حبار قتل أثناء التهام فريسته.. حفرية ملحمية تكشف الأسرار
خلصت دراسة جديدة إلى أن مخلوقا يشبه الحبار كان في خضم التهام قشريات، قبل أن يهجم عليه وحش بحري ربما سمكة قرش فقضم جانبه الإسفنجي وقتله.
سبح القرش بعيدًا بعد فعلته، لكن القشريات والحيوان الشبيه بالحبار، غرقا في قاع البحر، وتحجرا معًا على مدى العصور اللاحقة فيما يعرف الآن بألمانيا، لينتجا معا حفرية فريدة يبلغ عمرها 180 مليون عام، تمت دراستها ونشرت تفاصيلها بالعدد الأخير من "المجلة السويسرية لعلم الحفريات"
والحفرية الناتجة عن المخلوق صاحب الـ 10 أذرع وزعنفة ويطلق عليه (بيلمنيت)، تنتمي إلى فترة أوائل العصر الجوراسي، وهي واحدة من حوالي "10 عينات من البليمنيت مع الأنسجة الرخوة المحفوظة جيدًا في جميع أنحاء العالم"، وفقًا للباحث الرئيسي للدراسة كريستيان كلوج، أمين متحف الحفريات بجامعة زيورخ، والأستاذ في معهد علم الحفريات التابع لها.
ويقول كلوج في تقرير نشره موقع "لايف ساينس" في 11 مايو/أيار الجاري: "تُظهر الحفرية كيف تصبح الحيوانات المفترسة أحيانًا فريسة، فالمفترسات تميل إلى الشعور بالسعادة عندما تأكل، وتنسى الاهتمام الجيد بمحيطها والخطر المحتمل".
ويوضح أن هذه الحفرية ألهمتهم إلى وضع مصطلح جديد وهو (البابلوت)، وأصله من كلمتين لاتنيتين تعنيان "الطعام" و"الحجر"، ويشير ذلك إلى وجبة (بقايا الطعام) التي لا تدخل أبدًا إلى الجهاز الهضمي للمفترس وتتحجر لاحقًا، وفي هذه الحالة ستكون تلك البقايا هي (البيلمنيت).
ويضيف أن مصطلح البابلوت يمكن أن "يقدم دليلاً على الافتراس غير المكتمل، وهو ما حدث على الأرجح في الحفرية موضع الدراسة، فمن الممكن أن يكون القرش استهدف عن قصد الأجزاء الإسفنجية من (البيلمنيت)، بدلاً من طرفه الصلب المدبب، فعلى الأرجح أن الحيوانات المفترسة الفقارية تعلمت تجنب هذا الجزء الذي يصعب هضمه، ونتيجة لذلك قد تكون تلك الحيوانات قاتلة من الأجزاء الرخوة التي لم تكن محمية بشكل جيد".
ويعود تاريخ اكتشاف الحفرية محل الدراسة إلى عام 1970، حين اكتشفها جامع الأحافير ديتر ويبر في محجر صغير بالقرب من هولزمادن، وهي قرية صغيرة بالقرب من شتوتجارت جنوب غربي ألمانيا.
وشاهد الباحث المشارك في الدراسة جونتر شفايجرت، أمين اللافقاريات الجوراسية والطباشيرية في متحف الدولة للتاريخ الطبيعي في شتوتجارت، العينة في عام 2019 أثناء زيارة مجموعة ويبر، فطلب من المتحف شرائها.
وبدأ الباحثون على الفور دراسة العينة، واكتشفوا أن (البليمنيت) هو النوع المعروف باسم "باسالوتيوثيس لايفيجاتا"، الذي تم العثور على بقاياه المتحجرة في أوروبا والمغرب في صخور تعود إلى العصر الجوارسي (183 مليون إلى 174 مليون سنة).
وكان "باسالوتيوثيس لايفيجاتا" مخلوقًا صغيرًا، يبلغ طوله حوالي 4 بوصات (9.3 سم)، وكانت أذرعه الـ10 يصل طولها إلى 3.5 بوصات (9 سم) ويحمل صفوفًا مزدوجة من خطافات الذراع، وكانت هذه الخطافات، البالغ عددها 400 خطاف، تساعده على الإمساك بالفريسة الزلقة.