ماذا تعرف عن "السنع" الإماراتية؟.. "الشارقة للكتاب" يشهد تدشين الإصدار الثاني
دشن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في جناحه بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الإصدار الثاني لكتاب "السنع" لعبدالله حمدان بن دلموك.
وجاء التدشين بحضور لافت من زوار المعرض والمهتمين بهذا النوع من الكتب التي ترسخ التراث والعادات والتقاليد، فيما كان السؤال البارز بين الحضور من غير الإماراتيين: ما هي السنع؟
ويحلو للبعض تعريف "السنع" بأنها "فن الإتيكيت الإماراتي"، أو فن التعامل مع الآخرين استناداً إلى قيم وأعراف إماراتية متوارثة من الآباء والأجداد.
وتشمل "السنع" قواعد وسلوكيات التواجد في المجالس، التي تشمل كيفية استقبال الضيف وحسن الترحيب به، وعادات وتقاليد تقديم القهوة، التي يعني إغفالها نوعاً من الإهانة للضيف.
ومن أبرز هذه التقاليد أن يتولى الأصغر سناً بين الموجودين في المجلس مهمة تقديم القهوة إلى الضيوف، ويسمى "المقهوي"، ومعه "المغسل"، ويطوف على الضيوف مبتدئاً باليمين.
أما إذا كان في الموجودين رجل كبير السن أو زعيم قبيلة أو رجل ذو مقام كبير، فالسقاية تبدأ به.
كما تقضي السنع بضرورة الإمساك بالدلة (إبريق القهوة) باليد اليسرى، بينما تحتضن اليد اليمنى الفناجين وتقدمها مملوءة بالقَدر المعتاد من القهوة إلى الضيوف، والتي لا يجب أن تزيد عن ثلث الفنجان.
فإذا أعاد الضيف الفنجان بعد شربه دون أن يهزه أو كلمة شكر تدل على الكفاية، عاد المقهوي مرة أخرى ليصب القهوة له.
وإذا اكتفى الضيف، هز الفنجان أو تلفظ بكلمة "غنمت"، التي تعني الشكر والاكتفاء.
ومن آداب الشرب أن يتناول الضيف فنجانه باليد اليمنى، وقديماً كان لا يجوز للضيف رفض القهوة إلا بعد المرة الثالثة إذا كان حريصاً على عدم إهانة المضيف.
أما "سنع تبادل الزيارات" فبعضها أصيل وبعضها مكتسب من تطور الحياة الاجتماعية، مثل تحري الأوقات المناسبة للزيارة، وتجنب أوقات القيلولة أو أوقات تناول الطعام المعتادة، والحصول على موعد مسبق للزيارات في المنزل، والالتزام بالحضور من الموعد المحدد من قبل صاحب المنزل.
وعند استلام دعوة لحضور مناسبة اجتماعية، يكون من غير المقبول عدم الحضور دون اعتذار وتقديم عذر مقبول.
وتقضي تقاليد تناول الطعام اختيار موضوعات مناسبة للحديث عنها على المائدة، وعدم الضحك أثناء الأكل، وعدم انتقاد الطعام على المائدة.
وتشمل "السنع" أيضا آداب السلام و"المخاشمة" وآداب الحديث، التي تعرف بـ"الذرابة في الرمسة، وغيرها من التقاليد الرامية إلى تشجيع صلة الرحم وترابط المجتمع، والحفاظ على التواصل بين الأجيال المختلفة.
وقام عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، بتدشين الطبعة الثانية لكتاب "السنع"، والتوقيع على نسخ الكتاب للحضور الذين حرصوا على اقتناء هذه الطبعة التي تتميز هذه المرة على احتوائها على اللغة الفصحى مقابل اللغة العامية الإماراتية.
وأوضح أن "التراث والعادات تتطور وتتكيف مع مستجدات العصر بما نعيشه من متغيرات ربما تغير بعض الأمور التي نقوم بها في المناسبات والتواصل مع بعضنا البعض، لكن التراث لا يمكن أن يتغير، وهو المفهوم الذي نسعى للتأكيد عليه في هذا الإصدار الذي يأتي من أجل أبنائنا والأجيال القادمة لغرس أمور يجب أن يحافظوا عليها تتوافق مع العادات المجتمعية تعزز من الهوية وتمنحهم جانباً متفرداً، وعدم السير على عادات غريبة عنا لا تتوافق معنا".
وكشف ابن دلموك عن أنه بصدد إطلاق كتاب جديد في النسخة المقبلة من معرض الشارقة للكتاب، لتكون ختام سلسلة في تخصصه في التراث والعادات والتقاليد، بعد كتابي "السنع" و"المتوصف"، وهو الكتاب الذي يعمل عليه منذ 6 سنوات، من أجل تقديمه بأفضل صورة ممكنة، إيماناً منه بأهمية تسخير كافة الجهود اللازمة من أجل مواصلة دعم وحفظ الموروث الشعبي "وتعزيز العادات والتقاليد النابعة من التاريخ الحافل لآبائنا وأجدادنا الذين خلفوا فينا أموراً يجب التمسك بها والاستمرار على نهجها في الأجيال المقبلة".
aXA6IDMuMTUuMjM5LjUwIA== جزيرة ام اند امز