شابة إماراتية تسعى لتخفيف معاناة المرضى بابتكار سرير قابل للطي
ميرة خالد المريخي تقول إن العمل على تنفيذ الفكرة وتصميم السرير استغرق قرابة عام من المحاولة والتعديل المستمر حتى وصل لشكله النهائي.
كثيرا ما تحمل المحن في طياتها عطايا ومنحا، فتكون السبب في إطلاق طاقاتنا نحو الخير والعطاء، وترك بصمات تسهم في تغيير حياة الآخرين نحو الأفضل، هذا ما تؤكده قصة تميز المبتكرة الإماراتية ميرة خالد المريخي الطالبة بالسنة الثاني بكلية الطب في جامعة الإمارات العربية المتحدة، التي تأثرت كثيرا بمرض جدتها وعدم قدرتها على الحركة ومعاناتها في ذلك.
وحولت ميرة خالد المريخي هذا الألم إلى مصدر أمل لها ولمن حولها، من خلال ابتكار سرير قابل للطي يمكن تحويله إلى كرسي متحرك لتسهيل حركة المرضى، فهي ترى أن الطب ليس مهنة لعلاج المرضى فقط، ولكن يسعى لإسعادهم والعمل على راحتهم.
بداية الفكرة
تقول ميرة لـ"العين الإخبارية": "جاءت الفكرة بالمصادفة حين كنت في الصف الحادي عشر، وقد تأثرت كثيرا بمرض جدتي ومعاناتها في الحركة؛ فقلت لما لا يكون هناك إمكانية لطي السرير بدلا من هذا الإرهاق في الحركة الذي يمر به المرضى الخارجون من عمليات جراحية، ومن هنا عرضت الفكرة على زميلتي شمة السويدي في المدرسة فأعجبتها الفكرة، وقررنا عرضها على معلمتنا في المدرسة الأستاذة سهير القويري، التي شجعتنا ودعمتنا كثيرا لنبدأ خطواتنا في التنفيذ".
وتستكمل ميرة "وتلك كانت البداية حيث اشترينا سرير مرضى وبدأت في تطويره داخل المدرسة وأخذ آراء المحيطين بي وكذلك المتخصصين لتقييمه، حيث كان التحدي الكبير بالنسبة لي هو مراعاة عامل الوزن والطول وإمكانية التنفيذ ليكون عملي في التطبيق".
بالعلوم نفكر
شاركت ميرة بمشروعها في معرض بالعلوم نفكر، وعن هذه المشاركة تقول "استغرق العمل على تنفيذ الفكرة وتصميم السرير قرابة عام من المحاولة والتعديل المستمر حتى وصل لشكله النهائي، وحينها شاركت بالفكرة في معرض بالعلوم نفكر وفاز المشروع بالمركز الثاني، وهو ما كان له بالغ الأثر الإيجابي لأشعر بقيمة ما أعمل وأن أستكمل الفكرة، وأسعى إلى أخذ براءة اختراع عليها".
بيئة محفزة
ترى ميرة أن توفير بيئة إيجابية محيطة يكون دافعا كبيرا للإنجاز، وعن ذلك تقول "لقد كانت مدرستي بيئة محفزة دائما على الابتكار والإبداع؛ وبالأخص معلمتي سهير القويري، فقد استوعبوا فكرتي ودعموني حتى وصلت إلى شكلها النهائي، ولم يقتصر الأمر لهذا الحد، ولكن إلى جانب ذلك شاركت في أكثر من مشروع كانت لمدرستي الدور الأكبر في تشجيعي للمشاركة فيه، مثل مشروع تنفيذ روبوت يقوم بتنظيف الشوارع وشاركنا فيه بمسابقة عن الروبوت في المدرسة".
وتتابع ميرة لـ"العين الإخبارية": "بالإضافة إلى ذلك شاركت في مسابقة مهارات الإمارات وفزت بالمركز الثالث لتصميمي لعبة إلكترونية، كما شاركت في مشروع الأرشيف الوطني من خلال تصميم فيديو عن دولة الإمارات العربية المتحدة بين الماضي والحاضر، ولم أكن لأستطيع فعل كل ذلك لولا دعم مدرستي، كذلك لا أنسى دعم وزارة الاقتصاد ومنصة تكامل".
عطاء مستمر وطموحات
تقول ميرة "تخصصت في الطب لأنني كنت أرى منذ الطفولة أن الطب مهنة سامية تعتمد على العطاء والبذل من أجل راحة الآخرين، إلى جانب أنها مهنة متطورة تعتمد على البحث والتجديد المستمرين، وما أحلم به وأتمنى تحقيقه هو أن أكون سببا في تطوير منظومة الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أتمنى أن يكون لي دور في تنفيذ ابتكارات في المجال الطبي، وأن يكون لي بصمة في عالم الطب وأرد الجميل لبلادي".
وتضيف "هدفي أن أكون طبيبة ناجحة من الناحية الطبية إلى جانب الاهتمام براحة وسعادة المريض، لذا حاليا أقوم بتطوير السرير ليتم توصيله بالأجهزة التي يحتاجها المريض، لتسهيل تفاصيل حياته اليومية واحتياجاته، وحلمي أن يتم تعميم فكرة السرير ولا تقتصر على مرضى فقط؛ ولكن أيضا يتم تطبيقه لكبار السن والمرضى في البيوت، وأتمنى أن تتبنى الفكرة مراكز التأهيل والجهات الحكومية".