18 انفرادا في قطاع الفضاء.. إنجازات إماراتية تنير تاريخ الإنسانية
مع انطلاق أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، الإثنين، تكون الإمارات قد أضافت إنجازا تاريخيا جديدا غير مسبوق عربيا.
إنجاز تاريخي جديد في قطاع الفضاء، تعزز به الإمارات ريادتها عالميا، وانفراداتها عربيا، من خلال إنجازات تستلهم عبرها أمجاد الماضي لاستعادة العصر الذهبي للحضارة العربية والإسلامية.
إنجازات يسجلها تاريخ الإنسانية بأحرف من نور لمساهمتها في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية، والإسهام في بناء مستقبل أفضل للعرب والبشرية جمعاء.
وينطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، الإثنين، في أول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية، تستمر 6 أشهر يجري خلالها أكثر من 19 تجربة علمية مهمة.
وبالتزامن مع انطلاق النيادي، يواصل المستكشف راشد رحلته إلى سطح القمر المقرر أن يصله في أبريل/ نيسان المقبل، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
إنجازان غير مسبوقين عربيا ترفع بهما الإمارات عدد إنجازاتها في هذا القطاع إلى 18 انفرادا أضحت مصدر إلهام، لتحفيز وتشجيع العرب على تحقيق نقلة نوعية في اهتماماتهم وإطلاق العنان لطموحاتهم للتفوق في مجالات ظلت لعقود حكرا على الدول المتقدمة.
إنجازات لم تكن وليد صدفة وإنما كانت نتيجة عمل دؤوب وخطط طموحة وقيادة داعمة لها بداية من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ووصولا للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الذي أعرب عن ثقته بقدرة شباب الوطن للوصول لآفاق علمية جديدة تعزز ريادة دولة الإمارات في مجالات الفضاء، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي أكد أن "المراحل المقبلة في قطاع الفضاء الإماراتي ستكون عالمية واعدة".
وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان سبّاقاً في رؤيته التي رسخت أرضاً صلبة للنجاحات الحالية في قطاع الفضاء، وذلك حينما اجتمع مع مسؤولي رحلة أبولو 15 من وكالة ناسا في عام 1974.. لقاء كان حافزاً لتوجيه اهتمام الإمارات بالفضاء، ما أدى إلى بداية قطاع وطني لاحقاً، عبر تأسيس شركة الثريا للاتصالات في 1997، وشركة الياه للاتصالات الفضائية "ياه سات" عام 2007.
وبهدف تنظيم وتطوير القطاع الفضائي بالإمارات، شهد عام 2014 تأسيس وكالة الإمارات للفضاء، كأول وكالة عربية للفضاء، أعقب ذلك عام 2017 إطلاق البرنامج الوطني للفضاء والذي تضمن خطة لمئة عام بهدف بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول العام 2117، كما تم إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء لتأسيس البنية التحتية لقطاع الفضاء الإماراتي، وتأهيل رواد فضاء إماراتيين.
خلال زمن قياسي لا يتجاوز 9 سنوات من عام 2014 تاريخ إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، نجحت الإمارات في حجز مقعد لها على قائمة كبار صناع قطاع الفضاء العالمي، ورسخت موقعها كمرجع معرفي عالمي في استكشاف وعلوم الفضاء ومركز للبيانات التخصصية، لتؤكد الإمارات من جديد أنها صاحبة رسالة حضارية وإنسانية عالمية ومصدر إلهام.
لم تكتف الإمارات بتعزيز نجاحها وترسيخ مكانتها عالميا، بل أخذت على عاتقها نقل تجربتها الرائدة في مجال علوم الفضاء للدول العربية والخليجية، عبر مبادرة تأسيس أول "مجموعة عربية للتعاون الفضائي" في عام 2019 بهدف تشجيع وتفعيل التعاون العربي على صعيد الأنشطة الفضائية.
وشكلت تجربة الإمارات في مجال استكشاف الفضاء واحدة من أبرز قصص النجاح على المستويين العربي والإقليمي بالنظر لحجم الإنجازات التاريخية التي حققتها والمشاريع الاستثنائية التي أطلقتها خلال فترة وجيزة من الزمن.
9 سنوات حققت خلالها الإمارات إنجازات متتالية وانفرادات عربية ودولية متواصلة، كان أحدثها اليوم بانطلاق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، في أول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية.
في التقرير التالي ترصد "العين الإخبارية" أبرز 18 انفرادا إماراتيا في قطاع الفضاء، بعضها تحقق بالفعل، وبعضها تم الإعلان عنه وجار العمل على تنفيذه..
أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب
ينطلق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، اليوم الإثنين، في أول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية تستمر 6 أشهر يجري خلالها أكثر من 19 تجربة بحثية متقدمة في 10 مجالات مختلفة بالتعاون مع وكالة ناسا وشركاء آخرين وجامعات إماراتية مختارة.
وتعد هذه أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العربي وأول مهمة طويلة الأمد من قبل دولة غير شريكة لمحطة الفضاء الدولية، وستجعل الإمارات العربية المتحدة الدولة رقم 11 على مستوى العالم التي ترسل رواد فضاء في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية.
وتعد هذه ثاني مهمة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، بعد إطلاق أولى مهمة إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019.
مهمة جديدة تؤكد أن أهداف دولة الإمارات ليس لها حدود وطموحها كبير وأنها عضو فعال في استكشاف الفضاء، وجزء مهم من المجتمع العالمي في بحوث علوم الفضاء واستثمار تلك البحوث في خدمة الإنسانية.
"راشد" يتجه للقمر.. أول مستكشف إماراتي وعربي
وفيما يواصل النيادي مهمته العلمية في محطة الفضاء الدولية، سيكون العالم على موعد مع وصول المستكشف "راشد" إلى سطح القمر في أبريل/ نيسان المقبل، لتكون الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
وكانت الإمارات قد أطلقت في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي "المستكشف راشد" نحو سطح القمر بنجاح من قاعدة "كيب كانافيرال" الفضائية في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية على متن الصاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس"، في رحلة من المتوقع أن تستغرق 140 يوما ليصل إلى القمر في أبريل/ نيسان 2023.
وتهدف مهمة استكشاف القمر إلى إجراء اختبارات لدراسة جوانب مختلفة من سطح القمر، بما في ذلك التربة القمرية، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي القمري، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية، وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر.
وستسهم الاختبارات العلمية التي يجريها المستكشف راشد والذي تم بناؤه وتصميمه بجهود الخبراء والمهندسين الإماراتيين بنسبة 100% في إحداث تطورات نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات.
سنة مريخية لمسبار الأمل.. أول مسبار عربي وإسلامي
وخلال الشهر نفسه (أبريل/ نيسان 2023)، ستكون مهمة "مسبار الأمل" أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية قد أتمت سنة مريخية كاملة "687 يوماً أرضياً"، وهي المدة المحددة للمهمة، مع احتمالية تمديدها لسنة مريخية أخرى إذا تطلب الأمر ذلك، لجمع بيانات أشمل، وكشف المزيد من الأسرار عن الكوكب الأحمر.
وقبل أيام بدأ مسبار الأمل في الانتقال إلى مدار جديد يسمح برصد غير مسبوق للقمر "ديموس"، أصغر قمري المريخ، مع سلسلة من التحليقات القريبة من مداره بنحو 150 كيلومترا.
وفي 20 يونيو/ حزيران 2020 دخلت الإمارات رسميا السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي وذلك مع انطلاق مسبار الأمل الإماراتي إلى المريخ في رحلة تهدف إلى فهم التغيرات المناخية على الكوكب الأحمر، واكتشاف أسباب تآكل غلافه الجوي، وعدم وجود بيئة مناسبة للحياة على سطحه.
وبعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، وصل "مسبار الأمل" إلى الكوكب الأحمر في 9 فبراير/ شباط 2021، لتكون الإمارات أول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وقدم "مسبار الأمل" منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ أكثر من 1200 جيجابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، تعد مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة، تم إتاحتها مجاناً أمام المجتمع العلمي حول العالم.
حوار أبوظبي للفضاء
لاستثمار تلك الإنجازات التاريخية المتتالية من أجل مستقبل أفضل للبشرية، أطلقت الإمارات النسخة الأولى من حوار أبوظبي للفضاء يومي 5 و6 ديسمبر/كانون الأول 2022، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وبمشاركة عالمية رفيعة المستوى من قادة الدول النشطة في مجال الفضاء، ونخبة من الخبراء وأهم الشخصيات المؤثرة في القطاع حول العالم بهدف صياغة سياسات دولية جديدة في مجال الفضاء.
حدث هو الأول من نوعه في العالم التقت فيه الجهود المشتركة بين القطاعات المعنية بالفضاء كافة للخروج برؤية مشتركة وموحدة، لمواجهة تحديات القطاع وتوظيفه لتطوير مشاريع التنمية للعبور إلى مستقبل أفضل للبشرية.
