مثقفون إماراتيون: "اليوم الوطني" نقطة مفصلية في تاريخ الدولة
في مثل هذا اليوم، الثاني من ديسمبر من عام 1971، كانت البداية لدولة فرضت نفسها من الصحراء الساكنة، إلى محور إقليمي عالمي في شتّى المجالات
في مثل هذا اليوم، الثاني من ديسمبر من عام 1971، كانت البداية لدولة فرضت نفسها من الصحراء الساكنة، إلى محور إقليمي عالمي في شتّى المجالات، حيث يعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا في حياة قيادة وشعب الإمارات، يحتفى فيه بذكرى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، ونستعيد فيه تجربة وحدوية فريدة من نوعها، قادها بعزم وإخلاص المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، نقل فيها الشّتات من القبيلة إلى أسس الدولة الحديثة، كما قال رحمه الله "أعتقد أنّ الأمل في قيام دولة متحدة على أرض الخليج لم يكن أملنا فقط، بل أمل كل الدول العربية ،لأننا نؤمن بأن الاتحاد قوّة".
أما أن تحتشد مؤسسات الدولة والفاعليات الشعبية كاملة وبنفس الحماسة والزخم منذ 45 عاما، فهو ما يؤكد بالفعل أنها ليست تجربة شعارات، بل إنجازات في كل مقومات الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانسانية، والاستثمار على وجه الخصوص في الإنسان، وهذه المسيرة الظافرة ما زالت متّقدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإخوانه الحكّام شيوخ الإمارات، وهو ما يجب أن نتأمله طويلا، وإن فرحة اليوم الوطني للدولة، فرحة للوطن العربي أجمع، لأنها تعيد الثقة في قوة الفعل والإرادة، كفعل ما زال يقف بصلابة وثبات على حدّ منظومة: درع وسيف وقلم وطموح بلا سقف.
"بوابة العين" استطلعت آراء عدد من الكتّاب والمثقفين والفنانين الإماراتيين لإلقاء المزيد من الأضواء الكاشفة على قيمة وأهمية المناسبة التاريخية..
الصايغ: تعزيز مفهوم الثقافة الواعية
في البداية، قال الشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة إتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، أمين عام اتحاد الكتاب الأدباء العرب: نعم في هذا اليوم المجيد في تاريخنا الوطني تقف رموزنا الوطنية شاهدا علينا بأننا سنكمل مشوار البناء إلى أن يصل العمران قمته والإنسان إلى سمو غايته بعد أن قطعنا العهد لقيادتنا الحكيمة بأننا لن ندخر جهدا في تنفيذ الخطط والبرامج والمشروعات الاستراتيجية بعزيمة تعززها روح الاتحاد والولاء والانتماء الصادق لهذا الوطن المعطاء.
وأضاف: وإذ نجدد عهدنا ونؤكد عزيمتنا فإننا نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادتنا الحكيمة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، رافعين الأكف إلى الله متضرعين إليه أن يحمي بلادنا الإمارات من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويحفظ قيادتنا ويلهمها الحكمة في كل خطوة نحو بناء مستقبلنا الزاهي بإذن الله. وأكد الصايغ أن كل ما وصلت إليه ثقافتنا من رقي وعالمية كان بفضل خطط وإستراتيجيات القيادة في إيلاء الثقافة الجادة الرصينة جل الاهتمام وتقديم المزيد من الدعم، الذي نراه اليوم في مبدعينا، ومؤسساتنا ذات الصلة بالعمل الثقافي وصناعة الكتاب والنشر وغيرها من الشؤون التي تسهم في رفعة الإنسان ومعرفته لمواجهة التحديات.
المزروعي: نستذكر جهود المؤسيين
من جانبه، قال الدكتور راشد أحمد المزروعي، مدير مركز زايد للدراسات والبحوث بأبوظبي: إن الإمارات تحتفل باليوم الوطني الـ45 وهي تمتلك كل مقومات التطور والنمو وتحمل واحدة من أنجح التجارب الاتحادية في العالم والتي بنيت على نهضة شاملة وطموح وإنجازات بلا حدود، يرافقها تعايش وتسامح بين بشر من مختلف الثقافات والجغرافيات، ما يجعلنا نستذكر اليوم جهود المؤسسين الأوائل الذين صاغوا تطلعات الوطن والمواطن وجعلوه كيانا واحدا نحو أمل مستشرف.
الخالدي: مناسبة استثنائية
بدورها، أكدت الكاتبة والممثلة ملاك الخالدي، أن المناسبة تستحق الاعتزاز والفخر، لتركيزها على وشائج وحدة الشعب، وتحقيق الرفاه له في شتّى المجالات، وبخاصة الأمن والأمان، لذا وجب على الأمّة الرد بالولاء والانتماء للقيادة الرشيدة والوطن، ووجب علينا كأوصياء على الإبداع أن نقدّم ما يسمو بهذه الدولة الصغيرة في حجمها الكبيرة في قيمتها وإنجازاتها، ضمن سلسلة متصلة من النجاحات في تنفيذ استراتيجيات تنموية مبتكرة ومستدامة.
كرامة: نهضة حضارية
في السياق، أكد الكاتب صالح كرامة العامري أن أهم منجز حققته مسيرة الاتحاد هو تكريس مبدأ المساواة بين أبناء الإمارات سواء في الحقوق والواجبات لبناء الإحساس العميق بالعدالة الاجتماعية، أو الاستثمار في الانسان، باعتباره أساس أية عملية حضارية، لذا نعتز ونحن نحتفي بهذه المناسبة بالمنجزات العظيمة المتفردة التي تحققت في مجالات الإبداع والثقافة والفنون وبناء جيل واع مسؤول.
فاطمة الصايغ: الولاء للوطن
فيما قالت الأكاديمية د. فاطمة الصايغ، رئيس قسم التاريخ بجامعة الإمارات العربية المتحدة، إن هذه مناسبة عظيمة ليس فقط لإعلان الولاء للوطن، بل للأرض والقيادة الحكيمة، وكل ما هو جميل صنعته لنا بالمثابرة والاستراتيجيات المستشرفة، وأضافت أن مناسبة هذا العام نوعية، وغالية على قلب كل إمارتي ومقيم، لأن التجربة الوحدوية الأهم في عالمنا العربي ما زالت صامدة ونامية أمام تحديات العولمة، بل ومتعاظمة في مجالات التقنية وتطوير سياسة التعليم العالي وغيرها.
الحاي: إعجاز بشري
أما الكاتب والمخرج ناجي الحاي، فقال إن اليوم ترتفع رايات المجد عالية خفاقة احتفالا باليوم الوطني واحتفاء برموزنا الوطنية التي وضعت أسس النهضة الحضارية الشاملة، وصنعت معجزات النهوض التي تحققت في وقت قياسي تقصر العقول العادية عن استيعابه حيث لا مثيل لها في وقتنا الحاضر لا مقاربة ولا مقارنة؛ لأن الإنجاز الذي نعيشه في واقعنا اليوم "إعجاز بشري".
الهنوف محمد: تجديد العهد
وقالت الشاعرة ورئيس الهيئة الإدارية لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع دبي: اليوم الوطني هو نوع من التجديد للعهد، حيث مناسبة عظيمة تذكرنا بالميثاق الذي وقعناه كشعب مع القيادة الرشيدة أن تظل وحدتنا أبدية، وأضافت أنه لولا هذا البنيان العظيم من القيم الراسخة لما كان هذا الإنجاز الأضخم الذي نعيشه وجدانيا وثقافيا وأخلاقيا ومعنويا في كل لحظة من حياتنا التي ارتبطت بتراب هذا الوطن عشقا ومحبة.
غباش: شهدت تأسيس الاتحاد
وأكد الكاتب ورئيس جمعية الدراما في مؤسسة دبي للإعلام، عمر غباش، أن هذا الإنجاز لم يكن وليد المصادفة ولا تحصيل حاصل إنما كان نتاج روح الانتماء لهذا الوطن المعطاء والولاء لقيادتنا الحكيمة والالتزام بقيم العمل وتقاليد المجتمع وصفاء الوجدان الذي ثقفته روح التسامح والتعاون والتضامن والتكاتف والتلاحم الوطني والاجتماعي، وعبر عن سعادته بأنه كان من المحظوظين بحضور احتفالات تأسيس الدولة عام 1971، تلك اللحظة التاريخية التي لا تمحى من الذاكرة.
البريكي: أرض الكرامة
من جهته، وصف الشاعر ومدير بيت الشعر في الشارقة محمد البريكي، المناسبة باحتفال النصر الذي يتجسد على أرض الكرامة والعزّة والشرف، مضيفا أن الإمارات وصلت بفضل قيادتها الرشيدة إلى مراحل متقدمة من النمو والرخاء على جميع الصعد، وغدت دولة حق وتسامح وابتكار وسعادة ورفرف علمها في العالم بشموخ ونالت احترام الجميع، ولذلك فإن الاحتفال بهذا اليوم واستمراريته يعبر عن هذا الحب الكبير للأرض والقيادة وينمي روح المواطنة والحفاظ على الهوية لدى الأبناء.