أسباب غيرة الرجال من النساء.. كيف تؤثر الأدوار الاجتماعية والبيولوجية على الغيرة بين الجنسين؟
في دراسة حديثة، تم تسليط الضوء على الفروقات في الغيرة بين الجنسين، وكيف يعكس هذا الشعور الطريقة التي يرى بها الرجال والنساء بعضهم البعض في السياق المجتمعي المعاصر.
فالغيرة، كظاهرة إنسانية معقدة، تتأثر بعوامل متعددة تشمل الجوانب الاجتماعية، البيولوجية، والنفسية؛ فما الذي يثير الحسد لدى الرجال والنساء؟
أسباب الغيرة بين الرجال والنساء
في دراسة أُجريت في جامعة أوسترافا بالتشيك، أُزيح الستار عن أنواع الغيرة التي يشعر بها كل من الرجال والنساء تجاه بعضهم البعض، مما ألقى الضوء على أسباب هذا الشعور، وأبرزها ما يلي:
1. الغيرة الاجتماعية والبيولوجية
كشفت الدراسة أن النساء يعبرن عن غيرة تجاه الرجال بسبب الامتيازات الاجتماعية التي يتمتعون بها، مثل:
- الرواتب المرتفعة: التي تمنحهم استقلالية مالية وفرصًا أفضل للتطور المهني.
- المكانة الاجتماعية المرموقة: المرتبطة غالبًا بالأدوار القيادية.
- القوة الجسدية: التي تمنحهم تفوقًا في بعض المجالات العملية.
- غياب التحديات البيولوجية: مثل الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث.
على الجانب الآخر، أبدى الرجال غيرة من النساء بسبب:
- الجمال الجسدي: الذي يُنظر إليه كعامل جذب اجتماعي قوي.
- القدرة على التأثير والإغواء: التي توفر لهن نفوذًا غير مباشر في العلاقات الاجتماعية.
- الأمومة: التي تتيح لهن دورًا فريدًا في تكوين الأسرة.
2. الضغط الاجتماعي
رغم تقدم المجتمع نحو مزيد من المساواة، فإن الأدوار الاجتماعية التقليدية لا تزال تؤثر بشكل كبير على تصورات الجنسين، وتأتي تأثيرات الضغط الاجتماعي على الجنسين على النحو التالي:
- تأثيرات الضغط الاجتماعي على النساء: تواجه النساء ضغوطًا متزايدة للحفاظ على مظهرهن الخارجي، مما يؤدي إلى شعور بالغيرة تجاه حرية الرجال في تجاوز هذه المعايير.
- تأثيرات الضغط الاجتماعي على الرجال: يُتوقع من الرجال إظهار الاستقرار العاطفي وقمع التعبير عن المشاعر، مما يجعلهم يغارون من قدرة النساء على التعبير بحرية عن عواطفهن.
نتائج الدراسة: اختلافات واضحة في دوافع الغيرة
شملت الدراسة 1769 مشاركًا من مختلف الأعمار في جمهورية التشيك، وتمحور السؤال الرئيسي حول ما يثير غيرة المشاركين من الجنس الآخر.
- النساء: عبّرن عن غيرة تجاه المزايا المهنية والاجتماعية للرجال، وأظهرن رغبة في الحصول على القوة الجسدية والحرية من التحديات البيولوجية.
- الرجال: أبدوا غيرة من جمال النساء وتأثيرهن الاجتماعي، وعبّروا عن رغبتهم في القدرة على الإنجاب وتعدد الأدوار الأسرية والاجتماعية.
3. الاختلافات البيولوجية والأبعاد النفسية
من حيث الاختلافات البيولوجية، كانت يشعرن بالغيرة تجاه القوة الجسدية للرجال وقدرتهم على تجنب ضغوط التغيرات الهرمونية مثل الدورة الشهرية. أما الرجال يغارون من قدرة النساء على الحمل والإنجاب، وهو دور بيولوجي فريد لا يمكنهم منافسته.
وعن الأبعاد النفسية، فالنساء يغارون من استقرار الرجال العاطفي وقدرتهم على اتخاذ قرارات منطقية تحت الضغط. أما الرجال، فيشعرون بالغيرة من قدرة النساء على التوفيق بين المسؤوليات المتعددة بشكل أكثر كفاءة.
رغم المشاعر المختلفة التي أظهرتها الدراسة، لاحظ الباحثون أن نسبة كبيرة من المشاركين لم يعترفوا بغيرة تجاه الجنس الآخر، مما يشير إلى أن بعض الأفراد يتقبلون التفاوتات ولا يرونها مصدرًا للتنافس.
ورغم أن الدراسة ركزت على مجتمع محدد (التشيك)، فإن نتائجها تقدم رؤى قيمة حول العلاقات بين الجنسين. فهي تفتح الباب للنقاش حول كيفية تأثير الأدوار الاجتماعية والاختلافات البيولوجية على تصورات الرجال والنساء لبعضهم البعض، مع إمكانية تطبيق هذه الأفكار على مجتمعات أخرى.
المصدر:
- موقع (IFLscience).