مصادر: زيارة تركيا العسكرية لليبيا لإحياء مشروع إرهابي قطري
ربطت مصادر أمنية ليبية بين زيارة العسكريين الأتراك لطرابلس الجمعة بزيارة أردوغان للدوحة الخميس ودعوة تمكين الحرس الرئاسي من العاصمة
ربطت مصادر أمنية ليبية بين زيارة عسكريين أتراك للعاصمة الليبية طرابلس، الجمعة، بزيارة الرئيس التركي رجب أردوغان لقطر، الخميس، ضمن مخطط تخريبي واحد يستهدف ليبيا.
وأوضحت المصادر نفسها لـ"العين الإخبارية"، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، أن الزيارة تهدف إلى الإسراع بتفعيل وتمكين ما يعرف بـ"جهاز الحرس الرئاسي" من السيطرة على غرب ليبيا.
و"الحرس الرئاسي" هو كيان عسكري اقترحه رئيس حكومة الوفاق غير الدستورية، فايز السراج، الأربعاء، ليتولى المسؤولية الأمنية في طرابلس بعد تفكيك المليشيات، حسب زعمه، لكن خبراء عسكريين ليبيين اعتبروا الكيان المقترح سيكون هو نفسه "الحرس الوطني" الذي يديره الإرهابي خالد الشريف، ويسيطر على المفاصل الحيوية في العاصمة الليبية.
والجمعة، زار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس أركان الجيش التركي، يشار غولر، العاصمة طرابلس للقاء مسؤولين بحكومة الوفاق.
الزيارة رافقها تصريح علني للرئيس التركي أردوغان أكد فيه استمراره في التعاون مع حكومة الوفاق برئاسة السراج،
تصريح أردوغان بدوره جاء بعد ساعات من عودته من زيارة إلى الدوحة التقى خلالها بأمير قطر، تميم بن حمد، وعقد معه اجتماعا مغلقًا استمر لساعات.
وكشفت المصادر الأمنية الليبية، أن زيارة العسكريين الأتراك تأتي للإسراع بتفعيل "الحرس الرئاسي" التفافا على القرارات والمساعي الدولية التي تنادي بحل المليشيات وسحب المرتزقة الأجانب من ليبيا، والتي أكدت عليها الخارجية الأمريكية مؤخرا خلال اجتماعها مع حكومة السراج.
ولفتت المصادر الليبية إلى أن "الحرس الرئاسي" المقترح من فايز السراج ما هو إلا إحياء للمسعى المليشياوي القطري الدائم في ليبيا منذ عام 2011، مرجحة أن يكون اجتماع أردوغان بتميم في الدوحة، الخميس، وزيارة العسكريين الأتراك، الجمعة، إلى طرابلس بهذا الخصوص.
وسعت قطر منذ فبراير 2011 إلى تشكيل مليشيات إرهابية مسلحة لتكون ذراع تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، واتخذت في سبيل ذلك عدة طرق لتكوين جيش من الارهابيين تحت أغطية وحجج متعددة.
وعقب الإطاحة بنظام القذافي، طرحت قطر على المجلس الانتقالي، الذي تولى حكم البلاد حينها، بقيادة مصطفى عبد الجليل، تشكيل جهاز أمني تحت اسم "الحرس الوطني"، وذلك على غرار الحرس الثوري الإيراني.
وانفردت "العين الإخبارية" بنشر وثيقة تخصيص أموال لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، إضافة إلى تشكيل مليشيات مسلحة والسعي لنشر الإرهاب في ليبيا
وفي تفسير تحركات تنظيم الإخوان الإرهابي في هذا الإطار، يرى محللون أن إحدى الميكانيزمات الحديثة التي استخدمها تنظيم الإخوان خاصة في ليبيا منذ 2011 هي العمل في خطوط متوازية وأحيانا متقاطعة تبدو في ظاهرها متصادمة لكن يكمن تحتها هدف خاص تريد إخفاؤه وتخلق له البيئة المناسبة لنموه بعيدا عن الرصد الذي يكون صعبا في هذه الحالة الضبابية.
وفي هذا الأطار جاءت الدعوة لـ"جهاز الحرس الوطني"، مختبئا تحت عدة طبقات ووسط عدة كيانات مسلحة في ظل فوضى سلاح سيطرت على المشهد الليبي منذ 2011.
