تركيا بالإعلام.. استمرار هبوط الليرة وارتفاع التضخم يؤكدان فشل أردوغان
الليرة التركية تسجل أضعف سعر لها في 8 أشهر وارتفاع نسب التضخم لأعلى معدل في 15 عاما، وخسائر كبيرة للمستثمرين في البورصة وأدوات الدين.
دخلت الليرة التركية، الأسبوع الجاري، مرحلة هبوط جديدة هي الأصعب منذ 8 شهور، بحسب أسعار الصرف المنشورة على موقع البنك المركزي التركي، وسط ارتفاع نسب التضخم لأعلى معدل في 15 عاما، وخسائر كبيرة للمستثمرين في البورصة وأدوات الدين المحلية أمام عجز رسمي كامل عن إيجاد حلول لوقف الهبوط.
وتراجعت الليرة التركية متجاوزة مستوى 6.24 مقابل الدولار، لتسجل أضعف سعر لها في 8 أشهر، وسط بواعث قلق بشأن إعادة انتخابات رئيس بلدية إسطنبول والتوترات قبيل محادثات تجارية أمريكية صينية.
وبعد تقديم طعون، على مدى أسابيع، من حزب الرئيس رجب طيب أردوغان العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية، قضت اللجنة التركية العليا للانتخابات يوم الإثنين بإعادة انتخابات بلدية إسطنبول التي فازت فيها المعارضة بهامش ضئيل.
- خزانة تركيا تواصل النزيف بعجز نقدي 2.2 مليار دولار في أبريل
- صحيفة ألمانية: المستثمرون أعطوا ظهورهم لتركيا.. القادم أسوأ لأنقرة
وازداد طريق تركيا الطويل نحو الإصلاح الاقتصادي وعورة، هذا الأسبوع، بعد قرار السلطات التركية إعادة إجراء الانتخابات البلدية في مدينة إسطنبول، الأمر الذي يختبر صبر المستثمرين بشأن السياسات التي أدت إلى أزمة العملة العام الماضي.
ويري الخبراء، وفقا لرويترز، أن تراجع الثقة المدفوع جزئياً بتحديات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات هو العقبة الكبرى أمام إحياء "اقتصاد يعاني من ارتفاع التضخم، وديون الشركات بالعملات الأجنبية".
في سياق متصل، أظهر مسح قامت به "العين الإخبارية"، كيف دفعت أزمة أسعار صرف الليرة التركية، منذ أغسطس/آب الماضي، إلى ارتفاع نسب أسعار المستهلك (التضخم) في مختلف المدن التركية، لمستويات وصلت إلى ذروتها في 15 عاما.
وبلغت نسبة التضخم في تركيا، خلال أبريل/نيسان الماضي، 19.5% وهو مستوى مرتفع مقارنة مع المستويات المسجلة قبل أزمة هبوط أسعار الصرف في البلاد.
وأمس الخميس، كشف تقرير رسمي صادر عن معهد الإحصاء التركي عن أن المستثمرين في البورصة التركية وأدوات الدين المحلية في البلاد وأصحاب الودائع لدى البنوك التركية تكبدوا خسائر كبيرة خلال أبريل/نيسان الماضي، بالتزامن مع تصاعد أزمات البلاد.
وقال معهد الإحصاء التركي، في بيان صادر الخميس حول "معدلات الأرباح الحقيقية التي أنشأتها وسائل الاستثمار المالي"، إن المستثمرين المحليين والأجانب في البورصة التركية تكبدوا خسائر 7.52% في أبريل/نيسان الماضي، مقارنة مع الشهر السابق عليه.
وتشهد البورصة التركية تراجعات حادة في مؤشرها الرئيسي (BIST 100)، رافقه هبوط في القيمة السوقية للشركات المدرجة، وتراجع في قيم التداولات اليومية، ما أثر على ثقة المستثمرين بها.
في المقابل، تستعد المصارف التركية المثقلة بالديون لمزيد من الضغوط والأنباء السيئة؛ جراء الفوضى السياسية، وهبوط الليرة لأدنى مستوياتها منذ أشهر، وفقا لوكالة "بلومبرج".
وقالت الوكالة الأمريكية، في تقريرها الأربعاء الماضي، إنه علاوة على كومة هائلة من عمليات إعادة هيكلة الديون، يواجه المقرضون في تركيا الآن خطر ارتفاع أسعار الفائدة، وضعف مستويات رأس المال، لا سيما بعد قرار إعادة انتخابات إسطنبول.
وأشارت إلى أن انخفاض الليرة إلى أدنى مستوى في 8 أشهر يجعل سداد القروض بالعملات الأجنبية أكثر تكلفة للشركات، وربما يعرقل الجهود الرامية إلى إخراج الاقتصاد من الركود، وهو أمر أساسي لهذه التسديدات.
aXA6IDE4LjExNi45MC41NyA= جزيرة ام اند امز