الإمارات تغيث السودان.. جسور إنسانية تضمد أوجاع منكوبي السيول
جهود إماراتية إنسانية متواصلة على مدار الساعة، على أكثر من صعيد، لمد يد العون للشعب السوداني، وتخفيف معاناة المتضررين من السيول.
الجهود المتواصلة جاءت بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الحاضر دائما لتقديم يد العون والمساعدة عند كل أزمة تواجهها دولة صديقة، ليرسخ بأفعاله وأقواله صورة الإمارات كمنارة للتسامح وواحة للإنسانية ومظلة للأمن والأمان.
جسر جوي
وضمن أحدث تلك الجهود وصلت السبت أول طائرة إماراتية محملة بمساعدات عاجلة إلى مطار الخرطوم بالسودان لإغاثة متضرري الفيضانات.
ومن المقرر أن يعقب تلك الطائرة 3 طائرات أخرى تباعا ضمن جسر جوي تسيره الإمارات إلى الخرطوم لنقل كميات كبيرة من المساعدات ومواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية للمتضررين من السيول والفيضانات في السودان.
يأتي تسيير الجسر الجوي بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات ومتابعة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وقال رئيس وفد الهلال الأحمر الإماراتي بالسودان محمد خميس الكعبي إن أول طائرة من الجسر الجوي التابع للهلال الإماراتي تضم 10 آلاف خيمة للإيواء وسيتم توزيعها عبر كادر الهلال الأحمر الإماراتي في ولاية الجزيرة وسط السودان وولاية نهر النيل شمال السودان، والخرطوم العاصمة.
وأضاف في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" "لدينا فرق أمن وكثير من المتطوعين وسيتم إقامة مخيمات وفق معايير دولية للمتضررين ممن فقدوا مساكنهم، ولن يكون التوزيع بشكل عشوائي"، مشيرا إلى أن الهلال الأحمر سيعمل أيضا على إجلاء المواطنين الذين لا يزالون عالقين بسبب جرف السيول للطرق.
وتابع: "الجسر الجوي سوف يتواصل في غضون اليومين المقبلين تنفيذا لتوجيه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان".
وتشرف هيئة الهلال الأحمر على نقل هذه المساعدات التي يستفيد منها أكثر من 140 ألف مستفيد من المتأثرين والنازحين في عدد من الولايات السودانية الأشد تأثرا من تداعيات الكارثة مثل ولاية نهر النيل وولاية الخرطوم وولاية الجزيرة.
وتتضمن المساعدات حوالي 10 آلاف خيمة و28 ألفا من الطرود الغذائية والصحية و120 طنا من المواد الإيوائية المتنوعة بجانب مواد إغاثية عاجلة بهدف المساهمة في دعم السكان المتضررين وعائلات الضحايا وتحسين ظروفهم المعيشية ومساندة الجهود السودانية والمؤسسات المعنية في احتواء والتخفيف من الأزمة.
دبلوماسية العطاء
تأتي تلك الجهود سيرا على نهج المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، حرصا على استدامة أعمال الخير والأعمال الإنسانية التي كان يحرص على استدامتها، والتزاما بنهج القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم العطاء والتسامح وخدمة الإنسان.
كما تأتي تلك الجهود ترجمة لدبلوماسية الإمارات الإنسانية التي وضع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خارطة طريق لتعزيزها عبر كلمات مؤثرة وجهها في 13 يوليو/تموز الماضي ضمن أول خطاب شامل يتناول فيه رؤيته لسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في خطابه: "على نهج زايد الخير.. سنعمل على تعزيز دورنا ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.. والاستمرار في مد يد العون إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون".
كلمات رسم من خلالها خارطة طريق لتعزيز ريادة الإمارات في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري، سيراً على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير.
رسائل أمل
تأتي توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، السبت، بتسيير جسر جوي إماراتي لإغاثة منكوبي السيول والفيضانات بالسودان، بعد أيام من توجيهه بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان.
توجيهات متتابعة تبلور إنسانية قائد ملهم وتبعث رسائل أمل وطمأنينة وسكينة في قلوب الأشقاء في السودان، وتجسد قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث.
كما تؤكد من خلالها الإمارات وقيادتها الرشيدة أنها ستبقى على الدوام بمقدمة الدول في تقديم المساعدات الإنسانية لشعوب العالم كافة، وأن الدعم الإنساني الإماراتي مستمر ولن يتوقف وستواصل الإمارات وقوفها إلى جانب الشعب السوداني.
