احتجاز «سكيبر» يكشف هشاشة صادرات فنزويلا النفطية
شهدت صادرات النفط الفنزويلية انخفاضاً ملحوظاً بعد أن احتجزت واشنطن ناقلة نفط وفرضت عقوبات جديدة على شركات ومراكب تعمل مع كاراكاس.
وفقا لبيانات الشحن ومصادر بحرية نقلت عنها صحيفة "الغارديان" البريطانية، جاء احتجاز ناقلة "سكيبر" قبالة سواحل فنزويلا الأربعاء كأول عملية احتجاز أمريكية لشحنات نفط فنزويلية منذ فرض العقوبات على البلاد عام 2019، مما يمثل تصعيداً كبيراً في التوترات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ومنذ الحادثة، لم تبحر أي ناقلات إلا تلك المستأجرة من شركة شيفرون الأمريكية، التي تعمل بترخيص حكومي يتيح لها تصدير النفط الفنزويلي إلى الولايات المتحدة عبر مشاريع مشتركة. بينما بقيت ناقلات أخرى محملة بنحو 11 مليون برميل من النفط والوقود عالقة في المياه الفنزويلية.
وصدّرت فنزويلا نحو 952 ألف برميل يومياً من النفط الخام والوقود في نوفمبر، ويعد هذا ثالث أعلى متوسط شهري هذا العام.
وأوضحت المدعية العامة الأمريكية، بام بوندي، أن احتجاز "سكيبر" تم بموجب أمر قضائي، فيما قالت السلطة البحرية في غيانا إن الناقلة كانت ترفع علمها بشكل خاطئ. ومن المتوقع أن تتجه الناقلة الآن إلى هيوستن لتفريغ شحنتها على سفن أصغر. وتستعد واشنطن لاعتراض مزيد من السفن الناقلة للنفط الفنزويلي، بحسب مصادر مطلعة.
قرصنة دولية
وقد أدانت فنزويلا عملية الاحتجاز ووصفها بأنها "سرقة صارخة" و"قرصنة دولية"، وأعلنت أنها ستقدم شكاوى لدى الهيئات الدولية. وفي خطوة تصعيدية، شرع النواب الفنزويليون في إجراءات لسحب عضوية البلاد من المحكمة الجنائية الدولية، التي تحقق حالياً في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في فنزويلا.
وجاء ذلك في ظل تصاعد التوترات بعد أكثر من عشرين ضربة عسكرية أمريكية ضد سفن مشتبه بها في تهريب المخدرات في منطقة الكاريبي والمحيط الهادئ هذا العام، بالإضافة إلى تعزيز عسكري أمريكي كبير في جنوب الكاريبي. وقد أسفرت الضربات الأمريكية عن مقتل نحو 90 شخصاً، ما أثار انتقادات جماعات حقوق الإنسان ونقاشاً في الكونغرس حول شرعية هذه العمليات.
وفي محاولة للحد من التصعيد، أجرى الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا اتصالاً هاتفياً مع مادورو، مؤكداً ضرورة السلام في أمريكا الجنوبية، في أول اتصال مباشر منذ انتخابات 2024 الرئاسية في فنزويلا، التي لم تعترف بها البرازيل ومعظم المجتمع الدولي.
من جانبها، واصلت المعارضة الفنزويلية تحركاتها، حيث غادرت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو البلاد سرّاً لتستلم جائزة نوبل للسلام، مؤكدة أن مادورو سيغادر السلطة "سواء أُجريت عملية انتقال تفاوضية أم لا"، لكنها شددت على التزامها بالانتقال السلمي للسلطة، وشكرت ترامب على دعمه "الحاسم".
ومع استمرار التوترات، يظل الملف النفطي الفنزويلي محور الخلاف بين واشنطن وكاراكاس، وسط تهديدات بمزيد من العقوبات وعمليات الاحتجاز، في وقت يحذر فيه مادورو من أن الولايات المتحدة تسعى لتغيير النظام والسيطرة على احتياطيات النفط في بلاده.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز