المرأة الإماراتية.. طبيب الأسرة الأول في "معركة كورونا"
المرأة الإماراتية استطاعت أن تكون عضواً مساهماً فاعلاً إلى جانب الرجل في نجاح الجهود المبذولة للوقاية من وباء فيروس كورونا المستجد.
ساهمت الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الإمارات لمكافحة فيروس كورونا المستجد في رفع الوعي الصحي في المجتمع، وبالتالي رفع الوعي لدى ربات البيوت والأسر، ليسهمن في حماية بلادهن من الوباء والعدوى، ملتزمات بالإرشادات ومطبقات لها في منازلهن ومع أسرهن.
وأثبتت المرأة جدارة كبيرة في التعامل مع الوضع الطارئ غير المسبوق الذي تمر به الإمارات، واستطاعت أن تكون عضواً مساهماً فاعلاً إلى جانب الرجل في نجاح الجهود المبذولة للوقاية من الوباء والعدوى.
وخلال استطلاع لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أكدت متخصصات أهمية دور المرأة كربة منزل ترعى أسرتها وأبناءها خلال هذه الأزمة، وحضورها الملموس في العديد من القطاعات الحيوية والدور المهم الذي تلعبه كموظفة تزاول عملها من المنزل ضمن نظام "العمل عن بعد".
وأكدت أمل العفيفي، الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، أهمية الدور الحيوي الذي تنهض به المرأة دائماً في رعاية أسرتها، فهي خط الدفاع الأول للأسرة، وهي أيقونة الإيجابية التي يتعلم منها الأبناء أبجديات الحياة.
وأضافت: "في ظل الظروف الراهنة برز دور الأم، فهي المدرسة التي ترعى القيم وتغرس السلوكيات الحميدة، إذ إن مسؤولية المرأة في هذا المجال لا تنحصر في مجال وقاية نفسها فقط، وإنما تمتد لتشمل وقاية أسرتها أيضًا".
وتابعت أن المرأة هي طبيب الأسرة الأول، فهي التي تقرر وتدير أسلوب الحياة الصحية الذي تعيشه الأسرة فهي المعنية في معظم الحالات باختيار أصناف الطعام الصحي، كما أنها تضبط ساعة النوم والاستيقاظ، والحفاظ على النظافة العامة للمنزل، وإرشاد الأولاد وحتى الزوج لطرق الحياة الصحية.
وأوضحت: "من هنا كان ولا يزال دورها عظيماً في البقاء بالبيت، ترجمة لتوجيهات القيادة (ملتزمون يا وطن)، فهي تدعم وجود الأبناء والأسرة في البيت وترسخ لديهم الإيجابية من خلال توجيهات قيادة الإمارات (لا تشلون هم).
وأشارت إلى أن دور الأم يتزايد ويتعاظم في الأزمات، فهي صمام الأمان في البيت بجانب الأب، فالجميع تتكامل أدوارهم وتترسخ في خدمة الوطن.
بدورها، أشادت أحلام الفيل، مدير إدارة الاتصال المؤسسي الرئيس التنفيذي للسعادة وجودة الحياة في الهيئة العامة لقطاع تنظيم الاتصالات، بدور المرأة الحيوي في القطاعات والمجالات كافة على المستويين المحلي والعالمي.
ولفتت إلى أن هذه الجهود الكبيرة تجسدت اليوم خلال هذا الظرف الاستثنائي الذي تواجهه البشرية حالياً لحماية مجتمعها ووطنها إلى جانب دورها الأسري ومسؤوليتها تجاه أبنائها وعائلتها.
وقالت: "إن ملازمة المرأة لأسرتها في هذه الظروف ليست رفاهية أو هبة، بل هي ضرورة صحية ووطنية، فهي المسؤول الأول عن توفير أقصى درجات الوقاية الصحية والرعاية الاجتماعية ومتابعة تعليم أبنائها والاهتمام بالبيئة المنزلية النظيفة وتقديم الرعاية الصحية أيضاً".
أما الدكتورة مريم مطر، مؤسسة ورئيسة جمعية الإمارات للأمراض الجينية، فأكدت أهمية دور المرأة على مستوى أسرتها ومحيطها وبيئتها.
ويتجلى هذا الدور، بحسب مطر، في توجيه وضبط الممارسات الصحية السليمة القادرة على الوقاية من الإصابة بأي فيروس أو وباء، إذ إن المرأة المسؤول الأول في أسرتها ومحيطها، لضمان سلامة الممارسات والسلوكيات الصحية التي يجب اتباعها وفق تعليمات وزارة الصحة ووقاية المجتمع.
ووجهت بعض النصائح لأمهات وربات المنازل للمحافظة على صحة أسرهن والوقاية من الأمراض، بداية بالالتزام بجميع التوجيهات والقرارات الحكومية، وبالعزل المنزلي وتجنب التجمعات للحد من انتشار العدوى، وجعل النظافة سلوكاً صحياً ونمط حياة متجددا.
إضافة إلى توعية جميع القاطنين في المنزل حتى تتخذ إجراءات الوقاية والتعقيم المستمرة أو بما يخص النظافة الشخصية، وتعقيم المشتريات إن أمكن ذلك، وضرورة المحافظة على الغذاء السليم لجميع أفراد العائلة، خاصة كبار السن، إذ يعانون الأمراض المزمنة ويتعرضون لمشاكل صحية طارئة ومتعددة، لذا وجب الاهتمام بتغذيتهم بما يتناسب ووضعهم الصحي.
وأعربت الدكتورة مريم مطر، باعتبارها واحدة من الكوادر الطبية الإماراتية ومن المتخصصين بالأمراض والأبحاث الجينية العلمية، عن فخرها بإسهام المرأة ضمن الطواقم الطبية والصحية في الإمارات.
وقالت إن المرأة الإماراتية أظهرت كفاءة عالية في تحمل مسؤوليتها في هذه الحالة الطارئة غير المسبوقة، مؤكدة حرص الكوادر الطبية على أداء دورها على الوجه الأكمل، وتقديم جميع أشكال الدعم والرعاية لأفراد المجتمع.