واختتم الحوار بالتوصل لتوصيات ورؤى سيكون لها تأثير كبير في استدامة وتطوير قطاع الفضاء العالمي، وتنمية وتعزيز التعاون الدولي، وتبادل الخبرات والمعلومات والتكنولوجيا والتطبيقات الحديثة للاستخدامات السلمية للفضاء.
كما شهدت فعاليات حوار أبوظبي للفضاء توقيع وكالة الإمارات للفضاء 5 اتفاقيات ومذكرات تفاهم، تستهدف تعزيز التعاون في البحث العلمي واستكشاف الفضاء وتبادل المعارف، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الشراكات الدولية التي تصب في صالح خدمة مسيرة العلم والمعرفة.
إطلاق أول مشروع لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية
تنظيم "حوار أبو بي للفضاء" جاء بعد عدة شهور ، من الإعلان في 17 يوليو/تموز الماضي عن إطلاق البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية "سرب" لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية، والذي يعد أحد البرامج النوعية والأول عربياً في القطاع الفضائي.
وسيسهم البرنامج في رصد المتغيرات التي تطرأ على كوكب الأرض بسبب التغيرات المناخية والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للاستدامة البيئية والموارد على سطح الأرض.
وبالتزامن مع إطلاق البرنامج أعلنت الإمارات تأسيس صندوق استراتيجي متخصص لدعم قطاع الفضاء في دولة الإمارات قيمته 3 مليارات درهم، يعمل على توفير الموارد المالية وحوكمة إدارتها وبما يتواءم مع توجه دولة الإمارات نحو إيجاد حلول بديلة ومبتكرة لتمويل المشاريع وتنمية القطاع.
المريخ 2117.. نجاح "المهمة رقم 1"
وفي 3 يوليو/تموز من الشهر نفسه، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء انتهاء "المهمة رقم واحد" من مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء وتحقيق أهدافها بنجاح كبير، وذلك ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة "سيريوس 21" في روسيا والتي انطلقت 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 وامتدت 8 أشهر بهدف دراسة التأثيرات الطبية الحيوية والنفسية لدى البشر الناجمة عن العزلة في الفضاء بهدف المساعدة في التحضير لمهام استكشاف الفضاء طويلة المدى.
وشارك في أول مهمة إماراتية وعربية لمحاكاة الفضاء، الإماراتي صالح العامري من مركز محمد بن راشد للفضاء.
وتأتي مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في المهمة لدعم المجتمعات العلمية ومراكز الأبحاث محلياً وعالمياً حيث ستنعكس مخرجات المهمة إيجاباً على جهود البحث العلمي خاصة أن العامري أجرى 70 تجربة خلال مدة المهمة بينها 5 مشاركات من 4 جامعات إماراتية تغطي مجالات علم وظائف الأعضاء وعلم النفس وعلم الأحياء.
وتهدف دولة الإمارات من وراء هذه المهام إلى تحقيق رؤيتها الطموحة في عالم الفضاء الذي بات حيويا في هذا العصر، حتى تتمكن من بناء قواعد معرفية تخدم المجتمع.
كما تعد هذه الخطوات مهمة لدعم برنامج "المريخ 2117"، الساعي إلى تدشين مستوطنات للبشر على هذا الكوكب، ويدعم مهام رواد الفضاء في رحلاتهم إليه مستقبلا.
6 انفرادات خلال نحو 8 شهور فقط ترسخ بها الإمارات مكانتها كواحدة من أسرع دول العالم نمواً في استكشاف الفضاء.
تلك الانفرادات استبقها 12 انفرادا منذ تأسيس وكالة الإمارات للفضاء وهي:
وكالة الإمارات للفضاء.. الأولى عربيا
في عام 2014 تم إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وهي أول وكالة عربية يتم إنشاؤها بهدف تنظيم وتطوير صناعة الفضاء، ودعم ورعاية القطاع الفضائي بما يخدم مصالح الإمارات، وتشجيع وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية فيها، وتقديم المشورة في هذا المجال، وإقامة الشراكات الدولية في مجال القطاع الفضائي، والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني من خلال قطاع فضائي وطني متطور، ونشر الوعي بأهميته، وتنمية الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الفضاء.
البرنامج الإماراتي للفضاء.. الأول عربيا
أطلقت دولة الإمارات في عام 2017 البرنامج الوطني للفضاء، الأول عربيا، وتضمن إعداد رواد فضاء إماراتيين عبر "برنامج الإمارات لرواد الفضاء"، وخطة لمئة عام تهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول 2117، والوصول بمسبار الأمل الإماراتي إلى كوكب المريخ في عام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات.
