أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إلى الجزائر يوم 26 يناير الماضي، بعد أيام من القيام بزيارة مريبة إلى جارتها تونس، في محاولة بائسة منه لحشد دول الجوار الليبي للوقوف في صف مليشيات حكومة الوفاق في وجه الجيش الليبي، الذي يسيطر على 96% من التراب الليب
أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة إلى الجزائر يوم 26 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أيام من القيام بزيارة مريبة إلى جارتها تونس، في محاولة بائسة منه لحشد دول الجوار الليبي للوقوف في صف مليشيات حكومة الوفاق في وجه الجيش الليبي، الذي يسيطر على 96% من التراب الليبي، ولكن السلطان الموهوم كان كالدبة التي قتلت صاحبها، فكيف حدث ذلك؟
"صادات".. الذراع الطولى لأردوغان بأفريقيا
قبل الزيارة التي قام بها أردوغان، كان موقف الحكومة الجزائرية أقرب إلى صف حكومة الوفاق؛ حيث صدر بيان عن رئاسة الجمهورية الجزائرية يوم 6 يناير/كانون الثاني، أعلنت فيه أن العاصمة الليبية طرابلس خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وهي إشارة صريحة إلى عدم موافقة الجزائر على عمليات الجيش الليبي في المنطقة الغربية.
مرتزقة أردوغان يواصلون استهداف المدنيين بطرابلس
وبعد أيام من زيارته، حاول أردوغان الوقيعة بين فرنسا والجزائر بالحديث عن شهداء الثورة الجزائرية، ناسباً الحديث للرئيس عبدالمجيد تبون، وهو الأمر الذي استدعى رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية الجزائرية إلى إصدار بيانات شديدة اللهجة تحذر أردوغان من محاولة تكرار التدخل في الشأن الداخلي الجزائري أو الحديث عن الذاكرة الوطنية لبلد المليون شهيد.
وبدأ الموقف الجزائري من الأزمة يتغير شيئاً فشيئاً؛ حيث تمت دعوة وزير خارجية الحكومة الليبية المؤقتة عبدالهادي الحويج للحضور لدول الجوار، لمناقشة الأوضاع في ليبيا، وهو الأمر الذي احتجت عليه حكومة الوفاق.
الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل قام وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم يوم 5 فبراير/شباط، بزيارة إلى مدينة بنغازي، التقى فيها رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني ووزير الخارجية عبدالهادي الحويج، قبل أن ينتقل إلى الرجمة للقاء المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، ليسلمه دعوة من الرئيس عبدالمجيد تبون لزيارة الجزائر.
أردوغان المتقلب وسياسة اللاسياسة
وفي الـ20 من فبراير/شباط، عبّر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، عن استعداد بلاده للعب دور الوساطة بين طرفي النزاع في ليبيا، وأن الجزائر وسيط أمين وذو مصداقية ويحظى بقبول من جميع القبائل الليبية، لتكون زيارة أردوغان نقطة تحول مفصلية في الموقف الجزائري من الصراع في ليبيا.