السنع الإماراتي في المناهج التعليمية.. إرث الأجداد يعزز الهوية الوطنية
الحفاظ على الهوية الوطنية، هو الشغل الشاغل لمؤسسات دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو ما يظهر جليًا فيما يخص السنع الإماراتي.
ويحفظ السنع الإماراتي مجموعة من العادات والموروثات التي واظب عليها الأجداد، فهو بمثابة دستور ينظم المناسبات الاجتماعية المختلفة، ويعظم القيم الأصيلة القائمة على الاحترام المتبادل بين أفراد الوطن الواحد.
من هذه المعطيات، أولت القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا كبيرًا بـ"السنع"، فالحفاظ على إرث الأجداد وعاداتهم هو مصدر فخر للأمة واعتزازها، بما يعكس رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ما هو السنع الإماراتي؟
السنع الإماراتي هو بمثابة إيتيكيت أو "فن التعامل مع الآخرين"، ويشتمل على القواعد والسلوكيات الواجب اتباعها خلال التواجد في المجالس، وتبادل الزيارات، وآداب السلام.
وبالتركيز على آداب المجالس، يهمّ الأصغر سنًا بين الحضور بتقديم القهوة إلى الضيوف، فيطوف عليهم ومعه مغسل على أن يبدأ جولته من يمناه.
ويتغير الوضع حال وجود رجل كبير في السن أو زعيم قبيلة أو رجل ذو مقام كبير، فيبدأ الصغير طوافه بهذا الشخص.
وينص السنع على ضرورة إمساك الطائف بإبريق القهوة بيده اليسرى، على أن يقدم بيمناه الفناجين وهي مملوءة إلى الضيوف، بحيث لا يزيد مقدار القهوة عن ثلث الفنجان الواحد.
وحال فروغ الضيف من الشرب دون هز الفنجان، فهذا يعني أنه يرغب في الشرب من جديد، أما إذا اكتفى بما احتساه، فعليه هز الفنجان أو قول كلمة "غنمت".
أما الوضع بالنسبة لتبادل الزيارات فهو إما متوارث، أو مكتسب من تطورات الحياة الاجتماعية، فمثلًا يجب على الشخص التأكد من الأوقات المناسبة للزيارة، وعدم القيام بها في أوقات القيلولة أو تناول الطعام، مع الحرص على تحديد موعد مسبق للزيارة والحضور في التوقيت المتفق عليه.
وفي حال تلقي الشخص دعوة لحضور مناسبة اجتماعية، يصبح عدم الحضور دون اعتذار مرفوض، باستثناء وجود عذر مقبول، فيما يفرض تناول الطعام على الحضور انتقاء موضوعات مناسبة للحديث عنها على مائدة الطعام، مع ضرورة تجنب انتقاد الوجبات الموضوعة.
"التعليم تهتم بـ"السنع الإماراتي"
ولأن الأجيال الجديدة وتربية النشء على القيم الوطنية الأصيلة هي من أولويات دولة الإمارات، أكدت وزارة التربية والتعليم الإماراتية هذا التوجه، بإعلان إدراج السنع الإماراتي كمادة تعليمية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبرهنت الوزارة على سعيها في هذا التوجه، بإطلاقها برنامج السنع الإماراتي في مارس/ آذار الماضي، وهذا بالتعاون مع مؤسسات ثقافية وتراثية، على أن يتم تطبيقه داخل المدارس الحكومية والخاصة.
أهداف تعليم السنع للطلاب
سعت وزارة التربية والتعليم الإماراتية إلى تحقيق عدد من الأهداف، وراء إقرار السنع كمادة دراسية، وهي كالآتي:
. ترسيخ السنع الإماراتي لدى الطلبة والطالبات خاصة بين الفئة الناشئة.
. تعريف الطلاب بآداب وعادات تكرس السلوكيات الطيبة.
. تعزيز مفاهيم القيم ومعاني الأدب والأخلاق.
. تعريف الطلاب بماهية طرق الحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة.
. تحقيق استدامة السنع كونه يندرج ضمن الموروث الثقافي.
. خروج جيل متميز يحافظ على الطابع الإماراتي.
آليات تطبيق برنامج السنع
من المقرر أن يُطبق البرنامج على جميع الصفوف الدراسية بدءًا من الأول وحتى الـ12، موزع على 3 حلقات.
ويتعلم الطلاب من الصف الأول وحتى الرابع، آداب المجالس والزيارات وآدابها، بجانب الأدب الشعبي والهوايات، وحتى دور المرأة.
أما الطلاب من الصف الخامس إلى الثامن يتعلمون آداب العلاقات الاجتماعية.
وبالنسبة لطلاب الصف التاسع وحتى الـ12 فيتركز الاهتمام على تعليمهم الأدب، وسنع اللباس الإماراتي، والتراث، وآداب السفر.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTEg جزيرة ام اند امز