توجيهات جاءت محملة برسائل إنسانية راقية ومبادئ سامية، تعكس تضامن دولة الإمارات وشعبها إلى جانب الشعب السوداني الشقيق في هذه الظروف الراهنة. كما تؤكد هذه المساعدات عمق وقوة العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين.
تهدف المساعدات الإغاثية إلى دعم الجهود السودانية وقدرات المؤسسات المعنية في احتواء التداعيات الإنسانية الناجمة عن السيول والفيضانات التي تعرضت لها مناطق واسعة في السودان.
وتندرج، كذلك، في إطار سياسة دولة الإمارات ورسالتها الإنسانية الحضارية، القائمة على مد يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية تخفف من معاناة تلك المجتمعات وتعزز تنميتها.
إغاثة عاجلة
وعقب توجيهات القيادة الإماراتية أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حملة إغاثة عاجلة للولايات المتضررة من السيول والأمطار في السودان.
ووصل إلى الخرطوم وفد من الهيئة برئاسة محمد خميس الكعبي مدير إدارة الكوارث بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبدأ التحرك الفوري على أكثر من مسار لتنفيذ توجيهات القيادة، ودعم وإغاثة الأشقاء.
ولسرعة إعانة المتضررين، قام الوفد عقب وصوله بتوقيع عقود مع شركات سودانية لتوريد أكثر من 150 طنا من المواد الغذائية ومواد الإيواء "خيام وأغطية ومشمعات" بجانب مواد طبية وصحية لإصحاح البيئة.
وبدأت الهيئة توزيع المساعدات في أكثر المناطق تضرراً من السيول والأمطار، حيث تم توزيع مساعدات في (4) مواقع بمحلية الخرطوم شملت كميات من الخيام والمواد الغذائية.
كما زار من وفد الهلال الأحمر الإماراتي ولاية نهر النيل لتقديم المساعدات للمتضررين، قبل أن يتوجه لولاية الجزيرة في حراك متسارع لدعم وإغاثة الأشقاء في السودان.
وتم حتى الآن توزيع كميات كبيرة من الاحتياجات الإنسانية التي تم توفيرها من الأسواق المحلية هناك.
سباق في الخير
وجنبا إلى جنب مع جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أطلقت هيئة الأعمال الخيرية العالمية الإماراتية حملة إغاثية مستمرة حتى الآن لمساعدة الشعب السوداني.
وأعلن الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي، رئيس مجلس أمناء هيئة الأعمال الخيرية العالمية الإماراتية، عن تقديم الهيئة مساعدات إنسانية للأسر النازحة في السودان بسبب السيول والفيضانات، بقيمة مليون درهم منذ بداية شهر أغسطس/آب.
وأكد النعيمي أن الهيئة كانت من أوائل الجهات الخيرية التي وصلت إلى المناطق المتضررة والمنكوبة، وأطلقت حملة إغاثية مستمرة حتى الآن لمساعدة الشعب السوداني الشقيق في مواجهة هذه الكارثة، ونفذت العديد من البرامج الإنسانية والعمليات الإغاثية، كتوفير الخيم والبطانيات وتوزيع الطرود الغذائية وتأمين المستلزمات الطبية الأساسية.
وبين أن الهيئة مستمرة في تقديم الاحتياجات الراهنة للمتضررين والتي تخفف من تداعيات الكارثة.
وزار وفد الهيئة السودان في العاشر من أغسطس/آب الجاري، برئاسة الدكتور خالد عبدالوهاب الخاجة، الأمين العام للهيئة، وذلك بالتنسيق مع مكاتبها في الخرطوم وكسلا؛ حيث تم إطلاق حملة إغاثية شاملة، لاقت دعماً كبيراً من المحسنين والمحسنات على أرض الإمارات.
وشهد السودان الفترة الماضية أمطارا غزيرة أدت إلى حدوث سيول وفيضانات شملت ولايات نهر النيل وشمال كردفان وسنار والجزيرة والنيل الأبيض وكسلا والقضارف.
وقال الناطق الرسمي باسم المجلس القومي للدفاع المدني في السودان العميد عبدالجليل عبدالرحيم، إن حجم الخسائر المادية والبشرية في جميع ولايات السودان المتأثرة بالفيضانات والسيول والأمطار، الجمعة، ارتفعت إلى 89 حالة وفاة و40 مصابا.
وأكد، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، انهيار 21 ألفا و221 منزلا بشكل كامل، وانهيار 31 ألفا و807 منازل بشكل جزئي، مضيفا: "الخسائر طالت 138 من مباني المرافق العامة والمنشآت الحيوية".