بـ"حقيبة فارغة".. وسيط أوروبي في إيران لإنقاذ الاتفاق النووي
بحقيبة فارغة التقى إنريكي مورا، منسّق الاتحاد الأوروبي، كبير مفاوضي إيران في طهران، في محاولة أخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي.
وفي زيارته الثانية تلك لطهران، منذ إعلان "توقف" محادثات فيينا قبل ثمانية أسابيع، لا يحمل "مورا" أي جديد بخصوص مطلب طهران رفع "الحرس الثوري" من قائمة الإرهاب الأمريكية.
وقبيل لقاء جمع "مورا" بكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، في طهران، أمس، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية القبض على مواطنين أوروبيين بتهمة "إشاعة الفوضى".
كان "مورا" نسّق مع إدارة بايدن وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، قبل الزيارة، لإقناع إيران باستبعاد شرط "الحرس الثوري"، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، وإلا انهارت المفاوضات وعادت للمربع صفر.
ما الخطوة الأمريكية المقبلة؟
إدارة جو بايدن، وحلفاؤها الأوروبيون، وإسرائيل، أعربوا جميعا عن قلقهم مرارا من مواصلة إيران برنامجها النووي مع تعثر المحادثات.
ولا تزال الولايات المتحدة ترفض رفع "الحرس الثوري الإيراني" من القائمة السوداء للإرهاب، ما لم تقدم إيران "تنازلات" بشأن قضايا خارج برنامجها النووي، بما فيها نشاطها الإقليمي.
الأمريكيون من جانبهم يأملون أن توقع طهران مسودة الاتفاق النووي، فيما تتواصل المفاوضات اليوم الخميس بين الدبلوماسيين دون إعلان أي تقدم فيها.
وقبل أكثر من عام، بدأت إيران والقوى المشاركة في اتفاق 2015 (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، مباحثات في فيينا شاركت فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحب رئيسها "ترامب" من اتفاق 2015.
وعُلّقت المباحثات رسميا في مارس/آذار، مع تأكيد المشاركين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن هناك نقاط اختلاف بين واشنطن وطهران.
وتخيم الشكوك في الغرب بشأن إمكانية إحياء الاتفاق النووي مع إيران، لكن لا يبدو أن أحدا يملك القدرة على التصريح بحقيقة موته.
ويبدو أن الأوروبيين، وربما الأمريكيون، فقدوا الأمل في إمكانية إحياء الاتفاق الذي أبرم عام 2015، فيما التفكير ربما قد بدأ في تحجيم البرنامج النووي الإيراني، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وحال إعلان فشل مفاوضات النووي فإن أحدا لا يعلم على وجه اليقين ما الذي تنويه إدارة "بايدن" بشأن "نووي إيران"، بعد الحماسة الشديدة التي تورطت بها واشنطن في مفاوضات فيينا أملا في توقيع الاتفاق.
ويسيطر الحرس الثوري الإيراني على قوات النخبة المسلحة والمخابرات التي تتهمها واشنطن بشن حملة إرهابية عالمية.
ويواجه طلب طهران برفع الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية معارضة من العديد من المشرعين الأمريكيين، الذين يعتبرونه "كيانا إرهابيا".
ويجد "بايدن" صعوبة في التغلب على المعارضة المحلية لرفع "الحرس الثوري" من قائمة الإرهاب مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في 9 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA= جزيرة ام اند امز