجارة الإيرانية لرد الـحقوق إلـى أصــحابها إما طواعية وإما باللـجوء إلـى الوسائل السلمية لـحل النـزاعات الدولية، وعلـى رأسها اللجوء إلـى القضاء أو التحكيم الدوليين، لافتة إلى أن ذلك من شأنه الحفاظ علـى العلاقات الودية وحسن الجوار فـي منطقة الخليج العربي وأن الإمارات لن تتخلى أبداً عن حقها فـي السيادة عـلـى هذه الجزر وفـي توجهنا هذا ما يؤكد تمسك دولة الإمارات بمرتكزات القانون الدولي".
ونوهت بأن فشل مجلس الأمن الدولي فـي اتخاذ قرار بشأن سوريا والقيام بواجباته المنوطة به فـي إيقاف ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق ساهم في استمرار آلة القتل من دون أفق سياسي للخروج من هذه الأزمة الممتدة، وقالت "إن قلوبنا تدمى إذ نرى أبناء الشعب السوري الشقيق يهربون من الموت إلى الموت .. شعب تضطره ظروف القتال إلـى الارتماء في مصير غامض يعرفون بدايته، ولكن لا يدركون نهايته فضلاً عن امتهان كرامته".
وأضافت "إننا ندعم الحل السياسي للأزمة في سوريا القائم علــى أساس متطلبات بيان جنيف الأول بشأن الأزمة السورية وبما يحقق تطلعات الشعب السوري في تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة تدير انتقالاً للسلطة ينهـي دوامة القتل والعنف والتدمير، ويوفر أرضية وطنية شاملة لبناء سوريا تستوعب كل مكوناتها الوطنية وتحارب الإرهاب وداعش والتطرف والطائفية.
وأشارت إلى أن الوضع في اليمن يتطلب منا عملاً جاداً ومتواصلاً لتمكين الــحكومة اليمنية الشرعية من استكمال العملية الانتقالية والعبور بالشعب اليمنــــي الشقيق إلــى التوافق خروجاً من الأزمة التي يعيشها، مؤكدة أهمية الالتــــزام الكامل بدعم الشرعية الدستورية واحتــــرام سيادة اليمن واستقلاله ورفض التدخل في شؤونه الداخلية، وأهمية الـــحل السياسي الذي يجب أن يستند على أسس ومرجعيات واضـــحة تتمثل في مظلة الشرعية والمبادرة الخليجية وإعلان الرياض ومخرجات الحوار الوطنــــي وقرارات جامعة الدول العربية ومجلس الأمن وبالأخص القرار 2216 .
وقالت "إن التوصل إلى تسوية سلمية في منطقة الشرق الأوسط مسألة حيوية لمواجهة التوترات في المنطقة "، مؤكدة أن تحقيق السلام يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والإمارات العربية المتحدة تؤيد الوصول إلى تسوية سلمية قائمة على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأضافت "أن الإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف تهديد المسجد الأقصى الشريف وبناء الـمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية لن تؤدي إلا إلى تغذية عوامل العنف والتطرف في المنطقة، وإذكاء الصراع في الشرق الأوسط، ونحن كدول إسلامية مطالبين أكثر من أي وقت مضى بالعمل الجاد على دعم صمود المواطنين الفلسطينيين في القدس الشريف ومساعدتهم على مقاومة سياسة التهويد الإسرائيلية والانتصار عليها".
وأشادت بإرادة الـحكومة الصومالية والشعب الصومالي الذي حقق إنجازاً علـى الصعيد السياسي عندما اعتمد منتدى القيادة الوطني فـي الصومال الخطة التي تحدد الجدول الزمني للانتخابات، مشيدة بجهود فخامة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وأكد أهمية الوقوف إلـى جانب الشعب الصومالـي ودعم مشاريع التنمية فـي الصومال.
وفـي هذا الإطار شددت معاليها علـى التزام دولة الإمارات بتقديم الدعم الكامل للصومال من خلال تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية والاقتصادية والإنسانية لمصلحة الصومال وشعبه من أجل بناء مستقبل الصومال وتحقيق تطلعاته وآماله فـي الاستقرار والأمن والتنمية.
ولفتت إلى ما يتعرض له اللاجئون الروهينجا والذي يبعث على القلق الشديد، داعية فـي هذا الإطار جميع الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى اتخاذ كل ما يلزم لمعالجة الوضع الإنساني الرهيب الذي يتعرضون له.
كانت جلسات أعمال الاجتماع قد بدأت بالجلسة الافتتاحية، وتضمنت كلمة شوكت ميرزيوييف الرئيس الانتقالي لجمهورية أوزبكستان، أشار فيها إلى شعار الدورة الحالية والذي اقترحه أول رئيس لجمهورية أوزبكستان الراحل الرئيس إسلام كريموف، مشدداً على ضرورة مراعاة الجوانب الروحانية في التعليم وتعزيز أواصر التعاون بين الشباب.