ليونارد ليو.. مستشار ترامب الذي أعاد تشكيل النظام القانوني الأمريكي
على مدار عقود عمل ليونارد ليو المسؤول التنفيذي في الجمعية الفيدرالية على نقل السلطة القضائية إلى اليمين، حيث أعاد تشكيل النظام القانوني الأمريكي وحوله إلى قوة محافظة.
ورغم إدراك ليو المبكر أن الحصول على أغلبية في المحكمة العليا أمر مهم لكنه ليس كافيًا إلا أنه ساعد على تحقيق ذلك أيضًا حسبما ذكر موقع "بيزنس إنسايدر".
وقال الموقع إنه بحسابات المناصب قد يبدو أن أهمية ليو ليست كبيرة فهو لم يجلس على منصة القضاء أو يترافع أمام المحاكم ولم يشغل منصبا منتخبا أو يدير كلية للحقوق.
وأضاف أن الأمريكيين لم يسمعوا عن ليو إلا بسبب دوره في بناء الأغلبية المحافظة في المحكمة العليا، حيث أعد قوائم القضاة المحتملين التي أطلقها الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية لعام 2016، وكان مستشارًا لترامب بشأن ترشيح نيل جورساتش وبريت كافانو وإيمي كوني باريت للمحكمة.
كما ساعد ليو على اختيار أو تثبيت قضاة المحكمة المحافظين الثلاثة الآخرين وهم كلارنس توماس، وجون روبرتس، وصامويل أليتو.
ومنذ عقود مضت، أدرك ليو أنه لا يكفي أن يتمتع المحافظون بأغلبية بين قضاة المحكمة العليا، لكن يتعين عليهم السيطرة على النظام القانوني وبدأ بالفعل في بناء آلية لذلك.
وكون ليو صداقات مع قضاة المحكمة العليا المحافظين كما اعتمد على شبكة اتصالاته لتعيين رعايا الجمعية الفيدرالية في الوظائف الكتابية والقضاة والوظائف في البيت الأبيض وعبر الحكومة الفيدرالية، كما اتصل شخصيًا بالمدعين العامين في الولايات للتوصية بالتعيين في المناصب الأساسية مثل المحامين العامين، والمتقاضين المجهولين الذين يمثلون الولايات أمام المحكمة العليا.
وفي الولايات التي تنتخب رجال القانون أنفقت المجموعات المقربة من ليونارد ليو ملايين الدولارات لوضع حلفائه على مقاعد القضاء وفي الولايات التي تعين كبار القضاة، كان يناور للعب دور في اختيارهم.
وأصبح ليو أحد أكبر جامعي التبرعات في السياسة الأمريكية وتظهر سجلات الضرائب أنه بين عامي 2014 و2020، جمعت المجموعات التي تدور في فلكه أكثر من 600 مليون دولار وتتضمن الجهات المانحة له الملياردير بول سينغر، وقطب العقارات هارلان كرو، وعائلة كوخ.
ويبدو أن ليو أدرك أهمية التعيينات القضائية قبل وقت طويل من فهم الليبراليين والديمقراطيين لذلك الأمر.
وقالت كارولين فريدريكسون، الأستاذة الزائرة في كلية الحقوق بجامعة جورج تاون "إن اليسار لم يفهم أبدا قوة المحاكم كآلة سياسية.. لكنهم فعلوا ذلك على اليمين".
ويرى المؤرخون وخبراء القانون أنه من الصعب تسمية شخصية مماثلة لليونارد ليو في الحياة القانونية الأمريكية.
وقال ريتشارد فريدمان، أستاذ القانون والمؤرخ في جامعة ميشيغان "لا أستطيع أن أفكر في أي شخص لعب دورًا بهذه الطريقة".
ولد ليو في لونغ آيلاند في عام 1965 وتوفي والده في طفولته وتزوجت والدته واستقرت العائلة في النهاية في نيوجيرسي، والتقى زوجته سالي شرودر في المدرسة الثانوية وقال عن تلك المرحلة إنه كان بارعا جدا في جمع الأموال.
التحق بكلية الحقوق في جامعة كورنيل عام 1983 وفي خريف 1985 عمل كمتدرب في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ حيث تعرف على الجمعية الفيدرالية التي لم يكن لها وجود في جامعته فتولى تأسيس ذلك فرعا لها في خريف 1986.
وبعدما أنهى دراسته انتقل وزوجته إلى واشنطن حتى يتمكن من العمل ككاتب لقضاة فيدراليين ثم كان عليه الاختيار بين قبول وظيفة في شركة، أو العمل بدوام كامل في الجمعية الفيدرالية الناشئة وبالطبع اختار الوظيفة الثانية.
وكان لدى ليو قناعة أنه حتى المرشح المحافظ ظاهريًا يمكن أن يخيب الآمال في قرارته لذلك قرر وحلفاؤه حل هذه المشكلة المتكررة من خلال مرشحين لا يدينون فقط بالولاء للقضية بل يستطيعون أيضا الصمود في مواجهة الضغوط، أو بمعنى آخر البحث عن عقول شابة موهوبة بين طلبة كليات الحقوق والنهوض بمسيرتهم المهنية، ودعمهم بعد النكسات، وعزلهم عن الانجراف الأيديولوجي.