"فن النفايات".. 4 مهندسين يعلمون الأطفال إعادة تدوير البلاستيك
4 مهندسين يحاولون ابتكار طريقة جديدة للتخلص من أضرار البلاستيك، فلم يجدوا أفضل من تدويره بأيادي الأطفال لحماية البيئة المصرية مستقبلا.
4 من شباب المهندسين المصريين كانوا مشغولين بحماية البيئة، وأدركوا أن البلاستيك بات التهديد الأكبر، الذي تحذر منه كل المنظمات العالمية.
المهندسون الأربعة الذين يدرسون بكلية الهندسة في جامعة الإسكندرية، وهم: سيلفانا توفيق، ميرنا منصور، آلاء هيمن، وأرساني طلعت، توصلوا إلى فكرة تستهدف إنقاذ البيئة عبر إعادة تدوير البلاستيك على يد الأطفال، من بوابة الإبداع، فراحوا يشكلون معسكرات للأطفال تحت مسمى "NACH Camp"، مدة كل منها شهر واحد، يتعلم الأطفال خلالها فن النفايات، أي استغلال النفايات في صنع أعمال إبداعية فنية ومفيدة.
"العين الإخبارية" التقت المهندس أرساني طلعت للتعرف منه على تفاصيل فكرتهم ومشروع إعادة تدوير البلاستيك، ولماذا استعانوا بالأطفال، وغير ذلك من التفاصيل.
كيف بدأتم مشروعكم "ناش كامب"؟
نحن الأربعة تخرجنا في كلية الهندسة، قسم عمارة، وقررنا أن نستغل دراستنا الهندسية بشكل مختلف ومفيد للبيئة، لذا قررنا أن نبدأ حملة القضاء على البلاستيك بإعادة تدويره في أشكال هندسية ورسومات أخري، بمشروع "NACH Camp"، ويرجع هذا الاسم إلى أن حرف "N" اختصار لكلمة "nature" وتعني "الطبيعة"، وحرف "A" اختصار لكلمة "architecture" وتعني الهندسة المعمارية، و"CH" المختصرة لكلمة CHILDREN وتعني الأطفال، و"Camp" تعني كلمة "معسكر".
وبعد اختيارنا لاسم المشروع، بدأنا بوضع دراسة دقيقة لمعرفة الفئات العمرية التي يمكننا أن نعمل معها ونعلّمها كيفية إعادة تدوير البلاستيك، فلم نجد سوى الأطفال أمامنا، وبالفعل استطعنا تجميع عدد كبير منهم، وخصصنا حلقات تعليمية لهم قسمت على مدار الشهر بمعرفة أهاليهم، وبدأنا في تعليمهم كيفية إعادة تدوير البلاستيك وتحويله إلى أشكال هندسية وأعمال فنية.
وبعد فترة من الحلقات التعليمية للأطفال، خصصنا جلسة لتعليمهم استخدام التصميمات ثلاثية الأبعاد بشكل صغير باستخدام مواد معاد تدويرها من البلاستيك، وخرجنا في النهاية بعدد كبير من الأطفال استطاعوا تحويل خطر البلاستيك الذي يهدد حياتنا يوما تلو الآخر إلى أشكال هندسية وأعمال فنية رائعة تفيد المجتمع ولا تضره، ونسعى إلى توسيع قاعدة الأطفال على مستوى مصر ليصبح مجتمعا خاليا من البلاستيك.
وما الهدف من المشروع؟
التخلص من البلاستيك عن طريق إعادة تدويره بواسطة الأطفال الذين لمسنا فيهم إبداعات ومهارات مميزة خلال الدورة التعليمية، التي استمرت شهرا كاملا بالإسكندرية، هدفنا أن نزرع فيهم قيم الجمال والمهارات الهندسية لينشأ ويترعرع حاملا مفهوما بيئيا سليما ويستطيع في بدايات حياته أن يحافظ على محافظته ومنطقة سكنه ويجعلها خالية قدر المستطاع من البلاستيك.
