كتاب "نهاية الولاء".. عن زوال العصر الذهبي بين الشركات والموظفين
الكتاب تضمن سردا تاريخيا لانهيار العلاقة بين الشركات الأمريكية وموظفيها وما رافق ذلك من تبدد المزايا الاجتماعية وانزواء الحلم الأمريكي.
كان الحصول على وظيفة جيدة ومستقرة بمثابة حجر الأساس للحلم الأمريكي، وفقا لرؤية ريك ويرزمان مؤلف كتاب "نهاية الولاء.. صعود وانحدار الوظائف الجيدة في الولايات المتحدة"، الذي يجادل في كتابه بأن الوظيفة المستقرة أصبحت شيئا من الماضي في بلاده.
ويروي "ويرزمان" -وهو صحفي اقتصادي بارز- في كتابه المليء بالتفاصيل "تاريخ انهيار العلاقة بين الشركات الأمريكية وموظفيها" من خلال رصد قصص أكبر 4 شركات توظيفا في البلاد، وهي جنرال موتورز، وجنرال إليكتريك، وكوداك، وكوكاكولا.
- دراسة اقتصادية: الروبوتات توفر 133 مليون وظيفة حول العالم العقد المقبل
- "بوينج" الأمريكية تعتزم الاستغناء عن 4 آلاف وظيفة
في رصده يظهر الكتاب كيف أن الشركات الكبيرة كانت في يوم من الأيام تتحمل مسؤولية توفير مجموعة من المزايا الاجتماعية للعاملين والمتقاعدين، ففي ذروة اقتصاد ما بعد الحرب العالمية الثانية، آمنت هذه الشركات بأهمية الحفاظ على أجور مرتفعة للعمال بحيث تصون روحهم المعنوية وتبقي على تحفيز الاقتصاد وانتعاش الإنتاجية.
لكن العقد الاجتماعي بين الشركات وموظفيها لم يدم، فمن خلال تتبع تقلبات هذه الشركات الأربعة على مدار 70 عامًا، يتضح جسامة ما ضاع خلال هذه الأعوام الطويلة: الأمن الوظيفي والأجور المتزايدة باستمرار، والمعاشات المضمونة، ومزايا الرعاية الصحية القوية، وأكثر من ذلك بكثير.
يتضمن الكتاب سردا تاريخيا للعلاقة بين الشركات وموظفيها، بدءا من "العصر الذهبي" في الخمسينيات والستينيات؛ ثم السنوات المضطربة في السبعينيات والثمانينيات، ثم ظهور عمليات التسريح والاستعانة بعمال أجانب خارج البلاد، وعدم الاستقرار في العصر الحديث، وما بين المراحل الثلاثة سيرة الحلم الأمريكي الذي يبدو وكأنه تبدد.
آرام باكشين، المساعد السابق لعدد من الرؤساء الأمريكيين، قال عن الكتاب إنه رصد ضغوط التغيرات الحادثة في الاقتصاد العالمي على الشركات الأمريكية، وكيف أن صعود اليابان وألمانيا أتاح للمستهلكين الأمريكيين فرصة شراء سلع ذات جودة أفضل مقابل نقود أقل، وبالتالي وجد المسؤولون التنفيذيون الأمريكيون أنفسهم "محاصرين" ويحتاجون إلى أن يصبحوا "أكثر كفاءة ووعيًا بالتكلفة"، وهو الأمر الذي قاد لانهيار العقد الاجتماعي بين الشركات والعمال.
دانييل إتش بينك، الذي ألف 5 كتب حول الأعمال والإدارة بيع منها مليوني نسخة، علق على كتاب "ويرزمان" قائلا إنه يسلط الضوء على فكرة أن العلاقة بين الشركات والعمال لا تحدد فقط من خلال اتفاقات رسمية، ولكن من خلال عقد اجتماعي أعمق.
وتابع "هذا كتاب سيقرأه الناس لسنوات عديدة لفهم التجربة الأمريكية".
وقال جيل أبرامسون، رئيس التحرير التنفيذي السابق لصحيفة نيويورك تايمز، إن الكتاب يساعد في تفسير صعود دونالد ترامب ونجاحه في الانتخابات الأمريكية، كما يفسر الشعور المتصاعد لدى كثيرين بالغضب وما ينتابهم من إحساس عميق بالضياع.
عن المؤلف والكتاب
ريك ويرزمان هو مدير مركز KH Moon للمجتمع العامل، وهو أحد مراكز معهد دراكر التابع لجامعة كليرمونت، ويكتب ويرزمان في القطاع الاقتصادي لمجلة فورتشن.
وقبل انضمامه إلى معهد دراكر في عام 2007 كمدير تنفيذي مؤسس، عمل ريك لمدة عقدين كمراسل ومحرر وكاتب عمود في صحيفة وول ستريت جورنال ولوس أنجلوس تايمز.
أثناء عمله في تحرير صحيفة التايمز، ساعد في إعداد سلسلة من 3 أجزاء حول تأثير سلسلة متاجر "وول مارت" على الاقتصاد والمجتمع، وهي السلسلة التي فازت بجائزة بوليتزر 2004 عن فئة الصحافة الوطنية.
وقد صدر كتاب The End of Loyalty:The Rise and Fall of Good Jobs in America في مايو 2017 ويقع في 432 صفحة ويبدأ سعره من 13 دولارا.
يشار إلى أن الكتاب وصل للتصفيات النهائية في جوائز لوس أنجلوس تايمز للكتب.