يوم الشهيد الإماراتي.. ذكرى الفخر بالبطولات والتضحيات
"تضحياتهم أوسمة عز وكرامة.. وأرواحهم مشاعل تضيء الطريق للأجيال، وسيرتهم نماذج فخر في حب الوطن".. هكذا هم شهداء الإمارات.
وتهل ذكراهم العطرة في الـ30 من نوفمبر/تشرين الثاني كل عام، في "يوم الشهيد" الذي يعلي قيم التضحية والفداء وحب الوطن، ويبرز سمو ما قدموه فداء لأوطانهم ومن أجل الإنسانية.
- احتفاء إماراتي بيوم الشهيد.. مبادرات ومنظومة متكاملة لدعم أسرهم
- يوم الشهيد .. احتفاء إماراتي بقيم الولاء والانتماء
فمن الإمارات إلى البحرين مرورا باليمن والسعودية وأفغانستان، تظل تضحيات شهداء الإمارات تسطر أسمى آيات الفخر والاعتزاز.
وقدمت الإمارات -ولا تزال- كثيرا من خيرة أبنائها شهداء أثبتوا شجاعتهم وبسالتهم وقوة عزيمتهم في ميادين الحق والواجب، في سبيل غرس قيم إنسانية لا تحيد عنها أبدا في كل بقاع الأرض.
غرس الآباء
وليست التضحية أو الوفاء لذكرى من ضحوا بجديد بل هي شيم وعادات توارثها الإماراتيون أباً عن جد ولا غرابة في ذلك، وهم أبناء الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
فقد ربّى زايد الخير الأجيال تلو الأجيال على قيم ستبقى ما بقي علم دولة الإمارات خفاقا في الأفق، وهي قيم أصيلة لا تكلف فيها لنجدة كل ملهوف ورفع المعاناة عن كل محتاج.
وعلى خطاه جدد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، العهد مع شهداء الإمارات، مدنيين وعسكريين، بأن تظل تضحياتهم أوسمة عز وكرامة، وأن يظل أبناؤهم وأسرهم وذووهم أمانة في أعناق الإمارات، تتعهدهم بالرعاية، وتتولاهم الدولة بالعناية والمتابعة.
ووصف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، هذا اليوم بـ"مناسبة وطنية غالية تعزز في نفوسنا الفخر والعزة بصفوة من أبناء الإمارات الأوفياء، من العسكريين والمدنيين، الذين سطروا بدمائهم الزكية، في ميادين الشجاعة والشرف داخل الوطن وخارجه، أعظم ملاحم البطولة والفداء".
وأضاف "في هذا اليوم المشهود من أيام الإمارات، والمفعم بالدلالات العميقة والمعاني الكبيرة، تتوحد مشاعر المواطنين، كباراً وصغاراً، وتأتلف قلوبهم، مثلما تتشابك سواعدهم في ميادين العمل الوطني من أجل رفعة الإمارات وتقدمها وريادتها".
أول الشهداء
ويعيد اليوم للأذهان ذكرى أول شهيد لدولة الإمارات، وهو سالم سهيل خميس الدهماني، الذي استُشهد في مثل هذا اليوم من عام 1971 قبل أيام من إعلان تأسيس دولة الإمارات.
الشهيد كان يؤدي واجبه الوطني بالدفاع عن تراب وطنه، يقود مجموعة من قوات الشرطة الأبطال دافعوا بعزة وبسالة عن جزيرة طنب الكبرى ضد القوات الإيرانية.
وفي عام 1977 كان الموعد مع الشهيد الثاني لدولة الإمارات، وهو سيف سعيد بن غباش المري، الذي كان أول وزير دولة للشؤون الخارجية.
واغتالته رصاصات غاشمة خلال محاولة لاغتيال وزير الخارجية السوري آنذاك، عبدالحليم خدام.
وفي عام 2014، جاء الشهيد الملازم أول طارق الشحي ليسجل بدمائه ملحمة بطولة جديدة، يذهب عقبها شهيدا في حادث التفجير الإرهابي في منطقة الدية في البحرين، حيث كان يعمل ضمن قوة "أمواج الخليج" في مملكة البحرين، المنبثقة عن اتفاقية التعاون الأمني الخليجي المشترك.
بطولات الشهداء في اليمن
وسطر شهداء القوات المسلحة الإماراتية بطولات خالدة على امتداد التراب اليمني، من عدن إلى أبين جنوبا، ومن مأرب والمكلا شرقا إلى الحديدة غرب البلاد.
وروت دماء الملازم أول عبدالعزيز الكعبي الزكية تراب مديرية خور مكسر في عدن يوم 16 يوليو 2015، ليصبح أول شهداء التحالف العربي في عاصفة الحزم.
وفي يوليو/تموز 2015، استُشهد الملازم أول عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي (24 عاما)، ابن منطقة الفوعة في مدينة العين، في أثناء تأديته واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية "إعادة الأمل" للتحالف العربي، لدعم الحكومة الشرعية في اليمن.
وفي أغسطس/آب 2015، نعت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية 3 من جنودها البواسل، هم: الشهيد العريف أول جمعة جوهر جمعة الحمادي، والشهيد العريف أول خالد محمد عبدالله الشحي، والشهيد العريف أول فاهم سعيد أحمد الحبسي، الذين قدموا أرواحهم فداءً للواجب الوطني، ضمن القوات الإماراتية المشاركة في عملية "إعادة الأمل" لدعم الشرعية في اليمن.
نصب الشهداء
وفي 6 ديسمبر/كانون الأول عام 2016 شمخت واحة الكرامة بأبوظبي، لتحتضن "نصب الشهداء" في تعبير عن المحبة والتقدير اللذين تكنّهما دولة الإمارات وشعبها لأرواح الشهداء.
ويتكون "نصب الشهداء" من 31 لوحا من ألواح الألومنيوم الضخمة التي يستند كل منها على الآخر كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن.
واستشهد في ديسمبر/كانون الثاني أيضا العريف أول طارق حسين حسن البلوشي، الذي ارتقى خلال أداء واجبه الوطني في منطقة نجران بالسعودية ضمن مشاركة الإمارات في تحالف دعم الشرعية باليمن.
شهداء الإنسانية
ومن ميادين القتال إلى دبلوماسية الخير، قدمت الإمارات مجموعة جديدة من الشهداء في يناير/كانون الثاني 2017.
وطالت يد الإرهاب الغاشمة 5 دبلوماسيين أثناء تنفيذهم مجموعة من المهام الإنسانية والخيرية والتنموية في إقليم قندهار جنوب أفغانستان، قبل أن يلحق بهم في فبراير/شباط من العام ذاته جمعة عبدالله الكعبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية أفغانستان، سفير شهداء الإنسانية، متأثرا بجراح أصيب بها في التفجير الإرهابي.
وتعد الإمارات دائما في طليعة الدول المكافحة للعنف وثقافة الكراهية، وأول دولة تخصص وزارة للتسامح، ورغم الحادث الإرهابي فإنها قيادة وشعباً أكدت عزمها على استكمال مسيرة الخير والعطاء.
aXA6IDMuMTQ0LjkyLjE2NSA=
جزيرة ام اند امز