ولماذا تم اختيار الأطفال في مشروعكم؟
لأنهم أكثر فئة عمرية تستطيع أن تثبت الفكرة، والمشروع بالكامل داخل أذهانهم، وتكون على ثقة تامة بأنهم سيغيرون الواقع في المستقبل لأنهم تعلموا منذ الصغر كيفية تدوير البلاستيك وتحويله إلى أشكال معمارية وأعمال فنية، فلكل هذه الأسباب استبعدنا الشريحة العمرية المتقدمة في السن؛ لأن من الصعب تغيير موروثهم البيئي، ووضعنا خطة أخرى بتنظيم مشروع آخر للفترة المقبلة يهدف للنتيجة نفسها مع الأطفال، ولكن سيكون هذا مع الشباب.
ومن القائم بعمليات جمع البلاستيك؟
فريقنا يتولى ذلك، فنحن الأربعة نقوم بكل الأعمال الخاصة بالمشروع، ونقوم حسب كل معسكر بتجميع عدد الزجاجات الخاصة به من خلال أماكن الاستهلاك التي تسقط فيها الزجاجات البلاستيكية على الأرض بشكل كبير، وبعد ذلك نقوم بوضعها في مكان المعسكر ونبدأ مع الأطفال بتعليمهم كيفية تدويره إلى أن يخرج البلاستيك مرة أخرى في صورة تفيد المجتمع وتبعد عنا خطورته.
ومن يمول مشروعكم؟
التمويل ذاتي، نظرا لعاملين؛ الأول لأننا حتى الآن 4 أشخاص فقط ولا توجد جهة تتبنى فكرتنا ونمارس مشروعنا بشكل علني، وثانيا لأن المواد التي تستخدم في المشروع معظمها مُعاد تدويره، ولا تكلفنا الكثير من الأموال، فنحن نجمع البلاستيك ونضعه في مكان ما ونبدأ في تدويره كل حسب الأشكال التي يستخدمها الأطفال.
وهل يقتصر المشروع على الإسكندرية؟
حاليا يتم تنفيذ المشروع فقط في محافظة الإسكندرية؛ نظرا لأننا نعيش بها، ولكن في الفترة المقبلة القريبة نسعى وبكل قوة إلى زيادة أعدادنا وننتقل إلى محافظات أخرى حتى نتوسع بشكل كبير ونستطيع نشر هذه الفكرة في أكبر مساحة ممكنة بمصر، فهدفنا أن تكون بلدنا خالية تماما من البلاستيك بإعادة تدويره، ونعلم جيدا أن هذا المشروع شاق ومتعب للغاية، ولكن لا أحد ينجح بسهولة فالجميع يعمل بحماس وبقوة ويتحلى بالصبر.
وما الجهات التى تساعدكم؟
حتى الآن الجهات التي تدعمنا بعض المدارس، فضلا عن معهد جوته الألماني، الذي رحب بالفكرة وقرر تنظيم ورشة لتطوير الفكرة، ومع كل هذا فنحن حتى الآن نعمل بمفردنا وننتظر في القريب العاجل مساندة الجميع؛ لأننا نعمل على مشروع مهم جدا العالم أجمع يعاني منه، لذا نسعى إلى أن تكون فكرتنا منفذة بشكل علمي حتى نفيد بلدنا الحبيبة ومجتمعنا، ونستطيع أن نحمي الجميع من هذا الخطر الذي يهدد حياتنا يوما تلو الآخر، فضلا عن تعديل بعض العادات والتقاليد الراسخة في أذهان الكثيرين منذ قديم الأزل.
وماذا عن طموحاتكم؟
نطمح إلى التوسع بشكل كبير جدا حتى تصل فكرتنا ومشروعنا إلى داخل الشرق الأوسط كله؛ ليكون خاليا من البلاستيك ونشر ثقافة إعادة التدوير المستدام عند أكبر عدد ممكن من الناس، وهذا يحتاج جهدا وعرقا، ونأمل بأن تساعدنا الجهات المعنية في البلد حتى نتمكن بشكل أوسع من القضاء على هذا الخطر الذي يحاول العالم التخلص منه بشكل صحي ومفيد للبيئة.