نيروبي تشهد اجتماع برلمان العالم للبيئة.. الكوكب يترقب خطة الحماية
جمعية الأمم المتحدة للبيئة تعقد اجتماعها السادس
قالت ليلى بن علي، وزيرة التحول في مجال الطاقة بالمغرب: "يجب علينا إيجاد طرق عملية لتعزيز حقوق الإنسان في بيئة صحية، وهو أمر بالغ الأهمية".
بهذا التصريح، استبقت الوزيرة المغربية ورئيسة الدورة السادسة من اجتماعات جمعية الأمم المتحدة للبيئة "UNEA-VI" موعد انطلاق اجتماع أعلى هيئة لصنع القرار في العالم بشأن المسائل المتعلقة بالبيئة.
ويجتمع رؤساء الدول وأكثر من 5000 ممثل وقائد في العاصمة الكينية نيروبي اعتبارًا من يوم غدٍ الاثنين لحضور المؤتمر السادس للأمم المتحدة للبيئة الذي يستمر خمسة أيام.
- خطة منديز جاهزة لتغيير العالم.. تجربة لاتينية في الطاقة النظيفة
- تغير المناخ يهدد بآثار كارثية على التنوع البيولوجي
تأتي النسخة السادسة من اجتماع الجمعية على خلفية أن 2023 كان العام الأكثر دفئًا على الإطلاق.
ومع تسبب موجات الحر والعواصف والجفاف في إحداث الفوضى، دعت جمعية الأمم المتحدة للبيئة (UNEA) إلى تعزيز الجهود المتعددة الأطراف لمعالجة الأزمة الكوكبية المتمثلة في تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات.
قراران و20 مشروعاً على الطاولة
الجمعية، التي تجتمع عادة مرة كل سنتين وتجتمع فيها رؤى من قطاع الأعمال والحكومات والمؤسسات العلمية والمجتمع المدني، هي أعلى هيئة لصنع القرار في العالم بشأن المسائل المتعلقة بالبيئة وتضم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة.
وقال مراقبون إن هناك 20 مشروع قرار وقرارين مطروحين على الطاولة، من بينها قرار بشأن المعادن وقضية التعدين.
وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في وقت سابق من هذا الشهر: "سوف تركز الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة بشكل خاص على الكيفية التي يمكن بها لتعددية الأطراف أن تساعدنا على القيام بذلك".
وتابعت: "سوف يدفع العمل الموحد والشامل والمتعدد الأطراف الذي يعالج كل فرع من جوانب الأزمة الكوكبية الثلاثية باعتبارها تحدياً واحداً لا يتجزأ."
وسبق انعقاد جمعية الأمم المتحدة للبيئة، التي يطلق عليها أيضا "البرلمان العالمي المعني بالبيئة وفقا للوزراء والشركاء في تحالف المناخ والهواء النظيف (CCAC) الذي عقده برنامج الأمم المتحدة للبيئة"، جهد رئيسي للهواء النظيف لتوفير منصة لتعزيز التنسيق الإقليمي وتعزيز التعاون الإقليمي، ومشاركة القطاع الخاص، وإجراءات السياسات القائمة على البيانات، والتمويل، والعلوم.
وسيلقي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس خطابه في افتتاح الجزء الرفيع المستوى الذي سيعقد يومي 29 فبراير/شباط و1 مارس/آذار.
خطة عالمية لحماية الكوكب
تضم فعاليات الاجتماع جلسة عامة افتتاحية، تتضمن بيانات لكبار الشخصيات وبيانات وطنية؛ وثلاثة حوارات على مستوى القيادة، وحوار بين أصحاب المصلحة المتعددين، وجلسة عامة ختامية ستتخذ خلالها جمعية الأمم المتحدة للبيئة إجراءات بشأن مشروع الإعلان الوزاري بالإضافة إلى مشاريع القرارات والمقررات.
ويخطط قادة الحكومات لاستغلال الجمعية لتجديد الدعوات لإحراز تقدم في أهداف التنمية المستدامة، وهي خطة عالمية لحماية الكوكب وتعزيز الرخاء.
وتشير تقارير حديثة إلى أن 15% فقط من الأهداف، التي يجب تحقيقها في عام 2030، تسير على الطريق الصحيح.
وتقول ليلى بن علي، وزيرة التحول في مجال الطاقة في المغرب ورئيسة "UNEA-VI": "نحن نعلم أنه عندما نحمي العالم الطبيعي، تتحسن الصحة العامة. وعندما نركز على الحلول المستدامة لأزمة المناخ، تصبح اقتصاداتنا أقوى."
وسيكون على جدول أعمال الجمعية أيضًا سبل معالجة الزيادة الكبيرة في المواد البلاستيكية المهدرة والمستهلكة للوقود، والتي تغذي أزمة المناخ.
البلاستيك وأزمة المناخ
حسب الدراسات فإن أكثر من 99% من البلاستيك مصنوع من مواد كيميائية مصدرها الوقود الأحفوري، وهي المواد المسؤولة عن 86% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العقد الماضي.
ويعزز التلوث البلاستيكي الحاجة إلى معاهدة ملزمة بشأن البلاستيك، بالإضافة إلى معاهدة للوقود الأحفوري يمكنها معالجة السبب الجذري لأزمة التلوث البلاستيكي، وأزمة المناخ من خلال التخلص التدريجي من إنتاج النفط والغاز والفحم.
وفي عام 2022، انتهت الجمعية بموافقة الدول على إطلاق مفاوضات بشأن صك عالمي ملزم قانونًا لإنهاء التلوث البلاستيكي.
وكان ذلك واحدا من سلسلة من الاتفاقيات الدولية الطموحة المتعلقة بالبيئة، وفي سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت الدول والشركات على اتفاقية تاريخية لمنع التلوث الناجم عن المواد الكيميائية والنفايات.
وبعد شهرين، في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP28" التي استضافتها دولة الإمارات، تعهدت البلدان للمرة الأولى بالانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل مفرط ويؤدي إلى تغير المناخ، وكان واحد من أبرز الإنجازات التاريخية غير المسبوقة في قمم المناخ.
ويرى الباحثون أنه إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء، فسوف يرتفع إنتاج البلاستيك السنوي بنسبة 22% بين عامي 2024 و2050، كما سوف يقفز التلوث البلاستيكي بنسبة 62% بين عامي 2024 و2050.
ومن خلال الاستمرار في العمل كالمعتاد، سيولد العالم ما يكفي من النفايات بين عام 2010 و2050 لتغطية جزيرة مانهاتن بأكملها بكومة من البلاستيك يبلغ طولها 3.5 كيلومتر، أي ما يقرب من 10 أضعاف ارتفاع مبنى إمباير ستيت.
ومع ذلك، فمن خلال معاهدة قوية للأمم المتحدة بشأن المواد البلاستيكية تتضمن المزيج الصحيح من تسع سياسات للحد من البلاستيك، يمكن القضاء على التلوث البلاستيكي فعليًا في عام 2040 - مع تقليل توليد النفايات التي تتم إدارتها بشكل سيئ بنسبة 89 في المائة إلى 10 ملايين طن متري سنويًا أكثر قابلية للإدارة في عام 2040.