وعملت قطر على إنشاء "جهاز الحرس الوطني" على غرار الحرس الثوري الإيراني ليكون الذراع المسلحة الحقيقية لتنظيم الإخوان في ليبيا وشمال أفريقيا، ولاستهداف أمن مصر بوجه خاص.
المخطط القطري منذ 2011
وللعودة لبداية الفكرة استعرضت المصادر الأمنية الليبية القصة الكاملة لهذا الكيان المزعوم الذي تسعى قطر وتركيا وحكومة الوفاق إلى تأسيسه والمسمى "الحرس الرئاسي" باعتباره نسخة معدلة من "الحرس الوطني"
وأوضحت المصادر أنه قبيل فبراير/شباط 2011 كانت هناك مجموعة إرهابية كامنة وجاهزة تابعة للجماعة الليبية المقاتلة الموالية لتنظيم القاعدة، وهي مدربة ومعظم عناصرها شاركوا في حروب بأفغانستان، وبعضهم تلقى تدريبات في السودان وموريتانيا ومالي وغيرها منهم عبد الحكيم بلحاج وخالد الشريف وسامي الساعدي وعادل المطردي وشعبان هدية وعبد الحكيم الحصادي وفوزي بو كتف وآخرين.
بداية المخطط القطري كانت في الفترة من مارس إلى يوليو 2011 حين أشرفت مجموعة قطرية استخباراتية على تدريبات شبه علنية لما أطلق عليهم "الثوار" في مناطق بالقرب من طبرق في إطار دعم وتدريب وتسليح الثوار بينما كان يقوم في الخفاء الإرهابي عادل المطردي وبمعرفة المخابرات القطرية بفرز عناصر جديدة لضمها وذلك من خلال التدريبات واللقاءات الخاصة على خطوط التماس مع القوات الليبية وقتها ومن يقع عليه الاختيار ويوثق في ولائه وتعتمده المخابرات القطرية يتم ارساله إلى الارهابي فوزي بو كتف .
وحين أدرك رئيس أركان الجيش الليبي حينها، اللواء عبد الفتاح يونس، تم التخلص منه و جاء الإرهابيان بلحاج وخالد الشريف إلى بنغازي والتقيا فوزي بوكتف الذي كان قد كون مجموعة أطلق عليها "تجمع سرايا الثوار"، ومن ثم شرعت قطر في فرض "جهاز الحرس الوطني" على المجلس الانتقالي، وقوبل برفض كبير من أعضاء المجلس فتم تأجيل الموضوع، وانتقلت التجربة إلى غرب ليبيا بعد مقتل القذافي.
وعقب تولي "المؤتمر الوطني" الذي سيطر عليه تنظيم الإخوان المسؤولية في 2012 تم تأسيس "جهاز الحرس الوطني" سرا بعدد يقارب 3 آلاف عنصر، وتم تنصيب الإرهابي خالد الشريف عليه، وبإشراف مباشر من الإرهابيين عبد الحكيم بلحاج وعبد الوهاب قايد ونوري بو سهمين وسامي الساعدي.
وفي كل مراحل الصراع والصدام في طرابلس ظل هذا الجهاز حريصا على التخفي لكن كان تدخله حاسم في بعض المواقع مثل صبراته وصرمان وترهونة.
وبقي هذا الجهاز بعيدا عن التجاذبات و المواقف والمناطق غير الاستراتيجية لكنه كان بالأساس يحكم سجن الهضبة الذي به اعضاء النظام السابق إضافة إلى تأمين مكتب قناة الجزيرة بطريق الشط وقناة النبأ في منطقة زناتة وسط طرابلس ومسقط رأس بلحاج إضافة إلى تأمين حكومة الإنقاذ التي يأتمر لأوامرها حتى الآن
وبقي هذا الجهاز فاعلا في الخفاء يتلقى تمويلا مباشرا من قطر ويحرك بعض الميليشيات داخل طرابلس من بعيد وعلى اختلاف توجهاتها وأهدافها فهو استفاد منها استمرار الفوضى حتى يكتمل سلاحه إضافة إلى استفادته المادية من أنشطتها المختلفة كما حرص هذا الجهاز على إيجاد تمويلات خاصة بعيدة عن الرصد من خلال سرقات البنوك والخطف وطلب الفدية وتهريب النفط المسروق.