أسواق الطاقة.. محنة الكهرباء تختبر تضامن "الاتحاد الأوروبي"
اليوم، أصبح الخطر الأبرز الذي يحدق بغالبية دول الاتحاد الأوروبي هو شح الغاز الطبيعي اللازم لتوليد الطاقة في فصل الشتاء.
يبدو أن التباين الذي تعيشه دول الاتحاد الأوروبي في وفرة إمدادات الغاز الطبيعي والفحم اللازم لتوليد الكهرباء، يتجه لاختبار التضامن والتآزر بين دول التكتل مع اقتراب فصل الشتاء، والذي عادة ما يكون باردا.
منذ مارس/آذار الماضي، أنشأت المفوضية الأوروبية منصة اختيارية لتوحيد جهود شراء مصادر الطاقة للدول الراغبة للانضمام إليها، وإجراء مفاوضات موحدة تحت مظلتها، إلا أن الدول الكبرى لم تقبل المبادرة.
وبينما اتجهت المملكة المتحدة الولايات المتحدة والنرويج لتوفير حاجتها من النفط الخام والغاز الطبيعي، فإن إيطاليا وألمانيا على سبيل المثال، اتجهتا إلى قطر وإسرائيل ومصر ودول أفريقية أخرى كالجزائر ونيجيريا.
اليوم، أصبح الخطر الأبرز الذي يحدق بغالبية دول الاتحاد الأوروبي، هو شح الغاز الطبيعي اللازم لتوليد الطاقة في فصل الشتاء، وملء مخازن الغاز لمستويات تزيد عن 90% لما تبقى من شهور تسبق الشتاء.
هذا الأسبوع، حذر بن فان بيردن، الرئيس التنفيذي لشركة شل، من أن أوروبا قد تحتاج إلى تقنين الوصول إلى الطاقة لعدة سنوات، حيث من المرجح أن تستمر الأزمة التي تواجه المنطقة أكثر من شتاء واحد.
وجاءت التوقعات من رئيس أكبر شركة نفط وغاز في أوروبا، بعد مزيد من التخفيضات في الإمدادات الروسية مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز بالجملة في أوروبا إلى مستوى قياسي الأسبوع الماضي، مما يهدد بإدخال اقتصاد القارة في ركود عميق.
قال فان بيردن إن الأزمة ستختبر "التضامن" بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث تضطر الحكومات إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية استمرار الصناعات الرئيسية، بينما تستعد المنطقة لمستقبل بدون الوصول إلى الغاز الروسي.
وأضاف أنه من غير المرجح أن تقتصر الضغوط على إمدادات الطاقة على "شتاء واحد فقط".
وقال: "قد يكون لدينا عدد من فصول الشتاء حيث يتعين علينا إيجاد حلول بطريقة ما من خلال توفير الكفاءة، من خلال التقنين والتجميع السريع جدًا للبدائل.. هذا سيكون سهلاً إلى حد ما، أو أنه سينتهي، أعتقد أنه خيال يجب أن نضعه جانبا".
وتواجه الحكومات في جميع أنحاء أوروبا أزمة طاقة مدفوعة بالحرب الروسية الأوكرانية، وما تلاه من تخفيضات في إمدادات الغاز، والتي هاجمها السياسيون الأوروبيون باعتبارها "تسليح الغاز".
وارتفع سعر الغاز القياسي في أوروبا بنحو الثلث الأسبوع الماضي إلى أكثر من 343 يورو لكل ميجا وات/ساعة يوم الجمعة، حيث سارع التجار والمرافق العامة لتأمين الإمدادات قبل فصل الشتاء.
وهذا أعلى بأكثر من 30 مرة من الأسعار قبل عامين، وأكثر من 10 أضعاف مستواها الحالي في الولايات المتحدة.
وفي أحدث علامة على الضغوط المتزايدة على الصناعة، قالت شركة المرافق الفنلندية Fortum أمس الإثنين إنها طلبت من الحكومة الفنلندية، المساهم الأكبر فيها، مزيدا من الدعم بعد أن قفزت الضمانات التي احتاجتها للتحوط من ارتفاع أسعار الطاقة بمقدار مليار يورو في أسبوع لتصل إلى 5 مليارات يورو.
بينما ردد الرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بوياني تحذيره بشأن استمرار الأزمة؛ وقال: "نصيحتي للحكومات الأوروبية وصناع القرار هي أن عليك التفكير بدون الغاز الروسي، وإذا فكرت بدونه سننجح.. هناك طاقة كافية في هذا الكوكب للاستغناء عنها".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg جزيرة ام اند امز