أردوغان يبدأ عهد "السلطان": لا نقاش بعد اليوم
قال الرئيس التركي إن "النقاشات منذ الآن انتهت.." في أول كلمة له عقب إقراره التعديلات الدستورية التي تمنحه صلاحيات غير مسبوقة.
قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، إن "النقاشات منذ الآن انتهت وسيكون تركيزنا حول المرحلة المقبلة وانتقال تركيا نحو النظام الرئاسي".
جاء ذلك في أول كلمة لأردوغان ألقاها أمام حشد جماهيري من أنصاره في خطاب بقصره الرئاسي في أنقرة، عقب الإعلان رسمياً عن تصويت الأتراك لصالح التعديلات الدستورية التي تمنح الرئيس التركي سلطات غير مسبوقة، وتمكن أردوغان من البقاء على رأس السلطة حتى 2029.
وحض الرئيس التركي ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا الذين قاموا بمراقبة الاستفتاء الدستوري على "أن يعرفوا حدودهم"، وذلك بعد نشرهم تقريرا أوليا تضمن انتقادات لمجريات الاستفتاء والحملة التي سبقته.
وقال أردوغان:"إنهم يعدون تقريرا كما يحلو لهم اعرفوا حدودكم"، مضيفا "لا ننظر إلى أي تقرير قد تعدونه ولا نأخذه في الاعتبار".
وأعلن أن تركيا قد تجري استفتاء على طلب عضويتها في الاتحاد الأوروبي بعدما صوت الأتراك لصالح توسيع سلطاته الرئاسية.
وقال أردوغان في إشارة إلى طلب عضوية بلاده في الاتحاد "طوال 54 عاما، ما الذي جعلونا نفعله على باب الاتحاد الأوروبي؟ الانتظار!"، منتقدا تهديدات قادة الاتحاد الأوروبي بتجميد مفاوضات العضوية مضيفا "سنجلس ونتحدث، ويمكن أن نجري استفتاء بهذا الشأن كذلك".
وتدهورت العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في الأشهر الأخيرة، واتهم الرئيس التركي بعض القادة الأوروبيين بـ"ممارسات نازية" بعد إلغاء تجمعات مؤيدة له وخصوصا في ألمانيا وهولندا.
وتابع: "الاتحاد الأوروبي يهدد بتجميد المفاوضات، بصراحة، هذا الأمر ليس ذا اهمية كبيرة بالنسبة إلينا. فليبلغونا قرارهم".
ومفاوضات انضمام أنقرة إلى الكتلة الأوروبية معطلة منذ أعوام عدة.
التصويت على التعديلات التي روج لها حزب أردوغان بكثافة خلال الشهور الماضية، ووقفت ضدها المعارضة التركية بشدة، جاء بأغلبية "حرجة" تجاوزت بالكاد النصف، وهي التعديلات التي زادت من حدة الخلافات بين تركيا وأوروبا، التي عارضت كثير من دولها إقامة تجمعات دعائية لصالح تعديلات أردوغان، وهي الإجراءات التي اعتبرها أردوغان "نازية".
- أوروبا: استفتاء تركيا شابته مخالفات أخلت بالمعايير الدولية
- ويكيبيديا بعد الاستفتاء التركي: أردوغان ديكتاتور
وقال أردوغان أمام أنصاره في العاصمة التركية أنقرة: "انتقلنا إلى مرحلة جديدة وهناك من هم منزعجون منها، لكن إرادة الشعب تجسدت ولا يوجد صوت أو قرار فوق إرادة وقرار الشعب".
الرئيس التركي اعتبر الـ15 من يوليو/تموز في العام الماضي كان نقطة الانعطاف بالنسبة لتركيا، في إشارة إلى محاولة الانقلاب الفاشلة ضده، فيما اعتبر أن "16 إبريل/نيسان تم اتخاذ القرار من الشعب التركي".
وأضاف: "ستنتقل الجمهورية التركية إلى النظام الرئاسي وكان قرار الشعب التركي هو المقرّر الوحيد بذلك".
وتابع أردوغان: "منذ الآن وإلى موعد الانتخابات المقبلة هناك الكثير من المهام تنتظرنا وسيقوم مجلس الأمة بإجراء التغييرات اللازمة".
وحمّل الرئيس التركي قوى خارجية، لم يسمها، مسؤولية دعم حملة "لا" الرافضة للتعديلات الدستورية، وقال إن تلك القوى قادوا حملة لذلك ولكنهم لم يقوموا بشرح الحقيقة للشعب التركي.
وأفصح أردوغان عن نتيجة الاستفتاء، مشيراً إلى أن التعديلات الدستورية أُقرت بأصوات 25 مليوناً و200 ألف مواطن، ولذلك فإن النقاشات حول هذا الموضوع انتهت الآن.
وبدأ الرئيس التركي وعود ما بعد التعديلات بأن الحكومة بصلاحياتها والتي أصبحت بحسب متابعين للشأن التركي مهمشة في مقابل سلطات أردوغان، تستمر في جميع المشروعات، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019 سيكون التطبيق الكامل للتعديلات الدستورية.