خبراء: تركيا مستمرة في تهجير سكان المناطق الآمنة بليبيا
خبراء ليبيون أكدوا أن توغل المليشيات في المناطق الآمنة ومهاجمتها لها تحت غطاء حكومة الوفاق كان بتخطيط المستشارين العسكريين الأتراك.
حذر خبراء ليبيون من استمرار تركيا في تهجير العائلات من المناطق الآمنة البعيدة عن المواجهات العسكرية بين الجيش الوطني ومرتزقة حكومة الوفاق غير الشرعية.
وقال الخبراء لـ"العين الإخبارية" إن التدخل العسكري التركي في ليبيا أنهك الدولة وزاد من معاناة أبناء هذا البلد وهدد مستقبلهم.
ويرى الخبراء أن توغل المليشيات في تلك المناطق ومهاجمتها تحت غطاء حكومة الوفاق كان بتخطيط المستشارين العسكريين الأتراك.
وبعد انسحاب قوات الجيش الليبي من كامل المنطقة الغربية في البلاد تحركت مليشيات الوفاق تحت غطاء جوي تركي لمهاجمة مدن ترهونة وبني وليد والشويرف.
وتسببت تركيا في تهجير نحو 18 ألف فرد من هذه المناطق في الأيام الأولى بحسب بعض التقديرات، فيما أشارت تقديرات لمراصد ليبية إلى أن النازحين من تلك المناطق تجاوزوا 25 ألفاً.
ووثقت "العين الإخبارية" عبر تقاريرها عشرات الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون في تلك المناطق المتاخمة للعاصمة طرابلس.
إهلاك الحرث والنسل
المحلل السياسي الليبي عبدالسلام الترهوني أكد أن جميع المناطق على حدود العاصمة طرابلس كانت تعيش في أمان ومحمية من قبل قوات الجيش الوطني حتى تقدمت إليها المليشيات التركية التي أهلكت الحرث والنسل.
وأضاف الترهوني لـ"العين الإخبارية" أن الأتراك هم من سهلوا للمليشيات والمرتزقة ارتكاب جرائم مختلفة بتوفيرهم غطاء جويا لهم لمهاجمة مدينة ترهونة.
وأكد أن مرتزقة أردوغان انتقموا من المدن التي دخلوها لحقدهم عليها ولمساندتها في وقت سابق للجيش الليبي، متهماً المليشيات بتنفيذ جرائم في حق المدنيين والممتلكات وإحراق المزارع وقتل المواشي وإضرام النيران في المقابر.
واختتم الترهوني أن أعمال الأتراك الانتقامية من الليبيين كان نتيجة خسائرهم الفادحة في مواجهة الجيش الوطني الذي وجه لهم ضربات قاسمة في معاركه ضدهم على حدود العاصمة.
تكرار جرائم سوريا
الخبير العسكري الليبي المقدم جبريل محمد تحدث بدوره عن افتقاد المرتزقة للعقيدة العسكرية القاضية "بتجنب الإضرار بالمدنيين تحت أي عذر"، مؤكداً أنهم زادوا فيها على جرائمهم في سوريا والعراق.
وأضاف الخبير العسكري لـ"العين الإخبارية" أن الأسلوب الهمجي الذي أظهروه في دير الزور السورية تكرر مجددًا في ترهونة بنفس أساليب الانتقام من المدن الرافضة للهيمنة التركية.
وأوضح أن هذه السياسة يقصد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي زرع الرعب في قلوب المدن والمناطق الأخرى الداعمة لمشروع التحرر الليبي الذي تقوده القيادة العامة للجيش الوطني.
ولفت الخبير العسكري إلى أن المستشارين الأتراك عديمي الإنسانية لم يحققوا أي تقدم إلا بعد انسحاب الجيش الليبي، موضحاً أنهم سمحوا لمرتزقتهم بأن يصبوا جام غضبهم على المدنيين.
جرائم حرب
ومن جانبه، يرى الحقوقي الليبي محمد صالح جبريل اللافي أن تركيا ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية في ترهونة، مطالباً بمحاسبتها محليا ودوليا.
وأوضح اللافي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن جرائم تصفية الأسرى والمصابين والاختطاف على الهوية والقتل العشوائي، وسرقة الممتلكات وقتل ذوي الاحتياجات الخاصة، وتدمير الممتلكات وحرق المقابر، جميعها جرائم انتقامية تصنف كجرائم حرب.
وحمّل اللافي تركيا المسؤولية الجنائية كاملة عن هذه الجرائم سواء بالتخطيط والأمر بتنفيذها أو العلم بها وتجاهل الأمر بوقفها والتحقيق بشأنها.
وأضاف أن ذوي المتضررين لن يقبلوا بتعويضات عن هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، ولا تسقط بالتنازل باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، وأن هنالك العديد من المذكرات والدعاوى القضائية التي رفعها الليبيون داخليا ضد تركيا، ويجري التنسيق لتقديمها لجهات دولية، من خلال ممثلين من ذوي المجني عليهم وشيوخ القبائل.
ومنذ دخول مليشيات السراج إلى مدينة ترهونة بعد سحب قوات الجيش الليبي منها تنفيذا لتعهدات تحت ضغوط دولية للاستمرار في محادثات لجنة 5+5 العسكرية المنبثقة عن مؤتمر برلين يناير/كانون الثاني الماضي، ارتكبت المليشيات والمرتزقة السوريون عدة جرائم منذ دخولها إلى قلب مدينة ترهونة الليبية عدة جرائم ضد المدنيين وممتلكاتهم.
وقامت المجوعات المسلحة بعدة أعمال انتقامية ضد المدنيين الداعمين للجيش الوطني، فحسب إفادات شهود عيان أحرقت المليشيات مزارع الزيتون واعتدت على المنازل والمحال التجارية وسرقت الممتلكات، وأجبرت الانتهاكات المتتالية مئات الأسر إلى ترك منازلهم والنزوح شرقا باتجاه مدن إجدابيا وبنغازي.
كما قامت المليشيات بعمليات تصفية لعدد من أهالي ترهونة الرافضين للخروج من المدينة والمتمسكين بمنازلهم وسرقت محتوياتها.
وخرجت العديد من المظاهرات السلمية الرافضة للتدخل التركي العسكري في ليبيا واصفة إياه بـ"الاحتلال" في العديد من المدن مثل بنغازي والبيضاء وإجدابيا وغيرها، مؤكدة دعمها للجيش الوطني وتمسكها بالحرب على الإرهاب ودعمه.
aXA6IDM1LjE3MS4xNjQuNzcg جزيرة ام اند امز