سياسي تونسي لـ"العين": الإخوان يثيرون الفوضى ويزرعون بذور الإرهاب
محمد الهادي غابري الباحث السياسي التونسي يفند لـ"العين" أسباب ظهور "حزب التحرير" في ولاية تطاوين براياته السوداء منذ أيام.
قال السياسي التونسي، محمد الهادي غابري، إنه بالتزامن مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في ولاية "تطاوين" منذ أيام، تفاجأ الأهالي مؤخرا بتواجد حزب "التحرير" ومنشوراته التي ملأت جدران المدينة ومداخلها، رغم عدم تواجده قبل هذا التاريخ في ولاية تطاوين.
وأوضح أن هذا الكيان لا يملك مكتبا تنسيقيا في تطاوين، الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي للجمهورية التونسية، مشيراً إلى أن منشوراته ظهرت بسرعة مفاجأة ومريبة.
وأضاف غابري لبوابة "العين" الإخبارية أن الأمر معقد نسبياً فيما يخص هذا الحزب الذي تعود جذوره إلى ظهور حركة النهضة" في أواخر سبعينيات القرن الماضي كفرع لتنظيم الإخوان الإرهابي في تونس.
وأشار السياسي التونسي إلى أن هذا التنظيم تطور تدريجياً لكن في الجامعة التونسية انشقت عنه مجموعة صغيرة أطلقت على نفسها "حزب التحرير" في لعبة تقاسم أدوار بين الطرفين، حيث إن النهضة كانت مجرد وجهة سياسية.
وأوضح أنه بعد ثورة 2011 انتعش قادة هذا التيار في ظل حكم النهضة ووطد علاقته بمرجعيته الروحية والتنظيمية بقائدهم المزعوم في الأردن، حتى بات يمتلك امتداداً أفقياً وعمودياً مركزه ولاية نابل، مستفيداً من الحضور الإخواني في السلطة والمختفين من جماعة "أنصار الشريعة" والإرهابيين العائدين من بؤر التوتر.
وأشار غابري إلى أنهم استغلوا الشرعية القانونية التي يتمتع بها حزب التحرير ولا يفوتون على أنفسهم أي فرصة احتجاج شعبي أو قطاعي حتى يصعدوا على الأحداث، وغايتهم من ذلك مزدوجة، أولها رغبتهم في توسيع قاعدتهم الجماهيرية والظهور بمظهر الملتحم بقضايا الشعب، وثانيها تقديم خدمة لحركة النهضة بتخفيف الضغط الشعبي المعارض لها كلما ضاق عليها الخناق.
وشدد السياسي التونسي على أن ظهور حزب التحرير في الساحات براياته السوداء يزرع الخوف من تحول الاحتجاجات لفرصة قد يقتنصها الإرهابيون لزرع المزيد من الفوضى، وبذلك تظهر حركة النهضة الإخوانية كطرف لين ومعتدل مقارنة بمختلف تنظيمات الإسلام السياسي الأخرى، فالخوف الآن ينتاب الجميع من إمكانية حيازة أنصار هذا الحزب لكميات من الأسلحة والذخائر.
وكان ذلك الكيان الذي يطلق على نفسه "حزب التحرير" حرض في إحدى منشوراته منذ أيام بسحب الأموال من البنوك، ووجه شعارات وصف خلالها الشركات البترولية بمؤسسات الاستعمار.
كما حثّ الحزب الساعي لنشر الرعب والخوف من الفوضى ونشر بذور الإرهاب في البلاد رافعا شعار "الخلافة" والذي يتسق مع أيدلوجية لتنظيم داعش الإرهابي، على التصعيد والتمسك بالمطالب جميعها دون التراجع في إحداها.
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز