وهنا يفترض السياق الإشارة إلى السياسات التخريبية الفعلية التي تنتهجها الدولة التركية عبر ممارسة البلطجة العلنية والقرصنة برا وبحراً
تواجه منطقتنا العربية راهناً قضية خطيرة لا سابقة لها في تاريخنا الجيوسياسي، تتمثل في التهديد الخارجي السافر من قبل قوتين إقليميتين خارجتين على قانون العلاقات الدولية ومواثيق وقرارات الأمم المتحدة، تتحكم في الأولى نزعات نفسية غير متوازنة لدكتاتور صاحب شخصية موتورة، منفصلة عن الواقع، منكرة له، تعيش حلم استعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية، بينما تُدير القوة الثانية دولة داخل الدولة بأوامر الحرس الثوري وقيادة الولي الفقيه، الحالم بدوره باستعادة أمجاد إمبراطورية الفرس والدولة الصفوية البائدة.
لا يتسع المجال هنا لذكر السياسات التخريبية الداخلية لنظام أردوغان الذي طغى في الأرض وأفسد حتى بات مهددا لكيان الجمهورية التركية المتعددة الأعراق والثقافات.
ومع استعراضنا مراراً وتكراراً لهذا التهديد وأولوية مواجهته عالمياً من قبل كل قوى الخير والإنسانية، إلا أنه من الواجب التأكيد على ما لدى دولة الإمارات من نقاط قوة في مواجهة الصلف المتمثل في السياسة العدوانية التي تنتهجها القوتان الإقليميتان تجاه دولتنا وحلفائنا، والبارز مؤخراً وليس أخيراً، في الادعاء الباطل للمندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سنيرلي أنّ الإمارات مارست سياسات "تخريبية" من أجل قمع الحركات الديمقراطية في المنطقة.
وهنا يفترض السياق الإشارة إلى السياسات التخريبية الفعلية التي تنتهجها الدولة التركية عبر ممارسة البلطجة العلنية والقرصنة برا وبحراً، أليس لقاء الرئيس التركي مع محافظ البنك المركزي الليبي قرصنة وابتزازاً وسرقة مفضوحة لأموال الشعب الليبي؟ وكذلك التنقيب التركي عن النفط الليبي في المياه الإقليمية الليبية، وكذلك التواجد العسكري وإمدادات السلاح التركية لصالح السراج؟، وكذلك الزيارات الخاطفة للرئيس التركي إلى قطر لاقتطاع نصيبه من موارد وخيرات هذا البلد الشقيق المخطوف؟، وتسخير موارد الشعب القطري لصالح التنظيم العالمي للإخوان بقيادة تركية؟، وكذلك الغزو العسكري التركي والاحتلال المباشر لأراضي الدولتين العربيتين الشقيقتين العراق وسوريا؟ وكذلك احتكار تركيا لمياه نهري الفرات ودجلة وحرمان العراق وسوريا منها؟.
كل ما سبق ذكره، هو غيض من فيض السياسات التركية التخريبية في المنطقة العربية يا سعادة المندوب التركي الدائم، ولا يتسع المجال هنا لذكر السياسات التخريبية الداخلية لنظام أردوغان الذي طغى في الأرض وأفسد حتى بات مهددا لكيان الجمهورية التركية المتعددة الأعراق والثقافات، كما لا يتسع المجال لذكر السياسات التخريبية الدولية في نطاق حلف الناتو الذي يفترض أن تُعامل تركيا دوله معاملة الحليف، وفي المقابل تقوم بتعريض جيوش دوله وقواتها للخطر المباشر، ومن ذلك ما حدث مؤخراً من عمل عدواني للغاية من قبل زوارق تركية ضد سفينة فرنسية تشارك في مهمة للحلف الأطلسي في البحر المتوسط.
إنّ السياسات التي تمارسها دولة الإمارات يا سعادة المندوب العثماني هي التالية، باختصار شديد: قوة ناعمة مؤثرة داعمة للخير مرشحة بجدارة وبإجماع دولي لعضويات الأمم المتحدة من مجلس الأمن إلى اليونيسكو وغيرها، قيادة رشيدة همها سعادة شعبها ورفاهه، حكيمة في علاقاتها الدولية، تجنح للسلم وتعمل على تعزيزه بين ألد الخصوم، ولك أن تعتبر من اتفاقيات الرياض والحوار اليمني، ودعوة مصر للحوار الليبي، وقبلها مصالحة إثيوبيا وأرتيريا، وجهود استعادة سوريا والعراق إلى الحاضنة العربية، إن الإمارات فوق كل ذلك تمتلك القوة الجيواستراتيجية للدفاع عن مصالحها، بل عن مصالح العرب، ورد الخطر عنهم في ظل ضعفهم المؤقت، وتحفيزاً لوحدتهم وتضامنهم، ونقطة على السطر.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة