خبراء ليبيون: أردوغان يمارس الخداع ويواصل حشد المرتزقة
خبراء ليبيون يؤكدون أن تركيا تسعى للتحرك عبر خطة خداعية للهجوم على سرت والجفرة وأنها تحشد فعليا بتجاه المعركة
تتعالى في الفترة الأخيرة التصريحات التركية المستمرة المطالبة بتحرك عسكري باتجاه مدينتي سرت والجفرة الليبيتين، رغم الدعوات الدولية المتواترة لوقف إطلاق النار.
كما تتزايد التجهيزات التركية لاقتحام المدينتين الليبييتين، من خلال الدعم العسكري بالعتاد والمرتزقة السوريين، التي تؤكد المصادر استمرار تدفقهما على البلد الذي يعاني منذ ٢٠١١ من الحرب، ومحظور عليها استيراد السلاح.
كما حاولت تركيا الضغط بإرسال عدد من السيارات العسكرية للاستطلاع واختبار ردة الفعل العسكرية في المناطق القريبة من سرت والجفرة التي تجاوزت النقاط المنصوص عليها، ما دفع سلاح الجو الليبي لاستهدافهم.
ويرى خبراء ليبيون أن تركيا تسعى للتحرك عبر خطة خداعية للهجوم، بإظهار قبولها الشكلي لمبادرات وقف إطلاق النار في حين أنها تحشد فعليا بتجاه المعركة، من خلال إرسال المزيد من العتاد العسكري، والمرتزقة السوريين.
وتابع الخبراء، أن تركيا تحاول تقوية وتثبيت وجودا في ليبيا على اعتبار أن ذلك ثمن المعركة التي جاءت لأجله بإنشاء قواعد عسكرية جوية وبحرية، ثم ستتجه في النهاية نحو مقدرات الدولة الليبية من نفط وغاز شرقي سرت.
ويرى محمد الترهوني، المحلل العسكري الليبي، أن تركيا تسعى للتحرك عبر خطة خداعية للهجوم، بإظهار قبولها الشكلي لمبادرات وقف إطلاق النار في حين أنها تحشد فعليا بتجاه المعركة العسكرية ففضلا عن إرسال المزيد من العتاد العسكري، والمرتزقة السوريين، تحاول إنشاء المزيد من القواعد العسكرية.
وتابع الترهوني في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن تركيا تعمل على استغلال بقايا القواعد والمطارات العسكرية الليبي وتحويلها لقواعد تركيا في الوطية ومصراتة ومعيتيقة وبوستة.
وأشار إلى أن تركيا غيرت مؤخرا من طريقتها المعهودة في التسرع في المجازفة العسكرية بالمرتزقة، مصحوبة بالطيران المسير، إلا أنها أدركت فشلها في ذلك، في محاولتها يوم 6 يونيو/ حزيران الماضي في الهجوم على سرت، ولذلك تسعى لاستخدام استراتيجية جديدة.
ونوه إلى أن تركيا قد تتجه إلى مناطق أخرى غير سرت والجفرة من المحتمل أن تكون في الجنوب الليبي، خشية الصدام مع الجيش الليبي وداعميه، وللبحث عن النفط في دروب صحراء الجنوب.
واعتبر المحلل الليبي أن تركيا في موقف حرج بعد الدعوات المستمرة لوقف اطلاق النار قرب سرت والجفرة إلا أنها وإن اظهرت نوعا من المهادنة فإنها بالتاكيد ستحاول قريبا الهجوم على المدينتين وسيكون مصثره كسابقه لعدة أسباب عسكرية ودولية.
واختتم ان منظومات الدفاع الجوي في المدينتين وسحب قوات الجيش من محيط طرابلس إلى سرت والجفرة ومناطق اخرى والدعم الدولي للجيش الليبي ضد الغزو التركي سيجعل الأتراك يغيرون حتما من استرتيجياتهم القتالية القديمة.
ويرى عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي أن الأتراك أحسوا حقيقة خطورة الموقف الحالي والاشتباك العسكري فهم سيواجهون الجيش الليبي وفي ظهره جمهوية مصر العربية وخلف مصر تقف الأمة العربية كاملة.
وأضاف السعيدي أن هذا الأمر دفعهم إلى حالة قريبة من الجمود الناتج عن الفشل على الجبهتين العسكرية والسياسية حتى وإن شهدت المناطق بين سرت والجفرة ومصراتة بعض المناوشات التي تنتهي بفرار مرتزقة أردوغان، أو استهدافهم.
وأكد البرلماني الليبي أن موقف مصر القوي كحليف لليبيين منذ قرابة قرن من الزمن ألجمت الطمع التركي الآن ووضعت له حد، الأمر الذي دفع أردوغان للعودة خطوة للخلف بعد أن عزم مرتزقته على مهاجمة الحقول و المواني النفطية.
ولم يستبعد السعيدي أن تلجأ تركية في وقت ما للخيار العسكري وتهاجم تمركزات الجيش الليبي في الجفرة وسرت ولذلك تقوي صفوفها، مؤكدا أن ذلك إن حدث فهذا يعني أن أردوغان لا يحتكم إلا للقوة و بالقوة ستتم هزيمته.
وأشار إلى أن الموقف الدولي ليس في صالح أردوغان خاصة أن الخارجية الفرنسية ماضية في إدانة التدخلات التركية وأن اجتماع وزراء خاريجية الاتحاد الأوروبي القادم سيصدر عنه مجموعة من القرارات المزعجة لأردوغان.
من جانبه، يرى الرائد محمد حسن الخبير العسكري الليبي أن اردوغان استدرك أخطار تقدم قواته اتجاه المناطق المفتوحة والتي سيكون العامل الحاسم فيها لمن يسيطر على الجو في إشارة لقدرة الجيش الليبي على سحق المليشيات في المنطقة الصحراوية.
وأضاف حسن لـ"العين الاخبارية" أن المرتزقة حاولوا التقدم باتجاه سرت في 6 يونيو/حزيران الماضي وتعرضت طليعتهم للإبادة في الصحراء من قبل قوات الجيش الليبي وعند محاولتهم التقدم مرة أخرى ظهر عليها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وحذرهم من محاولة المساس بالأمن القومي المصري.
وأكد الخبير العسكري الليبي أن تذبذب التحركات العسكرية التركية جاء نتيجة للتأييد الكامل الذي تحصل عليه الجيش الوطني الليبي من جامعة الدول العربية في حربه ضد الإرهاب بالإضافة لتخوفهم الشديد من أي إجراء قد تقدم عليه جمهوية مصر العربية للدفاع عن أمنها القومي.
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مؤخرا، أن أي تدخل من الجانب المصري في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية، خاصة مع مواصلة دول خارجية تسليح مليشيات متطرفة، مشيرا إلى أن سرت والجفرة خط أحمر، وأن جاهزية القوات المصرية للقتال صارت أمرا ضروريا.
وأضاف: "كنا ولا نزال حريصون على دعم كافة جهود التوصل لتسوية شاملة للأزمة، وطالبنا بوضع حد للتدخلات الخارجية غير الشرعية، ونعمل على دعم جهود الأمم المتحدة المبذولة لتسوية الأزمة".
وأوضح الرئيس المصري بأن سيطرة القوى الخارجية على قرار أحد أطراف النزاع في ليبيا لم يسمح بتنفيذ وقف إطلاق النار، ويجب سحب كل القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا وحل "الميليشيات المسلحة".
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA=
جزيرة ام اند امز