المخرجات الإماراتيات.. نجمات تضيء ليالي الفن السابع
قائمة المبدعات الإماراتيات في السينما تبدو طويلة، وجميعهن أصبحن نجمات تضاء بها ليالي الفن السابع، وتحتفي بهن شاشات التلفزة.
بزغت شمس المخرجة الإماراتية بساحة الفن السابع، واستطاعت بفضل إصرارها أن تحجز لنفسها مكانة متقدمة، بعد أن أثرت الساحة بأعمال ثقيلة في وزنها وقضاياها، مكنتها من طرق أبواب المجتمع، وأن تقدم وجهة نظرها في الواقع المعاش، ما أفضى الى أعمال ثرية، مكنت المرأة الإماراتية من المنافسة في القطاع السينمائي، ليس فقط على الصعيد المحلي، وإنما الخليجي والعربي والدولي أيضاً.
قائمة المبدعات الإماراتيات في السينما تبدو طويلة، وجميعهن أصبحن نجمات تضاء بها ليالي الفن السابع، وتحتفي بهن شاشات التلفزة، ليؤكدن بذلك على قدرة المرأة الإماراتية على الإبداع والتميز في أي حقل تدخله.
وفي يوم المرأة الإماراتية، الذي يمثل نافذة نطل من خلالها على إبداعات السيدة الإماراتية، كان لا بد من استكشاف ما وصلت إليه المخرجات الإماراتيات من تميز في هذا المجال، لا سيما وأن الكثير منهن استطعن السفر خارج حدود دولة الإمارات، ليمثلن الإمارات في محافل دولية تحتفظ بقيمة ومكانة عالمية.
القارئ لتاريخ السينما الإماراتية، لا بد أن يتلمس المكانة التي حازت عليها المرأة الإماراتية، فعبر السنوات الماضية، نجحت المخرجة الإماراتية في إنتاج أعمال سينمائية مهمة، لا يزال الكثير منها يعيش في ذاكرة المتفرج، ليبدو ذلك نتاج ما مرت به من تجارب عديدة، ساهمت في صقل موهبتها وإبداعاتها، التي تستحق الاحتفاء بها في يوم المرأة الإماراتية.
على رأس المخرجات الإماراتيات وقفت الشاعرة والمخرجة نجوم الغانم، التي كانت من أوائل الإماراتيات اللواتي طرقن أبواب السينما، بعد أن تخصصت في الإنتاج والإخراج التلفزيوني في جامعة أوهايو بأمريكا.
آنذاك لم تكن السينما الإماراتية سوى تجارب أولية، لم تتجاوز حدود فيلمي "عابر سبيل" لعلي العبدول (1989)، و"رمرام" لمسعود أمر الله (1994)، وبإطلالة نجوم، نجحت في أن ترفد السينما الإماراتية بجملة من الأعمال التي هيمن عليها "الوثائقي"، فكان لها "حمامة"، و"بين ضفتين" و"سماء قريبة" و"آلات حادة"، و"أمل" و"عسل ومطر وغبار"، و"أحمر أزرق أصفر"، و"صوت البحر" والقائمة تطول.
واستطاعت أفلامها أن تحصد جوائز مرموقة، ليس فقط لطبيعة الموضوعات التي تعودت نجوم البحث فيها، وإنما لما تظهره فيها من احترافية عالية في العمل الإخراجي، الأمر الذي مكنها من حفر اسمها في مجلد السينما الإماراتية، ليصبح علامة بارزة فيه اسم نجوم الغانم، التي يلقبها البعض بـ"شاعرة السينما الإماراتية"، كونها قادمة أصلاً من الساحة الشعرية، حيث نشرت عددا من الدواوين لها في ذلك، ولم تكتف بالساحة المحلية بتقديم أعمالها، وإنما سافرت بها بعيداً، وخرجت من حدود المنطقة العربية، لتجول بأعمالها في أوروبا وأمريكا ومعظم بلدان العالم، لتقدم فيها نموذجاً عملياً حول مدى قدرة المرأة الإماراتية، وقوتها، وإبداعها أيضاً.
