مجازر أردوغان البيئية تقتل 51 ألفا.. والسموم تجتاح تركيا
ولاية قهرمان مرعش (جنوب) التي تبلغ كثافتها السكانية حوالي 327 ألف نسمة، تصدرت قائمة أكثر المناطق تلوثاً والأقل في جودة الهواء.
كشف تقرير بيئي أن السكان في نحو 56 ولاية تركية، استنشقوا هواء ساماً وملوثاً خلال العام الماضي.
وتم إعداد التقرير من قبل 16 مؤسسة غير حكومية، أبرزها المؤسسة التركية لمكافحة تآكل التربة (TEMA)، ومنظمة السلام الأخضر، والصندوق العالمي للطبيعة، فضلاً عن جمعيات الفكر الأخضر، "الصحة والبيئة"، "خبراء الصحة العامة"، و"علم الأعصاب التركية"، حسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية، الأربعاء.
وأفادت هذه الجهات بأن النتيجة التي انتهى إليها التقرير جاءت بعد فحص الهواء والتلوث في البلاد خلال الفترة الماضية.
وأشار التقرير إلى أن ولاية قهرمان مرعش (جنوب) التي تبلغ كثافتها السكانية حوالي 327 ألف نسمة، تصدّرت قائمة الأكثر تلوثاً والأقل في جودة الهواء، تلتها ولاية أغدير (شرق)، وتضمّ 60 ألف نسمة.
وفي المرتبة الـ3 من ناحية تلوث الهواء، وردت محافظة مرسين (جنوب)، والتي تعد من أكثر المدن حيوية؛ حيث تمتلك ميناءً على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وبلغ عدد سكانها عام 2015 نحو 1.7 مليون نسمة، كما تم تصنيفها كعاشر مدينة تركية ازدحاماً بالسكان.
التقرير أضاف أن المدينة الوحيدة التي تصلح للعيش نتيجة قلة التلوث بها، عن بقية محافظات تركيا، هي محافظة أرداهان (شمال شرق)، ويصل تعداد سكانها إلى 19 ألف نسمة.
وذكر التقرير أن 51 ألفاً و574 شخصاً ماتوا بسبب تلوث الهواء الذي أحدث لهم أمراضاً مزمنة في تركيا، عام 2017، وهو 7 أضعاف ضحايا حوادث السير بالبلاد في السنة ذاتها.
وتصدّرت إسطنبول المدن الأكثر احتضاناً للمتوفين جراء تلوث الهواء، تلتها مدينة "بورصه" (غرب)، ثم العاصمة أنقرة.
ودأب نظام أردوغان خلال الأعوام الماضية على ارتكاب كثير من الجرائم البيئية المختلفة من مذابح الأشجار، ما أدى إلى انخفاض مساحات الغابات، وتقلّص المساحات المزروعة، فضلاً عن ملاحقة ذلك النظام لنشطاء البيئة والعاملين فيه قضائياً، وسجنهم.
هذا إلى جانب السياسات الفاشلة التي يتّبعها النظام التركي في القطاع الزراعي، والتي أدت إلى عزوف الفلاحين عن الزراعة، بعد الارتفاع الرهيب في أسعار البذور والمبيدات.
وقبل عدة أيام سلّطت صحيفة "برغون" التركية الضوء على التداعيات السلبية لمشاريع نظام أردوغان، وآثارها المدمرة على صحة المواطنين والبيئة.
وذكرت الصحيفة أن محطة توليد الطاقة الحرارية التي تعمل بالفحم في منطقة ياطاغان التابعة لولاية موغلا، جنوب غربي البلاد، والمناجم التي توفر لها الفحم، يسفر جميعها عن تفشي مرض السرطان بين سكان المنطقة.
ولفتت الصحيفة إلى تقارير طبية تؤكد أن 90% من سكان المنطقة مصابون بمرض السرطان اللعين تأثراً بأبخرة الفحم المتصاعدة من المحطة.
وفي يونيو/حزيران، اعتقلت الشرطة التركية 33 شخصاً من بينهم صحفية بعد الاعتداء عليهم بالضرب؛ لمنعهم من تسليط الضوء على سلبيات سد "إليسو" الاصطناعي الذي تعتزم السلطات ملأه.
وحسب العديد من وسائل الإعلام المحلية آنذاك، اعتدت قوات الأمن على أعضاء في حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ببلدة حسن كيف أو حصن كيفا بولاية باطمان ذات الغالبية الكردية، جنوب شرقي تركيا.
كما لاحقت القوات الصحفيين الذين وجدوا بالمكان، للتحقق من هوياتهم.
ووفق الصحيفة، نقلاً عن مبادرة "إبقاء حصن كيفا حية" (غير حكومية)، فإن للسد أضراراً بيئية كبيرة تهدد صحة السكان والكائنات الحية بنهر دجلة، كالأسماك.
المبادرة قالت كذلك إنه من المتوقع أن يغمر الماء بلدة "حصن كيفا" على ضفاف نهر دجلة، ما يؤدي لغرق نحو 200 منطقة سكنية (قرى ونجوع) قائمة على ضفاف النهر.
وذكرت الصحيفة أنه كان من المفترض ملء السد اعتباراً من 10 يونيو/حزيران، حسبما أفادت تقارير رسمية قبل ذلك، غير أن هذا الأمر تم إرجاؤه.
ويعد سد "أليسو" المقام على بعد 50 كيلومتراً من مدينة الموصل العراقية، ثاني أكبر السدود التركية، بعد سد أتاتورك المقام على نهر الفرات.
وباتت مساجد وقصور ومساكن محفورة في الكهوف بمنطقة حصن كيفا التركية التاريخية، مهددة بالغرق والاختفاء، نتيجةَ تلك السدود العملاقة التي تحتجز مياه نهري الفرات ودجلة، من أجل توليد الطاقة، وتجعل تركيا متحكمة بجريان مياه النهرين إلى الأراضي العراقية.
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjI0OCA= جزيرة ام اند امز