"انقلاب إسطنبول".. رجال أردوغان يهددون الفنانين المؤيدين لإمام أوغلو

الفنانون الأتراك يتهمون أردوغان باستغلال مشاركتهم في فعالية باليوم العالمي للمسرح من أجل غرض سياسي.

دأب عدد من القادة بحزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤخرا على تهديد الفنانين المؤيدين لمرشح المعارضة، أكرم إمام أوغلو الفائز برئاسة بلدية إسطنبول خلال الانتخابات المحلية الأخيرة قبل قرار إعادتها مرة أخرى في انقلاب فاضح على الممارسة الديمقراطية.

وتوعد رجال حزب أردوغان الفنانيين الرافضين لقرار إعادة الانتخابات في إسطنبول والداعمين لمرشح المعارضة، بفرض حظر عليهم وعلى أنشطتهم الفنية.

• مجهولون يعتدون على صحفي تركي.. ومنددون: حرية التعبير في خطر

وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام تركية، فقد توعد رئيس بلدية نوشهير المنتمي لحزب أردوغان، رسمي آري، بفرض حظر على الفنانين الذين يدعمون إمام أوغلو في جولة الإعادة على منصب رئيس بلدية إسطنبول المقررة يوم 23 يونيو/حزيران المقبل.

تهديد آري جاء في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، وقال فيها إن الفنانين الذين يدعمون مرشح حزب الشعب "مؤيدون للتخريب".

وقال: "هؤلاء الأشخاص الذين لم يجرؤ أحدهم على الخروج في ليلة المحاولة الانقلابية (المزعومة) في الـ15 من يوليو/تموز 2016 التي عايشتها أمتهم للتعبير عن القيم الوطنية والروحية يمارسون الحيل الآن ويدعمون الخراب".

وأضاف، في سياق تهديداته، قائلا: "الأمر الآن ببقاء الدولة، أما من يتجاهلون دورهم في قيادة المجتمع روحيا ووطنيا، لن يصعدوا إلى المسرح ولو في برنامج صغير داخل حدود مدينتهم".

وعلى نفس الشكل والشاكلة، فإن نائب حزب العدالة والتنمية في مدينة سكاريا، كنعان صوفو أوغلو، قام بتهديد الفنانين الداعمين لإمام أوغلو، في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وقال نائب العدالة والتنمية: "وآسفى عليكم يا ناكري الجميل! كل منكم مليونير، ولديه حياة مرفهة وملايين المتابعين، بفضل أردوغان الذي أدار هذا البلد لما يقرب من 20 عاما، إنكم تستفيدون من الخدمات المقدمة لإسطنبول أكثر منا".

وواصل القول: "ليس لديّ ما أقوله لأكرم إمام أوغلو، ولكنكم ناكرون للجميل والمعروف، من يجتمع على حبه الملايين أنتم تحاولون استغلال الفرصة وتقولون هيا لنسقط حزب العدالة والتنمية ورجب طيب أردوغان".

في السياق ذاته، نشر محمد صافي رئيس دائرة الأرشيف بالرئاسة التركية على حسابه بموقع "تويتر" قائمة بأسماء الفنانين الداعمين لإمام أوغلو، وكتب عليها "للتسجيل" في تهديد صريح للفنانين.

بدوره، قال رجب أوزَل، ممثل العدالة والتنمية في اللجنة العليا للانتخابات على حسابه الشخصي بموقع "تويتر" تعليقا على دعم الفنانين لإمام أوغلو: "فنكم ورجولتكم كلاهما كذب".

وفي 29 مارس/آذار الماضي، اتهم عدد من الفنانين الأتراك رئاسة بلادهم باستغلال مشاركتهم في فعالية باليوم العالمي للمسرح، الذي يوافق الـ27 من مارس/آذار من كل عام، من أجل غرض سياسي.

وحسب ما ذكرته وسائل إعلام تركية، آنذاك، فقد شاركت مجموعة من الفنانين الأتراك المشهورين في عرض غنائي جماعي بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.

المجموعة التي شاركت في العرض الغنائي فوجئت فيما بعد بإضافة رسالة تهنئة باليوم العالمي للمسرح من الرئيس أردوغان، إلى مقطع الفيديو الذي تم تصويره للعرض، وبثه من قبل الرئاسة.

الفنانون المشاركون في العرض لم يجدوا إلا في حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، نافذة للتعبير عن استيائهم من هذه الخطوة، مؤكدين أنهم لم يكونوا على علم بأنه يتم تسجيل فيديو ترويجي لأردوغان.

وفور إعلان لجنة الانتخابات في تركيا، الإثنين الماضي، إلغاء نتيجة الانتخابات المحلية بإسطنبول، قدم العديد من الفنانين الأتراك دعمهم إلى أكرم إمام أوغلو، ونشروا وسما على "تويتر" يحمل الشعار الذي يردده إمام أوغلو: "كل شيء سيكون جميلا".

جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية الحاكم فاز بالأغلبية في الانتخابات البلدية التي جرت 31 مارس/آذار الماضي، لكنه خسر أهم وأكبر المدن التركية وعلى رأسها إسطنبول، التي فاز بها المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو، الأمر الذي مَثّل هزيمة معنوية كبيرة للحزب الحاكم لما لها من رمزية كبيرة في البلاد، إذ كانت المحطة التي أوصلت أردوغان للرئاسة.

وعقب انتهاء الانتخابات وإعلان النتائج الأولية، بدأ الحزب الحاكم تقديم سلسة من الطعون والاعتراضات التي رفض بعضها وقبل البعض الآخر، ومنها قبول طلب العدالة والتنمية الخاص بإعادة انتخابات رئاسة البلدية الكبرى.

وعلى إثر ذلك، قررت اللجنة العليا للانتخابات إعادة التصويت بإسطنبول في 23 يونيو/حزيران المقبل، بزعم وقوع مخالفات تصويتية كبيرة.