الأكل العاطفي.. متى يصبح مشكلة معقدة؟
شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بالغذاء الصحي ودوره المحوري في بناء أجسام صحية وقوية وتعزيز الصحة النفسية.
وأظهرت دراسات علمية تأثيراً مباشراً للطعام على تحسين المزاج وزيادة الطاقة والوقاية من الأمراض المزمنة.
والعلاقة بين الطعام والعواطف ليست علاقة بسيطة، فبينما قد نلجأ إلى الطعام بحثاً عن السعادة، قد نجده في بعض الأحيان مصدراً للتعاسة، مما يجعل فهم هذه العلاقة أمراً بالغ الأهمية لصحتنا النفسية والجسدية.
وتعليقا على فكرة بناء علاقة صحية مع الطعام قالت جينيفر رولين من مؤسسة مركز اضطرابات الأكل "بروكفيل" في ولاية ماريلاند الأمريكية: "أن يأكل الشخص بسكويت يشبه الرقائق التي اعتاد تناولها في مرحلة الطفولة، أمر جيد".
وأوضحت أن تناول الطعام بدافع عاطفي، أو ما يعرف بالأكل العاطفي، أمر طبيعي جدًا.
وفي السياق، تقول ديزي ميلر، أخصائية التغذية لاضطرابات الأكل أن خطا رفيعا يفصل بين العلاقة الصحية وغير الصحية مع الطعام.
ووفقا لتقرير نشر في شبكة "سي إن إن"، تقول سيدة تدعي رولين إنها تفكر في أطعمة معينة تتناولها كجزء من تقليد ثقافي، عندما تريد أن تتواصل اجتماعيًا مع بعض الناس، أو حين تحتفل بإنجاز جيد.
وتؤكد رولين أن لديها قناعة بأن الطعام يوفر الطاقة لأدمغتنا وأجسادنا، لكن دوره يتخطى هذه المساحة، موضحة أنه لو تم اختصار الطعام في أنه مصدر طاقة فقط، فإن الخروج مع شخص نحبه من أجل تناول الحلوى مثلا يعد أمرا غير صحي.
وبينت ميلر أنّ حدا يجب ألا يتخطاه الأكل العاطفي كي لا يشكل مشكلة، وهذا يحدث غالبًا عندما يكون الأكل هو الأداة الأساسية التي يعتمدها الشخص للتعامل مع ضغوط الحياة، مؤكدة بأن من المهم أن تكون على دراية بعدد المرات التي تأكل فيها للتعامل مع المشاعر الصعبة.