حوّلت الأحلام إلى حقيقة.. "خير الإمارات" يغمر سقطرى
"أهل مكة أدرى بشعابها"، كما أن أهالي سقطرى أكثر دراية بما تقوم به دولة الخير والسخاء الإمارات، في شعاب ووديان وسهول الأرخبيل اليمني.
مواطنو جزيرة سقطرى الملامسون لواقع جزيرتهم ومعاناتها قبل الوجود الإماراتي فيها، بمقدورهم الحكم على هذا التواجد الإنساني، الذي حوّل حياة أهالي الجزيرة إلى رفاهية واستقرار.
"العين الإخبارية" التقت أحد المسؤولين المحليين بمديرية قلنسية في سقطرى، والموظف في مؤسسة "خليفة للأعمال الإنسانية"، مبارك سالم عبدالله السقطري، الذي قدم مقارنة بين فترتي ما قبل وبعد التدخل الإنساني الإماراتي في الجزيرة.
الصحة
يقول مبارك: "إن جزيرة سقطرى كانت تفتقر لمستشفى عام يقدم خدماته الصحية لأهالي الأرخبيل، ولم يتحقق هذا الحلم إلا بأيادي الإمارات".
ويضيف: "الخدمات الصحية الإماراتية بسقطرى لم تقف عند حد إنشاء مستشفى خليفة العام، بل أضافت جسراً جوياً يمتد من سقطرى إلى أبوظبي؛ لنقل الحالات المرضية المستعصية".
كما أن هناك طيرانا خاصا يتم طلبه عند الضرورة، للحوادث الطارئة وللحالات الاستثنائية، ونقلها من سقطرى إلى أبوظبي، وعلاجها هناك مجاناً، على حساب مؤسسة "خليفة للأعمال الإنسانية"، يؤكد مبارك.
إضافة إلى الحالات الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة، منهم الأيتام وحالات أخرى يتم كفالتها وعلاجها على نفقة الهلال الأحمر الإماراتي.
التعليم
وفي الجانب التربوي والتعليمي، تحدّث الموظف في مؤسسة "خليفة للأعمال الإنسانية" عن استقطاب أبوظبي معلمين من المحافظات اليمنية ومن خارج اليمن إلى الجزيرة على نفقة المؤسسة.
وأشار إلى أن المؤسسة أنشأت معاهد متخصصة لتعليم اللغات في مديريتي حديبو وقلنسية، لأول مرة في سقطرى، وهذه النوعية من المعاهد لم تكن موجودة في الجزيرة من قبل على الإطلاق.
كما أكد مبارك السقطري أن الإمارات، وعبر ذراعها الإنسانية "الهلال الأحمر" قامت بترميم وتأهيل عشرات المدارس الابتدائية والثانوية.
أما التعليم العالي فقد شهد نهضة كبرى في ظل الدعم الإماراتي لليمن، من خلال تأسيس جامعة أرخبيل سقطرى، والعمل على التهيئة لها عبر إرسال بعثات دراسية من أبناء الجزيرة إلى الإمارات ومصر وعدة دول أخرى.
خير الإمارات في كل بيت
الخير الإماراتي وصل إلى كل بيت في سقطرى، بحسب مبارك السقطري، الذي قال إن "الإغاثة الإنسانية الإماراتية من المواد الغذائية وغيرها، طالت كل بيت وكل شخص في الأرخبيل، دون استثناء".
"لم تقتصر عملية توزيع الإغاثة على النازحين أو الحالات الفقيرة، ولكنها شملت جميع سكان الأرخبيل عامة، البالغ عددهم قرابة 50 ألف نسمة تقريبا"، يضيف مبارك.
الميناء والمطار
لا يمكن لسقطرى أن تحيا دون ميناء ومطار يوصلها بالعالم، ورغم وجود مثل هذين المرفقين إلا أنهما احتاجا للكثير من الترميم وإعادة التأهيل لمواكبة واستقبال أحجام السفن والطائرات العملاقة.
