أردوغان يواصل تكميم الأفواه.. اعتقال 3 صحفيين وفصل رابع من عمله
الصحفيون تعتقلهم السلطات خلال تأدية عملهم وتسليطهم الضوء على معاناة المعتقلين داخل سجون أردوغان.
اعتقلت السلطات التركية ثلاثة صحفيين، في إطار السياسات التي يتبعها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان لتكميم الأفواه، وتقييد حرية الرأي والتعبير لمنعهم من كشف انتهاكات حقوق الإنسان.
- "انقلاب إسطنبول".. رجال أردوغان يهددون الفنانين المؤيدين لإمام أوغلو
- إمام أوغلو: لجنة الانتخابات أبطلت فوزي نزولا عند رغبة أردوغان
وذكرت وسائل إعلام تركية، السبت، أن قوات الأمن اعتقلت عددا من الصحفيين وهم زينب قوراي، وعرفان تونش شاليك، وجانان جوشقون.
وجاء اعتقال الصحفيين خلال تأديتهم مهام عملهم، ففيما اعتقلت قوراي خلال تغطيتها للفعالية التي أقيمت في "سوق مصر" بحي الفاتح في مدينة إسطنبول؛ لتسليط الضوء على المضربين عن الطعام والأحوال السيئة للسجون التركية.
اعتقل تونش شاليك أثناء تغطيته فعالية مبادرة "أمهات السلام" الكردية أمام سجن بكركوي؛ لتسليط الضوء على معاناة المعتقلين داخل السجون.
كما اعتقلت السلطات مراسل صحيفة ميديا سكوب (Medyascope) الصحفي، جنان جوشقون، على خلفية قرار الاعتقال الصادر بحقه بسبب عدم إعلانه الغرامة المالية التي قضت بها المحكمة خلال القضية التي يحاكم بها بسبب خبر نشره عام 2015.
وذكر الحساب الإلكتروني لشبكة التضامن، أن الصحفي جوشقون اعتقل بسبب قرار الاعتقال الصادر بحقه لسداد الغرامة المالية المقدرة بـ12 ألف و600 ليرة الصادرة بحقه بسبب نشره خبرا عن بيع عقارات فارهة لقضاة ومدعي عموم.
التهمة دعم أوغلو
وفي إطار نفس السياسات أعلنت المغنية، سيبال توزون، إنهاء راديو "تي أر تي" الحكومي برنامجها عقب إعلانها دعمها لإمام أوغلو لرئاسة بلدية إسطنبول.
وأضافت توزون أنها أبلغت بإنهاء المسؤولين لبرنامجها الإذاعي على راديو "تي أر تي" بسبب قيامها بنشر تغريدات داعمة لأكرم إمام أوغلو.
وبالأمس، تعرض الصحفي بجريدة "يني جاغ"، ياوز سليم دميرآغ، لاعتداء بالضرب من قبل مجهولين ألحقوا به عدة إصابات، ما أدى إلى موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، شددت على أن حرية التعبير والرأي بتركيا باتت في خطر.
والأمر ليس قاصرا على الاعتقال، وإنهاء العمل، والاعتداء بالضرب، بل وصل كذلك لدرجة قيام عدد من القياديين بحزب أردوغان بتوجيه تهديدات مباشرة للفنانيين والإعلاميين المؤيدين لمرشح المعارضة، أكرم إمام أوغلو، في جولة الإعادة لانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول المقررة 23 يونيو/حزيران المقبل.
وتعتبر تركيا أكثر دول العالم سجنا للصحفيين، واحتلت المرتبة رقم 157 من بين 180 بلدا على مؤشر منظمة صحفيين بلا حدود الخاص بحرية الصحافة في العالم لعام 2018.
نقابة الصحفيين الأتراك كشفت في تقرير نشرته مؤخرا، عن وجود 140 صحفيا في السجون، ما بين معتقل ينتظر المحاكمة، وآخر ينفذ عقوبته.
وفي 2018، أحكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبضته على جميع مفاصل القرار ببلاده، عقب تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية نقلت البلاد إلى نظام الحكم الرئاسي، في خطوة أراد من خلالها تصفية جميع معارضيه ومنتقديه.
وطيلة العام، عملت سلطات أردوغان على تكميم أفواه الصحفيين، معلقة شماعة قراراتها على محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في يوليو/تموز 2016.
ومنذ ذلك التاريخ، وإلى جانب التضييق على المراسلين والصحفيين الأجانب، أغلق أردوغان أكثر من 175 وسيلة إعلام، ما ترك أكثر من 12 ألفا من العاملين في مجال الإعلام دون وظائف، ورفع معدل البطالة بالقطاع إلى أقصاه، وفق معهد الإحصاء التركي.