سياسات أردوغان القمعية تضرب قطاع السياحة في تركيا
إحصاءات رسمية أوضحت أن عدد السياح السعوديين بلغ هذا العام 41 ألفًا فقط، ليحلوا في المرتبة الـ11 بعد أن كانوا في المرتبة الـ4.
أظهرت مؤشرات صادرة عن وزارة السياحة التركية أن عدد السائحين تراجع بنسبة 8.12% خلال شهر مارس/آذار الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2018، وهي دلالة على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ يخسر الرهان على قطاع السياحة باعتباره الحصان الرابح للاقتصاد التركي الذي يوفر له أكثر من 32 مليار دولار سنويا بحسب آخر إحصائية لعام 2018، وسط تدهور الليرة التي خسرت نحو 20% من قيمتها خلال 2018، وكذلك انخفاض الاحتياطيات الأجنبية، وهو ما توقعه صندوق النقد في بيان سابق له معلقًا: "المخاوف الأمنية أضرت بإيرادات تركيا من السياحة وهي مصدر رئيسي للعملة الأجنبية".
وهناك سبب آخر يزيد من نزيف الخسائر لدى قطاع السياحة التركية هو خسارة حزب أردوغان في الانتخابات المحلية واكتشاف ديون بملايين الليرات على البلديات التي كانت تتبع حزب العدالة والتنمية قدرت بحسب آخر إحصائية بما يزيد على 111 مليون ليرة، وكذلك اتباع حكومة أردوغان لسياسة القمع وكبت الحريات بشكل فادح جعل العديد من السائحين يعزفون عن تركيا باعتبارها دولة قمعية لا تحترم حريات الإنسان.
- ديون تتعدى 111 مليون ليرة.. فساد حزب أردوغان على لوحة بباب بلدية أربا
- تايم لاين.. ليرة تركيا في مهب عواصف سياسية واقتصادية بإمضاء أردوغان
وقال إيهاب عبدالعال عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة: إن السياحة نشاط حساس جدا، مشيرا إلى أن أي بلد به عدم استقرار القيادة السياسية، وتحدث به أي هزة تسيء علاقاتها بالدول الأخرى، فذلك يتسبب في انحسار الحركة السياحية.
وأضاف عبدالعال في تصريحات لـ "العين الإخبارية": الحركة والأوضاع السياسية التي تحدث بتركيا ونجاح أردوغان بنسبة قليلة، بالإضافة إلى آرائه عن دول منطقة الخليج من أهم عوامل تراجع السياحية، لأنها تعتبر من دول منطقة الشرق الأوسط.
وأشار عبدالعال إلى أن المحظورات والقيود التي وضعتها مجموعة من الدول على مسافريها لتركيا أثرت أيضا بالسلب كالسعودية ومصر التي اشترطت استخراج التصاريح الأمنية قبل السفر، فتركيا كانت من الدول الواعدة في السياحة، وكانت إيراداتها ترتفع سنويا.
وأوضح عبدالعال أنه لعودة مصر للسياحة أثر آخر في أخذ شريحة من السياحة في تركيا، وذلك بعد استقرار الأوضاع المصرية.
وفي السياق نفسه، قال الخبير السياحي عمرو صدقي ورئيس لجنة السياحة بمجلس النواب المصري: إن تراجع قطاع السياحة في تركيا يرتبط بالأمور السياسية التي تمر بها البلاد والتي تؤثر على السياحة بشكل خاص، مما يجعل أعداد السائحين من مختلف الجنسيات تتراجع.
وأضاف صدقي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن التراجع أيضا يعود إلى درجة توتر العلاقات بين بلدين كالسعودية وتركيا نتيجة بعض المواقف السياسية والاقتصادية التي وقعت مؤخرا، فلذلك أثر سلبي كبير على سوق السياحة بصفة خاصة .
وعن تراجع نسب سياحة الروس في تركيا، يشير صدقي إلى أن الأحوال الاقتصادية والوضع العام بروسيا لم يتحسن بعد، مشيرا إلى أن مصر تعرضت لأزمات كثيرة خلال الفترات الماضية ومع ذلك استمر السائح الروسي في الإقبال عليها بعدما لمس تحسنا في الأوضاع الاقتصادية والأمنية، بخلاف تركيا التي فقدت شريحة عريضة من السائحين بسبب التوترات السياسية والممارسات القمعية للحكومة التركية.
يذكر أن وزارة السياحة التركية أعلنت، الخميس الماضي، أن عدد السائحين تراجع بنسبة 8.12% خلال شهر مارس/آذار الماضي مقارنة بالشهر نفسه من عام 2018، وذلك بسبب تأثير الصراع والهجمات والخلافات الدبلوماسية على هذا القطاع .
وأظهرت إحصاءات تركيا الرسمية أن عدد السائحين السعوديين بلغ هذا العام 41 ألفًا فقط، ليحلوا في المرتبة الحادية عشرة بعد أن كانوا في المرتبة الرابعة، ومعظمهم دخلوا عبر مطار أتاتورك الدولي.
aXA6IDMuMTQxLjIwMS45NSA= جزيرة ام اند امز