نجوم الغانم لم تكن الوحيدة على الساحة السينمائية، فقد لمع أيضاً نجم نايلة الخاجة، التي تعكف حالياً على الإعداد لأول أفلامها الطويلة بعنوان "الظل".
نايلة دخلت الساحة الفنية متسلحة بشغفها السينمائي، وأضحت الأشهر بين قريناتها في وسائل الإعلام، وذلك بعد نجاحها في تقديم العديد من التجارب السينمائية القصيرة، التي تحمل طابعاً توعوياً مصاغاً بلغة سينمائية جميلة، بدأتها نايلة في "عربانة"، الذي طرقت فيه أبواب قضية حساسة في المجتمع، حول استغلال الأطفال، وكذلك "مرة" و"ملل" و"لمحة" و"حيوان"، وقائمتها طويلة أيضاً.
نايلة التي أطلت لأول مرة على الساحة عبر فيلم "اكتشاف دبي" مع السينمائي الألماني نيكولاس دولدينجر، تمكنت من تأسيس نادي "المشهد"، الذي لا يزال يواصل حضوره على الساحة بفضل فعالياته، وتعترف أن "المرأة الإماراتية نجحت في الساحة الإبداعية، بفضل إصرارها".
وقالت نايلة: "يوم المرأة الإماراتية نافذة متفردة، تمكننا من الإطلال على منتجها الإبداعي، إلى جانب مكانتها في المجتمع المحلي، وأعتقد أن المرأة الإماراتية استطاعت أن تثبت حضورها على الساحة السينمائية، شأنها شأن المجالات الأخرى، وأن تقدم أعمالاً نوعية لا تعبر فيها عن نفسها فقط، وإنما عن آرائها ونظرتها للمجتمع ولواقعه وقضاياه المختلفة".
ولفتت نايلة إلى أن ما حققته المرأة الإماراتية طوال الفترة الماضية، يكشف عن مدى قدرتها على الإنجاز والتفوق، وقالت: "يحتفظ المجتمع الإماراتي بالعديد من النماذج النسائية الناجحة التي تمكنت من إثبات نفسها، وأدركت دورها المحوري في المجتمع، وقدرتها على النهوض به".
وأشارت إلى أن الساحة السينمائية كانت واحدة من القطاعات التي نجحت المرأة الإماراتية فيها، وتمكنت من رفدها بأعمال قادرة على العيش في الذاكرة الإنسانية، مؤكدة أن ذلك لم يكن له أن ينجح من دون دعم القيادة الرشيدة للمرأة الإماراتية، وهي التي عملت على تمكينها ومنحها ما تحتاجه من فرص، لتظهر قوتها وابداعاتها المختلفة.
حضور المخرجة منال بن عمرو على الساحة السينمائية، لم يكن أقل وهجاً من قريناتها، وهي التي أبدعت أيضاً في الساحة الأدبية، بفضل إصداراتها من الرواية والنصوص النثرية.
منال شكّلت موهبة سينمائية متفردة، بفضل ما قدمته من أعمال، على رأسها "وجه عالق"، الذي يُعد الأهم في تجربتها التي تتجاوز في عددها 9 أفلام، من بينها "رائحة الخبز"، ذلك الفيلم الدرامي الاجتماعي الذي لا يتجاوز في مدته 20 دقيقة، وأطلت به منال على الساحة قبل 4 سنوات تقريباً، قبل أن تعود إلى الساحة الأدبية والمسرحية والتصوير الفوتوغرافي.
منال بن عمرو التي أبدعت في عملها بمجالات صناعة الفيلم كافة، أكدت أن يوم المرأة الإماراتية يُعد مناسبة جميلة، لاستطلاع ما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات ملموسة على الأرض، في كافة القطاعات بلا استثناء.
وقالت: "لقد أثبتت المرأة الإماراتية منذ عقود طوال، قدرتها على التحمل، والموازنة بين بيتها وإبداعها، واستطاعت أن تحقق طوال الفترات الماضية قفزات نوعية في معظم القطاعات التي عملت فيها، وهو ما يؤكد مدى الشغف الذي تحمله المرأة الإماراتية في داخلها، ومدى عشقها لما تقدمه من إبداع للمجتمع المحلي، ولعل ذلك هو ما مكنها من التحول إلى سفيرة لبلادها في أي مكان تحل فيه".
