فيروس "العدائية" يهدد عودة العمل من المكاتب.. لا تكرر تجربة "أمازون"
عانى الجميع، من جائحة كورونا، بدرجات مختلفة، وقد يؤدي هذا الاختلاف إلى تنامي العداء والكراهية بين الموظفين وبعضهم البعض.
ويستعد خبراء الموارد البشرية لمواجهة الحنق والنوبات الغاضبة المتوقعة بين الموظفين، نتيجة تداعيات جائحة كورونا، وكانت أهم نصائحهم لا تكرر تجربة عملاق التجارة الإلكترونية " أمازون".
فيروس"عدائية الموظفين"
وتتوقع بيليتا كلارك، حسب صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية، أن تؤدي جائحة "كوفيد-19" لحالة من التوترات بين الموظفين بعد انتهاء فترة العمل من المنزل.
وأضافت كلارك، "قد يشعر الأشخاص الذين فقدوا أحد أفراد أسرتهم، أو مرضوا، أو فقدوا عملهم، أو شعروا بالآثار البشعة الأخرى لـ "كوفيد-19" ببعض الحقد على الموظفين الآخرين الذين لم يشعروا بنفس الألم الذي تسبب فيه الفيروس".
وبحسب التقرير، أكد خبراء الموارد البشرية، أن العديد من أماكن العمل، شهدت بالفعل ظهور هذا النوع من التوترات عند المحاولات السابقة للعودة إلى العمل من المكاتب.
"اللقاح" أحد أسباب التوتر
ويرى مكتب المحاماة "سيفارث شو" الأمريكي، أن عدم المساواة في الحصول على اللقاح قد يزيد الأمور سوءا، فأصبح التمييز في التطعيم بين الموظفين في مكان العمل مثار جدل.
وأضاف، أنه:" يضع خط فاصل بين الموظفين الذين حصلوا على التطعيم والذين لم يحصلوا عليه".
وحسب خبراء الموارد البشرية، يدرس أرباب العمل حاليا ما إذا كان بإمكانهم العودة إلى العمل في المكتب بالموظفين المطعمين فقط، وإعطائهم الأولوية للعودة على نظرائهم.
كما تدرس الشركات أيضا السماح للموظفين الذين حصلوا على اللقاح فقط بأداء الأعمال التي يتفاعلون فيها مع الجمهور، أو يزورون مراكز مقابلة العملاء أو السفر.
وقد يؤدي هذا إلى زيادة الاستياء، فيما سيؤدي الموقف من التطعيم إلى فجوة في المناصب الوظيفية.
نصائح خبراء الموارد البشرية
ماذا يمكنك أن تفعل كموظف، أو إدارة شركة؟.. يجيب عن هذا السؤال المهم خبراء خبراء الموارد البشرية.
أولا كموظف.. من المهم التحلي بالتعاطف والمرونة مع عودة آلاف الموظفين للعمل معا للمرة الأولى منذ شهور، غالبا دون أدنى فكرة عما مر به كل منهم.
وحسب الصحيفة الأمريكية، يخفف سؤال الزملاء عن تجربتهم الشخصية مع "كوفيد-19"، بدلا من افتراض أن تجربة الجميع تتوافق مع تجربتك، من التوترات المحتملة.
لا تكرر تجربة "بيزوس"
أما بالنسبة للشركات، فالقاعدة رقم 1 هي ألا تكن مثل "جيف بيزوس" الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون".
فعندما واجهت "أمازون" مصاعب في التعامل مع الطلب المتزايد خلال موسم العطلات، قدمت مكافأة بقيمة 3 آلاف دولار للعاملين الجدد، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء الأمريكية.
وتزامن ذلك مع عيد الشكر في العام الماضي عندما حصل الموظفون الحاليون، الذين عملوا خلال أسوأ فترات الجائحة، على قسائم بقيمة 15 دولار فقط لشراء ديك رومي للاحتفال بالعيد.
وبدأ الموظفون القدامى في الشعور بالحقد تجاه نظرائهم الجدد والغضب من الشركة التي وصف فريد ويتليسي، خبير المكافآت والتعويضات والموظف السابق في أمازون، ما قدمته بـ "الإهانة الكبرى في التعويض".
كما تزامن هذا القرار، مع الأنباء عن وصول ثروة بيزوس إلى 200 مليار دولار، وهو ما زاد الطين بلة للموظفين القدامي.
ويؤكد خبراء الموارد البشرية هنا، أن الدرس المستفاد هنا هو أن على الشركات التأكد من أنها لا تتسبب في تفاقم التوترات الحالية من خلال خلق المزيد من الفوارق في المسميات الوظيفية، والتعويضات، والمسؤولية، مع توفير حوافز عادلة لكل من الموظفين المطعمين وغير المطعمين على حد سواء، وشرح المنطق وراء ذلك.