الأرشيف الإماراتي يطلق "زايد ومعجزة السعديات" بمعرض الشارقة للكتاب
أطلق الأرشيف الوطني الإماراتي أحدث إصداراته "زايد ومعجزة السعديات" والذي يعرض في منصته بمعرض الشارقة الدولي للكتاب.
ويكشف الكتاب عن عبقرية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال الزراعة، حين تحدى المستحيل، ونجح مشروع زراعة جزيرة السعديات في عام 1968.
ويأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة إصدارات الأرشيف الوطني التي يوثق فيها ذاكرة الإمارات الحافلة بالإنجازات التي سطرها الباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي ارتقى بالإمارات وأبنائها حتى أضحت نموذجاً للدولة العصرية في ظل قيادتها الرشيدة.
ويتناول كتاب (زايد ومعجزة السعديات) والذي يقع في 163 صفحة من القطع الكبير، جهود الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الزراعة واستصلاح الأراضي المالحة في جزيرة السعديات عندما كان حاكماً لأبوظبي، حيث منح في عام 1967 أموالاً لبعض العلماء من جامعة أريزونا لبناء منشآت للطاقة والماء والغذاء في الجزيرة؛ للبدء في الزراعة وإنتاج الخضراوات الطازجة، واستخدام التقنيات الحديثة في الريّ، وفي توليد الطاقة الكهربائية، وتحلية مياه البحر.
ولقيَّ مشروع استصلاح أراضي السعديات اهتماماً عالمياً وكُتب عنه بلغات مختلفة في العديد من المجلات العلمية والكتب.
ويبدأ الكتاب بالقول الخالد للباني والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: "أعطني زراعة.. أعطك حضارة". ثم جاءت المقدمة التي كتبها الدكتور عبدالله محمد الريسي مدير عام الأرشيف الوطني؛ مؤكداً فيها أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دعا مدير محطة الأبحاث في جامعة أريزونا لإنتاج الخضراوات الطازجة في بيوت بلاستيكية ذات بيئة مراقبة في أبوظبي، وتم اختيار السعديات.
وأوضح الريسي أن هذا المشروع الذي أُنشئ في خريف 1968 يعدّ من أقدم المشاريع الأمريكية في أبوظبي، وفي عام 1070 نصب "مركز الأبحاث للأراضي القاحلة" لوحة بارزة لزوار الجزيرة تحمل رسالة رائعة مفادها أن هذا المركز "أُنشئ لشعب أبوظبي" بمنحة قدمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لجامعة أريزونا.
ويتابع الريسي: مشروع السعديات من المشاريع الكثيرة التي بدأها ونفذها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مثبتاً قدرته على جعل المستحيل ممكناً، ومن يتأمل ذلك المشروع يدرك أنه كان معجزة حقيقية.
ويعرّف الكتاب بالمؤلف الدكتور ميرل جنسن، وهو من علماء الزراعة البارزين في أمريكا، ثم تتوالى فصول الكتاب السبعة، حيث يتناول الأول "نشأة الزراعة في البيئة المراقبة: الطاقة والماء والغذاء للمجتمعات الصحراوية"، وفيه يتطرق الكاتب إلى مختبر البحوث البيئية، وتطوير البيت البلاستيكي، والنتائج المشجعة لتجارب البستنة.
وفي الفصل الثاني: الزراعة في الإمارات في أواخر ستينيات القرن العشرين، يسلط الكتاب الضوء على الأسواق في أبوظبي، والخضراوات التي كانت تباع فيها في تلك الحقبة من الزمن.
وفي الفصل الثالث الذي جاء بعنوان: "بدء نقل التكنولوجيا"، استعاد المؤلف تفاصيل الزيارة الأولى التي قام بها كارل هودجز مدير مختبر البحوث البيئية إلى الجزيرة، وما وجده فيها من ظروف قاسية.
ثم يذكر الكاتب المتدربين الثلاثة الذين اختارهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لمرافقة مدير المشروع الدكتور رايلي في رحلة فوق القطب الشمالي إلى توسان، وهم: عبد الله سعيد كداس، وحمد مرشد تامن، ومحمد مجرن سيف، ويقدم معلومات عن مبنى البيت البلاستيكي وبيئته، ووحدات إنتاج الطاقة والماء... وغيرها.
وفي الفصل الرابع: "البحث يقدم الحل لتحديات البستنة"، يوضح الكتاب كيف تم اختيار أصناف الخضراوات، ويعددها، بينما يبرز الفصل الخامس: "حصاد وفير" ما أسفر عنه المشروع.
وفي الفصل السادس: "دبلوماسيون بارزون، وزوار، وتجارب" يبين المؤلف كيف أن مشروع السعديات جذب العديد من الدبلوماسيين والزوار من الإمارات، ومن مختلف دول العالم.
والفصل الأخير والذي حمل عنوان: "الأثر الدائم"، يوضح الكاتب أن مشروع السعديات كان له تأثيره في نمو أبوظبي والإمارات، وأسفر عن التحاق عدد من الطلاب بجامعة أريزونا، كما كان المشروع بداية لتقنيات أخذت تتطور.
وأثرى الكتاب المعلومات القيمة التي ضمها بعدد كبير من الصور التاريخية، أبرزها صور الباني والمؤسس -طيب الله ثراه- وهو يتابع خطوات المشروع ومراحل تطوره.
وتتواصل فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام في مركز إكسبو الشارقة حتى 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بحضور 83 كاتبا من 22 دولة وتنظيم أكثر من 1000 فعالية ثقافية، بين ندوة وجلسة حوارية وعرض مسرحي وعرض فني وورش، فاتحا بذلك الأبواب أمام الكبار والصغار لمتابعة كل أشكال الإبداع والفنون والمعارف.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA==
جزيرة ام اند امز