وأضافت منال: "ما قدمته المرأة الإماراتية من إسهامات على الساحة السينمائية، هو جزء من الحالة الإبداعية التي تعيشها يومياً، بفضل دعم القيادة الرشيدة لها، وبتقديري أن نجاح المرأة في هذا المجال يعكس مدى قدرتها على طرق أبواب المجتمع، كونها تشكل محوراً أساسياً فيه لا يمكن غض الطرف عنه، أو عن ما حققته المرأة من إنجازات ملموسة على أرض الواقع"،
واعتبرت في الوقت نفسه أن "إنجازات المرأة الإماراتية في السينما، بدت واضحة خلال السنوات الأخيرة، والتي شهدت انضمام مجموعة لا يستهان بها من الشابات اللواتي عملن على تحقيق شغفهن في تقديم صورة ناصعة البياض عن المرأة الإماراتية".
المخرجة نهلة الفهد، كانت أيضاً من ضمن القائمة التي يشار إليها بالبنان، وهي التي نجحت في الساحة الدرامية، بعد تقديمها لعدد من الأعمال على رأسها "حرب القلوب"، الذي مثّل إطلالتها الأولى على الشاشة الصغيرة، وتمكنت من الانتصار فيه، بعد تجسيدها قصة رومانسية بكل تقلباتها الدرامية التي صاغتها الكاتبة إيمان سلطان.
نهلة لم تتواجد في الساحة الدرامية فقط، وإنما خاضت أيضاً التجربة السينمائية عبر الوثائقي "حجاب"، مع شريكيها السوري مازن الخيرات والبريطاني أوفيديو سالازار، وتمكنت من خلاله من التجول في ساحات الدنيا، وأن تثير اهتمام العالم بهذا العمل الذي سعت فيه إلى تبيان رغبة العالم في التعرف أكثر إلى الإسلام في صورته الواقعية، التي تتعرض للتشويه بفضل جهات متطرفة تعودت طريق العنف والدموية.
في عام 2014 أطلت المخرجة الشابة عائشة الزعابي بفيلمها القصير "البعد الآخر"، وآنذاك شكّل هذا الفيلم باكورة تجاربها الإخراجية، وتوجت حينها بجائزة أفضل فيلم في المهر الإماراتي بمهرجان دبي السينمائي الدولي 2014، ليكشف الفيلم عن موهبة سينمائية فريدة، تواصلت إبداعاتها في فيلم "إلى بيتنا مع التحية"، الذي قدمت فيه "تحية خاصة" إلى بيت الطفولة، والصداقات البريئة والذكريات الصافية، وكل ما يتعلق بالبيت القديم، واستطاعت من خلاله أن تبهر كل من تابع أحداث الفيلم القصير.
عائشة قدمت في فيلمها "غافة"، 3 قصص لنساء إماراتيات مثلن قدوة في الإصرار والقدرة على تجاوز الصعوبات، لتذهب أعمق قليلاً في "ليلة في تاكسي"، حيث تتلمس فيه المشاعر الإنسانية وتدفقها، لتكشف من خلال "وصلنا ولا بعدنا" ما تتميز به من وجه ضحوك، حيث شكل ذلك الفيلم أولى تجاربها التجارية التي نجحت من خلاله باقتحام الصالات التجارية.
قائمة المبدعات الإماراتيات في السينما المحلية تبدو طويلة، فهناك المخرجة راوية عبدالله، التي قدمت نفسها من خلال جملة من الأعمال، من بينها "اللون المفقود" و"مكتوب"، فيما برزت المخرجة منى العلي في "كتمان" و"إعادة" و"دوربين"، ولا يمكن هنا تجاهل ما قدمته أمل العقروبي من إبداعات سينمائية، وعلى رأسها "أنشودة العقل"، ومن قبله "نصف إماراتي"، حيث مثلت أمل العقروبي قفزة نوعية بما قدمته من أعمال على الساحة المحلية.