خليفة سات.. أول قمر إماراتي وعربي 100%
أطلقت الإمارات في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 القمر الاصطناعي "خليفة سات"، الذي يعد أول قـمر اصطناعي إماراتي وعربي 100% من تصميم وتصنيع "مركز محمد بن راشد للفضاء"، وقد أشرف على تصميم القمر الذي يبلغ طوله مترين ووزنه 330 كيلوجراماً، 70 مهندساً إماراتياً، أعمارهم بين 27 و28 سنة.
وقبل أن ينتهي العام الجاري، من المقرر إطلاق القمر الصناعي الإماراتي MBZ-Sat، ثاني قمر اصطناعي إماراتي يبنيه ويطوره بالكامل فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد قمر "خليفة سات".
هزاع المنصوري.. أول رائد فضاء إماراتي
حققت الإمارات إنجازا تاريخيا على الصعيد العربي، في 26 سبتمبر/أيلول 2019، بعد أن وصل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول إماراتي وعربي تحط قدماه على تلك المحطة منذ إنشائها في عام 1998.
وقضى المنصوري 8 أيام على متن محطة الفضاء الدولية، في رحلة تاريخية أجرى خلالها 16 تجربة علمية.
قانون للفضاء.. أول قانون عربي وإسلامي
أصدرت الإمارات في أواخر عام 2019 القانون الخاص بتنظيم قطاع الفضاء الذي يعتبر القانون الأول من نوعه على المستوى العربي والإسلامي، ويهدف إلى خلق بيئة تشريعية وتنظيمية في القطاع الفضائي الإماراتي تنسجم مع القوانين والأنظمة الأخرى في دولة الإمارات، وتحترم المعاهدات الدولية.
مبادرة إماراتية.. أول مجموعة عربية للتعاون الفضائي
وفي مبادرة لنقل تجربتها الرائدة في مجال علوم الفضاء للدول العربية والخليجية، أطلقت دولة الإمارات عام 2019 مبادرة تأسيس "المجموعة العربية للتعاون الفضائي"، كأول تجمع عربي للتعاون الفضائي يتخذ من أبوظبي مقراً له، وتستهدف تشجيع وتفعيل التعاون العربي على صعيد الأنشطة الفضائية ذات الأهداف المشتركة، وتضم المجموعة 14 دولة عربية.
القمر 813.. أول قمر صناعي عربي مشترك بقيادة إماراتية
وتعزيزا للخطوة السابقة، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتطوير (القمر 813) كأول مشروع بالتعاون مع الدول العربية بقيادة دولة الإمارات كهدية من الإمارات للمجموعة العربية للتعاون الفضائي بمناسبة التوقيع على ميثاق تأسيسها.
وجرت تسمية القمر "813" وهو تاريخ بداية ازدهار بيت الحكمة في بغداد في عهد المأمون.
ويساعد المشروع من الناحية العلمية في رسم الخرائط البيئية ورصد وأرشفة الظواهر والموارد الطبيعية ورصد ديناميكيات الغطاء الأرضي وحالة المحاصيل ونوعية المياه الداخلية وانتشارها وتآكل الأرض وتلوث التربة مقابل المناخ، إضافة إلى مساهمته في الاستكشاف الجيولوجي والكشف عن المعادن والأتربة النادرة والمعادن الأساسية وتحديد ومراقبة مواقع التعدين والحفر الحالية والمستقبلية لاحتياطيات الغاز الطبيعي والنفط.
وسيكون العمر الافتراضي للقمر الاصطناعي نحو 5 أعوام وسيكون له مدار قطبي بارتفاع 600 كيلومتر، وسيرسل البيانات إلى محطة أرضية في دولة الإمارات، ومحطات استقبال فرعية في بعض الدول العربية، لتستفيد منها مختلف الجهات البيئية والبلديات والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي والتخطيط العمراني.
ويعتبر القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني المشترك "ضوء-1" الذي تم إطلاقه إلى محطة الفضاء الدولية عام 2021، والقمر الاصطناعي الكويتي الأول (كويت سات 1) الذي أطلق إلى الفضاء 3 يناير/كانون ثاني الماضي أحد ثمار الدعم الفعلي الذي تقدمه الإمارات لتعزيز وتطوير قطاع الصناعات الفضائية في الوطن العربي.
نوابغ العرب.. مبادرة ملهمة رائدة
واستكمالا لرؤيتها في دفع مسيرة قطاع الفضاء العربي، شهد عام 2020 إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن إطلاق برنامج "نوابغ الفضاء العرب" الأول من نوعه عربيا، الذي يهدف لاحتضان ورعاية مجموعة متميزة من المواهب والنوابغ العرب وتدريبهم وتأهيلهم في علوم الفضاء وتقنياته كي يكونوا جزءا من نخبة من العقول العربية الفذة التي تشكل إضافة نوعية للمجتمع العلمي العالمي، كما تسهم في دفع مسيرة التنمية العلمية والاقتصادية والبشرية في مجتمعاتها.
