أسواق الطاقة تعيد النظر في مخاوف 2022.. أكبر هبوط منذ سنوات
هبطت عقود الطاقة الآجلة، بداية 2023، فيما أعاد متعاملون النظر في بواعث القلق في 2022 من جهة الطقس ونقص الإمدادات وبيع العقود بأسعار زهيدة.
وفق بيانات، تراجعت عقود الطاقة الآجلة للنفط الخام ومنتجات التكرير والغاز الطبيعي في العام الجديد.
وارتفعت الأسعار العام الماضي بسبب مخاوف من تجمد أوروبا بسبب نقص الوقود الروسي، في الوقت الذي أدى فيه خفض أوبك+ لأهداف الإنتاج، وانخفاض مخزونات منتجات المشتقات الأمريكية إلى رفع احتمالات فرض قيود على صادرات الوقود.
أسعار النفط
ثبت أن هذه المخاوف مبالغ فيها، ما دفع الأسعار إلى الهبوط، فأشارت نتائج مسح لرويترز إلى أن مخزونات الغاز الأوروبية ارتفعت إلى أكثر من المستويات الموسمية المعتادة، وخفضت أرامكو السعودية هذا الأسبوع أسعار شحن النفط إلى آسيا وزاد إنتاج الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بشكل مفاجئ الشهر الماضي.
وقلصت أيضا درجات الحرارة الأدفأ من المعتاد في الولايات المتحدة وأوروبا الحاجة إلى الغاز والنفط لأغراض التدفئة.
وتراجع الغاز الطبيعي الأمريكي 18% في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، وهو أكبر تعثر مسجل في بداية أي عام، بحسب بيانات أيكون ريفينيتيف.
وكان الانخفاض بنسبة 12% في عقود مشتقات تكرير النفط الآجلة هو أكبر هبوط يبدأ به العام منذ عام 1991.
ويرتفع استهلاك مشتقات تكرير النفط عادة بتأثير الطلب في فصل الشتاء.
وتعرضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط وخام برنت والبنزين الأمريكي أكبر انخفاض أسبوعي لها في بداية عام 2016، إذ انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.4% وخام برنت بنسبة 7.3% والبنزين الأمريكي بنسبة 7.3%.
وقال جون كيلدوف، وهو شريك في شركة أجين كابيتال في نيويورك، "لم تتحقق بعض من أكبر مخاوفنا في 2022".
وأضاف أنه في حين أن فائض القدرة لدى أوبك محدود، يرى التجار أن هناك إمدادات إضافية قادمة من جهات من بينها البرازيل وكندا.
وقال بوب ياوجر، مدير العقود الآجلة للطاقة في ميزوهو في نيويورك "أسعار الغاز الطبيعي تراهن على أن أرقام (السحب من) مخزونات 2023 ستكون أقل في الأسابيع المقبلة بما يعكس درجات الحرارة الدافئة في أنحاء الولايات المتحدة، مع فرصة جيدة للتحول إلى تحقيق فائض في المخزونات على أساس سنوي".
وتجدر الإشارة إلى أن الإجازة الصينية تبدأ بنهاية يناير/ كانون الثاني الجاري وتمتد حتى 15 فبراير/ شباط وفي بعض المصانع تمتد لمطلع مارس/ آذار المقبل، وخلال هذه الفترة ينخفض الطلب على النفط؛ مما أدى إلى تراجع ملحوظ في الأسعار.
سعر النفط اليوم
لم يطرأ تغير على أسعار النفط في ختام تداولات الأسبوع الماضي، وسط تراجع الدولار الأمريكي وتقارير الوظائف الأمريكية، لكن الخامين القياسيين أنهيا الأسبوع الأول من العام على تراجع بسبب مخاوف الركود العالمي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتا بما يعادل 0.2% لتبلغ عند التسوية 78.57 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عشرة سنتات أو 0.1% ليسجل 73.77 دولار للبرميل.
وعلى أساس أسبوعي، انخفض كل من برنت وغرب تكساس الوسيط بأكثر من ثمانية بالمئة، وهو أكبر انخفاض أسبوعي لهما في مستهل عام منذ 2016.
وارتفع كلا الخامين القياسيين بنحو 13% خلال الأسابيع الثلاثة السابقة عليه.
وقال ستيفن برينوك المحلل في بي.في.إم "ربما تستعيد سوق النفط بعض الهدوء بعد التغيرات الكبيرة في وقت سابق هذا الأسبوع، لكن احتمالات الصعود لا تزال محدودة، على الأقل على المدى القريب.. التوقعات الاقتصادية ضبابية".
واتخذت الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، منعطفا مفاجئا في سياستها الصارمة (صفر كوفيد) في أوائل ديسمبر كانون الأول بعد احتجاجات نادرة هناك، مما أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات بالمرض في شتى أنحاء البلاد.
المخزون الأمريكي
أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام ارتفعت بأكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي، بينما تراجعت مخزونات الوقود.
وزادت مخزونات النفط الخام 1.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 30 ديسمبر كانون الأول، مقابل توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز بارتفاعها 1.2 مليون برميل.
وصعدت مخزونات النفط الخام في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما بواقع 244 ألف برميل.
ووفقا للإدارة فإن عمليات مصافي الخام هبطت 2.33 مليون برميل يوميا.
aXA6IDMuMTQxLjEyLjMwIA== جزيرة ام اند امز