مهرجان الشيخ زايد في سقطرى.. احتفاء بالتراث واحتضان للشباب
أسابيع من المتعة والإبداع والثقافة يعيشها أبناء أرخبيل محافظة سقطرى اليمنية، مع مهرجان الشيخ زايد التراثي الثقافي، في موسمه السادس.
ورغم وطأة الحرب الحوثية التي تضرب اليمن، يصر السقطريون على التحليق في عالم الجمال الذي تنفرد به جزيرتهم من خلال تنظيم مبهر لمهرجان الشيخ زايد التراثي الثقافي الذي يقام للعام الـ6 على التوالي بدعم من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
وانطلق المهرجان في 29 يوليو/ تموز الماضي ويستمر قرابة شهرين ويعد بمثابة فرصة ثمينة لأبناء محافظة سقطرى للتعريف بجمال الطبيعة الساحرة والمخزون الثقافي الثري الذي يزخر به الأرخبيل، ويتربع على عرش قائمة التراث الإنساني منذ 2008 وفق تصنيف "اليونسكو".
وشهد الأسبوع الأول من المهرجان، انطلاق دوري زايد لكرة القدم، وفعاليات الفن الشعبي، والزي السقطري، والأكلات السقطرية، والصناعات التقليدية للنساء والرجال، وتراث البحر الذي يعكس الحياة البسيطة على الرمال البيضاء، والعيش إلى جوار النخيل وشجرة "دم الأخوين".
وتسلط "العين الإخبارية" الضوء على رحلة مهرجان الشيخ زايد الثقافي والتراثي ودوره في إبراز معالم سقطرى وجمال طبيعتها الخلابة، وإعادته رونق حضارتها القديمة وتشجيعه لأجيالها الشابة وصناعتها اليدوية والزراعية والحيوانية.
مسابقات للمزارعين والرعاة
منح مهرجان الشيخ زايد في سقطرى 118 مزارعا للنخيل في المحافظة الفرصة لخوض غمار منافسة "مزينة الرطب" وهي مسابقة تستهدف إبراز أنواع التمور السقطرية جودة ووزنا ومذاقا، إضافة لمسابقة أخرى لأفضل عاذق في المهرجان.
وتسعى هذه المسابقات إلى تشجيع المزارعين على الاهتمام بالنخيل وتعريف الزوار والسائحين بجودة التمر السقطري. وحصل أحمد عبدالله حمودي على المركز الأول كأكبر عاذق (قاطف لثمار النخيل) بوزن 29.450 كجم وذلك من بين 38 متسابقا شاركوا في المنافسة.
وفي مسابقة مزينة الرطب تنافس 80 متسابقا ضمن 3 مجموعات تحمل اسم مناطق زراعة النخيل في سقطرى وهي: "حوكم" و"ديحضهل" و"صرفانه"، حيث تحظى هذه المنافسات باهتمام كبير من المزارعين لرغبتهم في تحسين إنتاجية وجودة التمور.
في السياق ذاته، يخصص المهرجان مسابقات خاصة لرعاة الماشية (الأغنام والإبل) وذلك عبر بطولة للتنافس على "محالب" الأغنام والإبل ويتم تحديد المركز الأول بناء على أوزان الألبان خلال الفترتين الصباحية والمسائية.
وبحسب الناشط الإعلامي محمد قدومي السقطري، فإن مسابقة محالب الإبل والماعز تعد من أهم مسابقات مهرجان الشيخ زايد لدورها في تشجيع رعاة الأغنام وملاك الإبل، ومربي الماشية على الاهتمام بثروتهم الحيوانية.
وقال السقطري، وهو أحد المشاركين في المهرجان لـ"العين الإخبارية"، إن مهرجان الشيخ زايد يتضمن كذلك مسابقة "مزاينة الإبل" فضلا عن مسابقات ثقافية كشاعر سقطري وأخرى مثل "مزاينة الرطب" لتشجيع مزارعي النخيل على تنمية إنتاجهم الزراعي.
صناعات تقليدية
يعد مهرجان الشيخ زايد التراثي في سقطرى فرصة ذهبية للعائلات التي تعتمد على الصناعة التقليدية كمصدر دخل رئيسي، بما في ذلك إعداد الأكلات الشعبية وصناعة الفخار وحياكة الملابس وسعف النخيل.
ويحتضن القسم النسائي في المهرجان، عشرات النسوة السقطريات اللاتي يتنافسن في 7 أقسام جميعها ضمن الحرف اليدوية التقليدية، وأبرزها المهن المندثرة كدبغ جلود الماشية وتجزئة البلح وإخراج النواة أو ما يسمى "شطاف".
وفي صناعة الفخار المنقوشة بشجرة دم الأخوين، عرض نسوة أنواعا عدة يطلق عليها السقطريون "جسفاء" و"كاز" و"فوتي" و"صفلحة" و"زرف" و"مجماره شرحين" و"مجماره عادية" و"صيفع" و"قومه"، وهي آواني طينية لحفظ الماء ومنتجات الحليب والأطعمة.
وتجيد السقطريات حياكة سعف النخيل لاستخدامه في الحياة اليومية عبر أشكال وتصاميم عدة، منها: "المصرفة" و"مرحت" و"الحصير" وسلة اليد "مسفي" وحافظة الثياب "دقليهو" و"حتمي" وكذلك "الحبل"، فضلا عن فنون حياكة الملابس، ومنها "الغلاق والنقبة" وهي الزي التقليدي للمرأة السقطرية.
بطولة خريف نوجد
حرص القائمون على المهرجان على افتتاح دوري خريف نوجد لكرة القدم، برعاية اتحاد كرة القدم في سقطرى بدعم من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وبمشاركة جميع أندية المحافظة البالغ عددها 18 ناديا.
وتم تقسيم الأندية إلى 4 مجموعات ويصعد المتصدر من كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي، وتحظى البطولة بحضور جماهيري كبير.
وتعكس بطولة خريف نوجد الدعم الكبير من قبل الإمارات لتنشيط الحركة الرياضية وصقل وتنمية قدرات الشباب في الساحة الكروية وإبراز مواهب كرة القدم السقطرية، وفقا للقائمين على المهرجان.
وشكر لاعب نادي الشرق الرياضي "سالم عبدالله"، دولة الإمارات على اهتمامها بسقطرى وقطاع الناشئين والشباب، وحرصها على إحياء التراث السقطري الأصيل وحمايته من الاندثار، مشيرا إلى أن البطولة الرياضية الرائعة انعشت الحياة الرياضية وجسدت معنى الوفاء لأهل العطاء.
يشار إلى أن مهرجان الشيخ زايد السادس في سقطرى من المقرر أن يختتم بعرس جماعي، في خطوة يقابلها السقطريون بكثير من الوفاء والتقدير للإمارات قيادة وحكومة وشعبا للوقوف الدائم بجانب الشعب اليمني.
aXA6IDE4LjIxNi4xNzQuMzIg جزيرة ام اند امز