وظائف التصدير والاستيراد تتلاشى في الصين وسط الحرب التجارية الأمريكية
الطلب على العمالة لدى المستوردين والمصدرين الصينيين انخفض بنسبة 40% في الربع الأخير من عام 2018، وسط الحرب التجارية الأمريكية
أظهر استطلاع نشر الجمعة أن الطلب على العمالة لدى المستوردين والمصدرين والمصنعين الصينيين انخفض بنسبة 40% في الربع الأخير من عام 2018 عن العام السابق، ما يدل على أن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة قد تسببت في خسائرها.
وبحسب ما ذكرته شبكة أخبار "نان فانغ" الصينية، وجد المعهد الصيني لأبحاث التوظيف والعمالة، التابع لجامعة رنمين الصينية في بكين، أن الوظائف في المناطق الموجهة للتصدير، بما في ذلك دونغجوان في دلتا نهر اللؤلؤ وسوتشو في دلتا نهر اليانجتسي، تضررت بشدة.
وتتناقض توقعات الوظائف القاتمة مع الصورة التي رسمتها بيانات سوق العمالة الرسمية في الصين، حيث أظهرت الأرقام الرسمية أن البلاد قد وفرت أكثر من 13 مليون وظيفة في عام 2018 -أي أكثر من هدف الحكومة البالغ 11 مليون وظيفة- في حين انخفض معدل البطالة المسجل في المناطق الحضرية إلى 3.8% في نهاية عام 2018.
ومع ذلك، فإن إعلانات الوظائف والأبحاث المستقلة تشير إلى أن الصين تواجه المزيد من العوائق أمام أهداف العمالة، لا سيما فيما يتعلق بالتجارة الخارجية.
وعلى سبيل المثال، تعمل شركة "فوكسكون Foxconn"، التي تقوم بتجميع أجهزة آيفون، وتعد واحدة من أكبر شركات التصنيع في الصين، على تقليص حجم قوتها العاملة بعد ضعف مبيعات أحدث طرازات الهواتف الذكية من أبل.
وانخفضت الصادرات من الصين بالدولار الأمريكي بنسبة 4.4% في ديسمبر/كانون الأول مقارنة بالعام الذي سبقه، وهي أسوأ نتيجة خلال عامين، في حين انخفضت الواردات بنسبة 7.6% في الشهر نفسه.
وكتب إيرنان تسوي، وهو محلل تابع لشركة الأبحاث العالمية "Gavekal"، أن الصين ستواجه سوق وظائف صعبة بغض النظر عما إذا كان بوسع بكين التوصل إلى اتفاق مع واشنطن لإنهاء حرب التعريفات أم لا.
ومن المقرر أن يتوجه نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه، كبير المفاوضين التجاريين في البلاد، إلى واشنطن في نهاية الشهر الجاري لاستئناف المحادثات التجارية بعد ثلاثة أيام من المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين على مستوى نائب وزير انتهت قبل عشرة أيام.
وأضاف تسوي: "حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق، قد لا تنتعش العمالة"، وتابع: "العديد من الشركات التي لديها عمليات تصنيع في الصين تدرس خيارات أخرى بسبب التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، وقد تشعر أنه ليس الوقت المناسب لإضافة وظائف في الصين."
وارتفع عدد الباحثين عن عمل بنسبة 3.9% بين الربعين الثالث والرابع من عام 2018، وفي حين ارتفع الطلب على الموظفين بنسبة 25% مقارنة بالربع الثالث، فقد انخفض بنسبة 12% عن الربع الرابع من العام الماضي، وفقاً للتقرير الذي أعده المعهد بالاشتراك مع موقع Zhaopin.com. _ مزود خدمات التوظيف عبر الإنترنت.
وفي حين أن العدد الإجمالي للوظائف المعلن عنها في Zhaopin خلال الربع الرابع انخفض بنسبة 10% على أساس سنوي، ارتفعت الوظائف في مجال التعليم بنسبة 24%، وأحد التفسيرات هو أن العمال قد يحسنون مهاراتهم عندما تكون سوق الوظائف سيئة.
ومن ناحية أخرى، كانت قطاعات إدارة تكنولوجيا المعلومات وتصنيع السيارات من بين القطاعات الأقل عددا من الوظائف.
ومع تزايد عدد الأشخاص الذين يبحثون عن عدد محدود من الوظائف، أصبحت المنافسة شديدة للغاية، لا سيما في المدن من الدرجة الأولى في الصين: بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن.
وفي بكين، ارتفع عدد الباحثين عن العمل بنسبة 47% في الربع الأخير من عام 2018 مقارنة بالربع السابق، وهو أعلى بكثير من نمو الوظائف المتاحة بنسبة 25 %.
ومع استمرار التباطؤ الاقتصادي، هناك "احتمال كبير" بأن سوق العمل في الربع الأول من عام 2019 ستكون أفقر مما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقا للمعهد الصيني لأبحاث التوظيف.