ويؤكد مبارك السقطري أن هذا هو بالفعل ما قامت به الإمارات في سقطرى عبر مؤسسة "خليفة للأعمال الإنسانية"، من ترميم وتأهيل المطار والميناء، خاصة الميناء الذي كان شبه منته عقب الأعاصير والعواصف التي ضربت الجزيرة.
ويشير السقطرى إلى أن الميناء بات يستقبل اليوم البواخر الضخمة، وتم توسعة اللسان والرصيف في الميناء بشكل عصري وحديث.
الكهرباء والمياه
ويتابع مبارك أن الإمارات ركزت عبر مؤسساتها الخيرية والإنسانية على البنية التحتية والخدمات العامة كالكهرباء والمياه.
ويكشف عن معاناة أبناء سقطرى الكبيرة في مجال الكهرباء، والتي وصلت إلى مرحلة الانعدام تقريباً، حيث لم تكن هذه الخدمة موجودة إلا فيما ندر.
لكن مع تدخل مؤسسات الإمارات يعيش أبناء سقطرى حالياً في نعمة بالنسبة للكهرباء، والتي تستمر خدماتها على مدار 24 ساعة دون انقطاع، بتوفير 4 محطات في مختلف مديريات المحافظة، وفق مبارك السقطرى.
وفي قطاع المياه، لم تكن هناك آبار كافية تفي حاجة الناس، في مناطق عديدة من الأرخبيل، وكانت المعاناة مأساوية قبل الدعم الإماراتي، حيث كان الناس يستجلبون المياه من مسافة تستغرق يوم ونصف اليوم عبر الصهاريج.
ويؤكد مبارك: "الإمارات قامت بتوفير حفارات، وحفر آبار في أماكن ما كنا نحلم بوجود الماء فيها".
ويضيف: "حتى كنا نعاني من عدم توفر المشتقات النفطية التي كانت حكراً على بعض المستثمرين، ولكن الإمارات أوجدت 3 محطات في المحافظة لتموين للمواطنين بالوقود بشكل يومي".
مصانع ومزارع
والمجال الصناعي نال حصته من الاهتمام الإماراتي من خلال إنشاء مصنع تمور في سقطرى، كمشروع جديد للحفاظ على حصاد التمور الكبير الذي تنتجه الجزيرة، بحسب مبارك السقطري.
كما تم توزيع شتلات زراعية على المزارعين المحليين بالجزيرة، لتشجيع عملية التشجير وزراعة محاصيل اقتصادية مربحة.
بالإضافة إلى افتتاح مصنع لتعليب الأسماك، لاستيعاب الكميات الضخمة من الأحياء البحرية التي يصطادها صيادو الأرخبيل.
بنية تحتية عصرية
الإمارات أدخلت سقطرى عصر الإنترنت، يقول مبارك، وذلك عبر شبكة اتصالات بعد أن كانت الجزيرة معزولة عن العالم.
كما وفرّت الإمارات منازل للأيتام في عدد من مديريات الأرخبيل، بالإضافة إلى منازل للمواطنين المتضررين من العواصف والسيول والأعاصير، لإيوائهم بعد أن فقدوا عائلاتهم ومنازلهم.
ويؤكد مبارك السقطرى أن مؤسسة "خليفة للأعمال الإنسانية" قامت أيضاً بترميم وفتح طرقات ما بعد الأعاصير، وما زالت الأعمال في هذا المجال مستمرة.
"ووفرت الإمارات خدمات البحث عن الصيادين المفقودين في البحر، وهي خدمات لم تكن موجودة من قبل، حيث كنا نبحث عن المفقودين في البحر لأسابيع"، يقول مبارك.
ويواصل: "اليوم هناك طائرات مروحية إماراتية تبحث عن الصيادين المفقودين بشكل مباشر وتعطي الإحداثيات ليتم إنقاذهم خلال ساعات".