DMSat-1 .. إطلاق أول قمر بيئي لدائرة حكومية
وفي مارس/ آذار 2021 ، تم إطلاق DMSat-1 أول قمر اصطناعي بيئي نانومتري وطورته بلدية دبي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، ليكون أول قمر اصطناعي نانومتري بيئي لدائرة حكومية على مستوى المنطقة.
ويعكس "دي إم سات-1" التزام دولة الإمارات ببنود اتفاقية باريس للمناخ، والتي تنص على توفير معلومات وبيانات حول انبعاثات الغازات الدفيئة، فضلاً عن بناء القدرات الوطنية في مجال دراسة وتحليل ظاهرة الاحتباس الحراري.
يأتي إطلاق "دي إم سات-1" في سياق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، وسيكون له دور محوري في دعم تنفيذ النظام الوطني لإدارة انبعاثات الغازات الدفيئة ضمن الخطة الوطنية للتغير المناخي لدولة الإمارات 2017-2050.
نورا المطروشي.. أول رائدة فضاء عربية
وبعد شهر من إطلاق أول قمر بيئي، وفي خطوة تترجم سعي دولة الإمارات المتواصل نحو الريادة عالمياً في مجال استكشاف الفضاء، دخلت الإماراتية نورا المطروشي التاريخ بعد أن أصبحت أول رائدة فضاء عربية، وذلك بعد أن أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أبريل/نيسان 2021، اسمي رائدي الفضاء الإماراتيين الجديدين ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء في دورته الثانية، وهما محمد الملا ونورا المطورشي كأول رائدة فضاء عربية.
وانضمت نورا المطروشي إلى برنامج ناسا لرواد الفضاء 2021، حيث خاضت تدريبات في مجال إدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدرب على مهمات السير في الفضاء، والبقاء لفترات طويلة في المحطة.
وبعد إرسال هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وإرسال سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة ستستمر لمدة 6 أشهر، تستهدف الإمارات أن يكون الثنائي نورا المطروشي، ومحمد الملا، في قيادة مهمات الإمارات المستقبلية.
استكشاف الزهرة.. انفرادات بالجملة
وفيما كان الملا والمطروشي يواصلان تلقي تدريباتهما في برنامج ناسا لرواد الفضاء، كشفت الإمارات في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها إلى كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر 5 سنوات.
وسيستغرق تطوير المركبة 7 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلتها الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028، وتستغرق مدة المهمة العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات 5 سنوات تمتد من عام 2028 حتى عام 2033.
وستحقق الإمارات مع إتمام مهمتها الفضائية التاريخية لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات بالمجموعة الشمسية انفرادات بالجملة، حيث ستنفذ هبوطا تاريخيا سيكون الأول عربيا على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.
أيضا سيقوم المشروع الفضائي الإماراتي العالمي باستكشاف مجموعة كويكبات داخل المجموعة الشمسية لم تصل إليها أي مهمة فضائية من قبل.
وللمرة الأولى عربيا، ستتولى كوادر وطنية إماراتية مهمة إدارة مشروع استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، حيث ستعتمد الإمارات على الخبرات التي اكتسبتها الكوادر الوطنية الإماراتية التي تعمل في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل".
عضوية المنظمات العالمية.. ريادة متواصلة
تتويجا لتلك الإنجازات المتتالية، فازت دولة الإمارات في يونيو/ حزيران الماضي برئاسة لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس"، أحد أكبر اللجان في الأمم المتحدة، والتي تضم في عضويتها 100 دولة، وذلك في إنجاز جديد للدبلوماسية الإماراتية يعكس نجاح سياستها الخارجية.
وتولى الإماراتي عمران أنور شرف الهاشمي، منصب رئيس لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي "كوبوس" لمدة عامين 2022-2023.
وسبق أن نجحت وكالة الإمارات للفضاء في الحصول على عضوية مجموعة من المنظمات والهيئات العالمية والوكالات الدولية ذات الصلة بشؤون الفضاء، من بينها عضوية اللجنة الدولية لاستكشاف الفضاء (وهي أول دولة عربية تنضم إلى هذه اللجنة العالمية)، وعضوية لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية، وعضوية "الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية"، وعضوية "مجموعة مراقبة الأرض" المعنية بالتوعية فيما يتعلق بإمكانية الولوج إلى بيانات مراقبة الأرض.